أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن المسودة النهائية لاتفاقية الحدود البحرية مع لبنان والتي توسطت فيها الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدة أنها في الطريق لتحقيق اتفاق تاريخي مع لبنان.
وقال رئيس مجلس الأمن القومي للاحتلال الإسرائيلي إيال حولتا: "إن الطريق إلى اتفاق مع لبنان يسير بخطى واسعة، وأن كل مطالبنا تمت تلبيتها، والتغييرات التي طلبناها تم تعديلها، وحافظنا على المصالح الأمنية لـ(إسرائيل)".
من جهته؛ قال كبير المفاوضين اللبنانيين ونائب رئيس مجلس النواب، إلياس بو صعب، في تصريحات إعلامية: "إن مسودة اتفاق ترسيم الحدود بين (إسرائيل) ولبنان، والتي تم تسلّمها الإثنين، تأخذ في الاعتبار كل المتطلبات اللبنانية، وإن اتفاقا تاريخيا قد يكون وشيكا".
وكانت "تل أبيب" رفضت الأسبوع المنصرم تعديلات اللحظة الأخيرة على الصفقة التي أجراها لبنان، وبدت لفترة وجيزة أنها تعرض للخطر جهوداً طويلة الأمد للتوصل إلى اتفاق.
ووفق الإعلام العبري؛ لم توافق بيروت على الاعتراف بخط العوامات، الذي وضعته "تل أبيب" بشكل أحادي على بعد خمسة كيلومترات من ساحل بلدة راس الناقورة الشمالية في عام 2000 كحدود دولية.
وعلى الرغم من كونهما في حالة حرب من الناحية الفنية؛ فقد انخرطت "إسرائيل" ولبنان في مفاوضات مكثفة بوساطة الولايات المتحدة لعدة أشهر حول حدودهما البحرية المشتركة، والتي تؤكد بيروت أنها تمر عبر حقول الغاز الطبيعي في البحر المتوسط.
وسينهي الاتفاق نزاعا مستمرا منذ فترة طويلة بشأن مساحة 860 كيلومترا مربعا من البحر الأبيض المتوسط، تغطي حقلي الغاز "كاريش" و"قانا".
وعلى الرغم من الاتفاق الواضح بين حكومتي الطرفين؛ لا يزال مصير الاتفاقية غير واضح، لأنه من المرجح أن عملية المصادقة عليها في (إسرائيل) لن تنتهي إلا بعد الانتخابات التشريعية التي ستُجرى في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر القادم.
وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، الصادرة اليوم، إنه "يمكن لرئيس الوزراء يائير لابيد طرح الاتفاق للتصويت الفوري في الكنيست بكامل هيئته، لكن من المتوقع وجود غالبية معارضة للاتفاق، لذلك من غير المرجح أن يتخذ لابيد هذا الطريق".