أكتب إليكم ما يجول في خاطر كل فلسطيني حُر يرى فيكم أملا جديدا، لتكونوا عنوان المرحلة في وجه الاحتلال، وتعبيرًا عن الجيل الفلسطيني الجديد الذي يقاوم ويقاتل ببسالة منقطعة النظير، كما حدث في جنين أمس، وكما حدث في نابلس، وتعبرون عن المقاومين في كل مكان بعدما أثخنتم في العدو وأوقعتم الخسائر، وقدمتم الشهداء والجرحى والأسرى في سبيل حماية شعبكم، وأنتم تعبرون عن مكنون أنفسكم التي يسكنها التضحية والوحدة الوطنية.
لقد قدمت نموذجًا جديدًا من الوحدة الوطنية كغرفة العمليات المشتركة التي أعلنت أمس دعمها لكم، ووقوفها إلى جانبكم، وكانت رسالتها واضحة بأنها لن تتركم وحدكم، بل ستكون إلى جانبكم في الشدائد، ومواجهة الاحتلال، وستكون بالمرصاد للاحتلال الذي يدنس المسجد الأقصى ويعتدي على الأحياء الفلسطينية في القدس، وأن غرفة العمليات المشتركة التي يسير في ظلها عشرات الآلاف من المقاتلين في غزة قادرة على إيلام الاحتلال وتوجيه الضربات له، لكن ذلك يحتاج إلى تعزيز الوحدة الوطنية للمقاتلين عبر عرين الأسود لتكون العنوان في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وتثوير الضفة الغربية وانتهاز الفرصة التاريخية للانتقال من مظلة التنسيق الأمني والتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي إلى مظلة المقاومة التي تضم الجميع.
رسالتنا لكم ولكل مقاتلينا الأحرار بأن تمسكوا بالوحدة، وخاصة أنكم تلقون دعمًا من الجمهور الفلسطيني لم يسبق له مثيل خلال السنوات الماضية وأن الهدف الواحد الذي يجمع الجميع الالتفاف حول خيار المقاومة في مواجهة الاحتلال وأن المشاريع الأخرى لم يعد لها وجود بعد أن أثبتت فشلها وتوارت إلى الحضيض.
عليكم أن تستفيدوا من التجارب التي مرت بها المقاومة الفلسطينية خاصة في قطاع غزة على مدار السنوات الماضية منذ عام 2005 وإعادة ترتيب صفوفها في وجه الاحتلال الإسرائيلي لتصبح قوة عسكرية يحسب لها 1000 حساب والانتقال من المواجهة والاشتباكات الميدانية إلى الهجوم وتوجيه ضربات للاحتلال الإسرائيلي وعليكم ألا تخشوا تهديدات الاحتلال ودعايته الكاذبة ضدكم، وضد الأحرار منكم.
وتحصين صفوف الأحرار والمقاتلين بالوعي الأمني واليقظة العسكرية في مواجهة خداع الاحتلال ومحاولته الدائمة للنيل منكم.
الرسالة الأخيرة هي أنكم الحصن الأخير في الدفاع عن المسجد الأقصى وأنتم تنتقلون من العمل الميداني إلى وحدة العمل المشترك الذي يوجه الضربات للاحتلال الإسرائيلي وينتقل من الدفاع إلى توازن الرعب مع الاحتلال مستندين إلى المقاومة في غزة القادرة على أن تسندكم، وهي تفعل ذلك بالأساليب التي تعرفونها، ويمكن أن تنتقل إلى استخدام المواجهة المباشرة مع الاحتلال، وذلك في سبيل حمايتكم، وحماية الأقصى والمقدسات والضفة الغربية.