فلسطين أون لاين

تقرير أحلام صالح.. مهندسة زراعية تدرج "البتايا" في أسواق الضفة

...
المهندسة أحلام صالح تدرج البتايا في أسواق الضفة
غزة/ هدى الدلو:

حبها للأرض والزراعة والاعتناء بالنباتات دفعها لدراسة تخصص الهندسة الزراعية، لتبدع في مجالها وتعمل على إنتاج أنواع وأصناف جديدة في مزرعتها الخاصة، ومنها فاكهة البتايا، وهي منتج جديد غير مدرج في أسواق الضفة الغربية، رغم أن تلقيح هذه الثمرة يحتاج إلى فني وعناية.

تقطع أحلام صالح 9 كليومترات يوميًا للوصول إلى مزرعة "البتايا" شرق مدينة قلقيلية والتي عملت على تأسيسها لإنتاج فاكهة "الدراجون".

لم يكن تعلُّم أحلام للهندسة الزراعية محض صدفة، فالشابة التي نشأت في الأردن كانت دائمة الزيارة إلى قريتها "جيوس" برفقة والدها، وكلما حطت أقدامها موطنها تلازم جدها إلى الأرض، فتعلمت منه كيفية الاعتناء بالأشجار ولا سيما الزيتون، فعلمها كيف تطعمه بالقلم والعين أي تركيب الزيتون على أصل بري، فأحبت الأرض وتعلقت بها. 

تقول لصحيفة "فلسطين": "اخترت زراعة نبات البتايا لكونه صنفًا جديدًا على أراضي الضفة ومجديًا اقتصاديًا، إذ تباع ثماره وأشتاله بأسعار مرتفعة عالميًا ومحليًا، فثمن الكيلو من هذه الثمرة يباع بين 25 إلى 30 شيقلًا تبعا لجودتها، وعالميا أغلى فمثلًا ثمن الحبة الواحدة في أمريكا 5 دولارات، وفي الأردن الكيلو بـ10 دنانير أردنية".

وتعد فاكهة البتايا من الفواكه الاستوائية، ولها عدة أصناف فمنها له قشرة صفراء ولب أبيض، أو قشرة حمراء ولب أبيض، أو قشرة حمراء ولب أحمر، وهي ذات مذاق لذيذ وحلاوة متفاوتة حسب الصنف، كما توضح صالح.

وتذكر أن "البتايا" أو فاكهة التنين يمكن زراعتها في مناخات متعددة، ولكنها تفضل المناطق الحارة، وكمية ري مناسبة وتناسب التربة الرملية جيدة الصرف، وهي كأي نبتة تبدأ مرحلة الاعتناء بها منذ أن تكون شتلة إلى أن تخرج الثمار، ويجب الانتباه عند ريها كي لا تصاب بأمراض فطرية، كما يتم تسميد النبتة بمبيدات حشرية وفطرية ويتم تقليمها.

وتشير إلى أن فاكهة البتايا تتميز بأزهارها الكبيرة التي تتفتح ليلًا فقط، وتلقح باستخدام النظام الخلطي في معظم الأصناف، أي نظام يستلزم أن يكون عبر تلقيح تقاطعي (ذكر وأنثى). ويكون بانتقال حبوب اللقاح من متك إلى ميسم زهرة على نبات آخر.

وهناك أصناف ذاتية التلقيح، مع ذلك فإن التلقيح الخلطي يعطي نتائج أفضل من حيث وزن الثمار، كما تبين صالح، مشيرة إلى أنها عملت على إدخال أصناف جديدة تنتج محليًا وتوفر مردودًا ماديًا جيدًا وتزود السوق المحلي بثمار طازجة ذات نوعية ممتازة بعيدًا عن المستورد.

وتقول إن نجاح إنتاج الدراجون الأصفر لم يكن سهلًا بسبب شح المعلومات الخاصة بزراعة "البتايا"، إضافة إلى التكاليف المالية، مبينة أنها تجاوزت العقبة المادية بمساعدة الإغاثة الزراعية التي قدمت الدعم لها ضمن برنامج دعم المشاريع الريادية، بينما تخطت الجزء المعلوماتي بالبحث والاستفادة من أصحاب المشاريع السابقة حول العالم.

وتقول صالح إنها ستعمل خلال الفترة القادمة على تطوير المشروع وإدخال أصناف مختلفة من الفاكهة الاستوائية إلى قائمة منتجاتها، سعيًا لتحقيق حلمها بأن ترى كل أرضها خضراء.