كرة القدم تُلعب بعدة طُرق وأساليب وتكتيكات حسب خبرة وقدرات المدربين واللاعبين، وهذه ليست حكرًا على مدرب دون الآخر، فهي متاحة ومكشوفة وليست سرًّا، فكرة القدم لم تعد سرًّا ولا علمًا غير مكتشف، ولكنها تعتمد على المدرب أولًا بفكره وقراءته للمنافسين، إلى جانب قدرات اللاعبين على تنفيذ تلك الأساليب والطرق والتكتيكات.
لكن ومع الأسف الشديد أن بعض المدربين واللاعبين استحدثوا أسلوبًا وطريقة جديدة لتحقيق أهدافهم في الملعب، على أمل أن تساعدهم هذه الطريقة على تحقيق الفوز.
والأسلوب الجديد هو أسلوب "الوقاحة"، نعم الوقاحة، فلا تستغربوا أيها القراء من هذا الاسم القبيح في عالم الرياضة التي من المفترض أن تكون ساحة للتنافس الأخلاقي قبل الرياضي، ولكن بعض المدربين يستغلون طيبة المنافسين أحيانًا، وعدم قدرة الكثيرين على كشفهم، لتنفيذ هذا الأسلوب والخروج بالفوز.
إن هذا الأسلوب يُطبقه عدد قليل جدًّا من المدربين المحليين، وهو يدل على أمرين؛ الأول: عدم الثقة بأن الأسلوب الفني والخططي والتكتيكي الذي ينتهجه أسلوب غير مُجدٍ نتيجة ضعفه وقلة حيلته، والثاني يعتمد على تربية وثقافة المدرب التي تربى عليها في البيئة التي يعيشها.
ولتيسير المسألة وزيادة في شرح أسلوب الوقاحة، فإننا لا نحتاج إلى خبير أو محاضر من أجل شرحه؛ لأنه ليس أسلوبًا رياضيًّا، إذ يلجأ المدرب الضعيف إلى الطلب من بعض لاعبيه المشابهين له في الفكر والثقافة من أجل استفزاز لاعبي الفريق المنافس وجماهيره ومدربه.
طبعًا الهدف من هذا الأسلوب هو استفزاز الفريق المنافس ابتداء من جماهيره ومرورًا بمدربه ووصولًا إلى لاعبيه، لإخراجهم عن تركيزهم وبالتالي فتح ثغرة في جدار الفريق من أجل بعثرة أوراقه والوصول إلى شباكه بسهولة.
ولأسلوب الوقاحة عدة طُرق منها قيام لاعب من لاعبي الفريق بالإساءة اللفظية أو الجسدية للاعب من الفريق المنافس أو مدربه، بعيدًا عن أعين ومسامع الحكام، وبالتالي انتظار ردة فعل مرئية ومسموعة من الطرف الذي تعرّض للاستفزاز، وبالتالي تعرضه لعقوبة الطرد أو على الأقل زعزعته نفسيًّا طوال المباراة.
وتنفيذ أسلوب الوقاحة ليس مقتصرًا على اللاعبين، فالمدرب يجد نفسه غير قادر على الابتعاد عن الشبهات، فمنهم من يستخدم هذا الأسلوب دون حاجة إلى لاعبيه أو جماهيره، وهذه الفئة قليلة جدًّا قد لا تتجاوز مدربين اثنين فقط أو ثلاثة على أكثر تقدير.
وما ينطبق على اللاعبين وعلى المدربين، ينطبق على الجماهير، فهناك لاعبون يستفزون الجماهير بحركات وإشارات لا أخلاقية، وهذا ما يؤدي إلى ثورة على المدرجات وبالتالي تنعكس وتنتقل هذه الثورة إلى أرض الملعب.
وكذلك هناك فئة من الجماهير تُستخدَم لاستفزاز الفريق المنافس وجمهوره ومدربه من أجل إخراجهم عن شعورهم وتركيزهم، وبالتالي إضعاف قدراتهم في الملعب لضمان تخسيرهم سواء فنيًّا أو إداريًّا.
في النهائية، فإن أسلوب الوقاحة يستخدمه المدرب "الفاشل" والمدرب "غير الواثق بنفسه" والمدرب الضعيف فنيًّا الذي يعرف أن قيادته الفنية لفريقه لن تُحقق له شيئًا، وأنه لا يمكن أن يفوز أو حتى يتعادل دون هذا الأسلوب.
وتأكدوا تمامًا أن كثيرًا من اللاعبين يستطيعون الكشف عن هوية هذه الشريحة من المدربين أصحاب "أسلوب الوقاحة"، والإشارة إليهم بوضوح، خاصة أن مثل هؤلاء المدربين تنقلوا بين العديد من الأندية وبالتالي يعرفهم لاعبي أكثر من فريق.
أعتقد أن أسلوب الرجولة والأخلاق هو الأكثر نجاحًا في الملعب وهو الأسلوب المُرضي لله أولًا وللنفس ثانيًا، على الأقل يضمن للمدرب سمعة طيبة في أثناء عمله وبعد اعتزاله.
أخيرًا أتمنى على اتحاد كرة القدم عدم إسناد أي مهمة وطنية لمثل هؤلاء المدربين، لأنهم سيعكسون الصورة السلبية عن الكرة الفلسطينية.