قائمة الموقع

"سحب هويات المقدسيين".. سياسة غادرة لقلب "الديموغرافية"

2017-08-13T06:15:51+03:00

لا تزال محاولات الاحتلال الإسرائيلي لتهويد مدينة القدس المحتلة وتغيير معالمها الجغرافية والديموغرافية سارية على قدم وساق، والتي حتى اللحظة لم تنجح بتحقيق مرادها رغم تقدمها في عدة محاور، عبر فرض القوانين العنصرية والإجراءات القمعية على سكان المدينة.

ومن ضمن هذه السياسات، عمدت سلطات الاحتلال إلى تجريد آلاف الفلسطينيين من سكان القدس من حقهم بالإقامة في المدينة لحجج وذرائع عديدة، وبحسب تقرير نشرته "هيومن رايتس ووتش" الأمريكية، فإن سلطات الاحتلال سحبت إقامة 15 ألف مقدسي منذ عام 1976، لكن ناشطين مقدسيين يؤكدون أن العدد الحقيقي هو أضعاف المذكور لأن عوائل مقدسية كثيرة تشكلت وكبرت وهي بالأساس لا تملك "الهوية الإسرائيلية" –الإقامة-.

قلنديا وشعفاط

وأكد رئيس لجنة الدفاع عن حي سلوان المقدسي فخري أبو دياب، أن الرقم الذي ذكرته المؤسسة الأمريكية في تقريرها هو أقل من الرقم الحقيقي بكثير، مشيرًا إلى أنه يوجد عدد كبير جدًا من العائلات المقدسية التي تشكلت وكبرت وهي من الأساس لا تحمل "الهوية الإسرائيلية".

وقال أبو دياب في حديث لصحيفة "فلسطين": "إن هذه العائلات لم يتم إدراجها في الإحصاءات الرسمية التي تحدثت عنها المؤسسة الأمريكية"، معتبرًا أن سياسة سحب الهويات الإسرائيلية من المقدسيين واحدة من مجموعة سياسات تهدف إلى تهويد المدينة وتفريغها من أهلها.

ونبه إلى أن حوالي 100 ألف مقدسي تم إخراجهم من النطاق البلدي لمدينة القدس كخطوة تمهيدية لسحب بطاقات الهوية المقدسية الخاصة بهم، خاصة في مخيمي شعفاط وقلنديا.

ولفت إلى أن المقدسيين يحتاجون إلى صناديق دعم تساعدهم على الصمود داخل المدينة سواء من خلال شراء منازل أو فتح مشاريع صغيرة للعمل بما يؤمّن قوتهم اليومي.

ودعا إلى اتباع سياسة مضادة لسياسات الاحتلال التي تهدف إلى تفريغ المدينة المحتلة من سكانها المقدسيين، وذلك بدعوة المقدسيين المسحوبة إقاماتهم للعودة إلى داخلها وتوفير سبل العيش الكريم لهم قدر المستطاع.

وختم أبو دياب بقوله: "علينا أن ننتج حركة ديموغرافية مضادة لسياسات الاحتلال وإجراءاته ضد سكان المدينة، وإلا فإنه سيستمر في سياساته العنصرية حتى يأتي اليوم الذي يحقق فيه أهدافه ويخلي المدينة من سكانها الأصليين".

سياسات ممنهجة

وفي سياق متصل، أكد الدكتور مصطفى أبو صوي أستاذ الكرسي المكتمل لدراسة فكر الإمام الغزالي ومنهجه في المسجد الأقصى المبارك وجامعة القدس، على أن الخطة (20-20) التي تحدث عنها نير براكات رئيس بلدية القدس المحتلة في برنامج عرضته قناة "bbc"، أقر فيها أن هناك سياسات ممنهجة لتحديد تواجد المقدسيين داخل المدينة المحتلة.

وقال في حديث لصحيفة "فلسطين": "إن الاحتلال يسعى إلى تفريغ القدس المحتلة من سكانها الأصليين واتبع في سبيل ذلك عشرات الإجراءات والقوانين القمعية والعنصرية التي استهدفت الفلسطينيين فقط دون سواهم".

ونبه إلى أن جدار الفصل العنصري الذي طوق مدينة القدس وفصل العديد من الأحياء والمخيمات عنها، أخرج عددًا لا بأس به من المدينة، لكن السكان انتبهوا للأمر وقاموا بهجرة عكسية إلى قلب القدس ما زاد من التعداد السكاني الفلسطيني في داخلها.

وقال: "لقد قام الاحتلال بالفترة الأخيرة بسحب ما يزيد على أربعة آلاف هوية مقدسية من أصحابها وطردهم خارج المدينة"، شارحًا أن ما يقوم به الاحتلال مخالف للقانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة التي تحرم إجراء أي تغيير ديموغرافي في أي مكان محتل.

وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قالت منتصف الأسبوع الماضي: إن إلغاء (إسرائيل) "إقامات آلاف الفلسطينيين في شرق القدس على مر السنين يوضح، النظام المزدوج الذي تنفذه في المدينة، والذي يفرض نظام الإقامة متطلبات شاقة على الفلسطينيين للحفاظ على إقاماتهم، فضلًا عن عواقب وخيمة لمن يخسرونها.

وأكدت المنظمة أنه منذ بداية احتلال (إسرائيل) لشرق القدس عام 1967 وحتى نهاية 2016، ألغت سلطات الاحتلال إقامة 14,595 فلسطينيًا من شرقي القدس على الأقل.

اخبار ذات صلة