من جديد، فلا جديد يُذكر ولا قديم يُعاد، هذا مجمل القول بخصوص المنحة المالية المُقدمة من المجلس الأعلى للشباب والرياضة برئاسة الفريق جبريل الرجوب، والمتأخرة منذ ثلاثة مواسم.
فقد خرج علينا رئيس نادي شباب جباليا قائلاً إن الأندية ستجتمع مع نهاية الجولة الحالية لدوري "ooredoo" الممتاز، من أجل تدارس الأوضاع المالية الصعبة التي تعيشها الأندية في غزة.
وعلى ما يبدو أن الأمور لا تسير بين الأندية بشكل متوافق عليه، حيث خرج رئيس نادي خدمات رفح بتصريح صحفي أكد فيه أنه لا نية للأندية لتجميد مشاركتها في بطولة الدوري الممتاز، وأنها ستصبر حتى انتهاء مرحلة الذهاب ومن ثم ستجتمع وتُحدد موقفها من تأخر المنحة المالية، ولكنه لم ينفق الرغبة في عقد اجتماع في نهاية الجولة الخامسة.
الاجتماع المزمع عقده سيكون الرابع خلال خمسة أسابيع، حيث لم تخرج الاجتماعات الأربع الأولى بقرارات حاسمة وحازمة تجاه قرار الأندية بخصوص الاستمرار في المشاركة في بطولات اتحاد كرة القدم من عدمها.
اليوم وقد بلغ "السيل الزبى" عند الأندية واللاعبين، حيث ازدياد الأوضاع المالية للأندية سوء، فقد انكشفت كل الأمور على حقيقتها، فكل الوعود التي أُطلِقت لعنان السماء حول صرف المنحة المالية في مواعيد مُحددة ذهبت أدراج الرياح، سواء تلك الصادرة عن مُسير المجلس الأعلى للشباب والرياضة في غزة، أو من نائب رئيس اتحاد كرة القدم، في وقت أوفت فيه لجنة متابعة العمل الحكومي في غزة بوعدها ومسؤوليتها تجاه الرياضة من خلال صرف ما قيمته 300 ألف دولار للأندية يوم 24 من شهر سبتمبر الماضي.
ففي يوم 24 من سبتمبر الماضي وعلى هامش حفل توزيع المنحة على الأندية في مختلف الدرجات، صرح الأخ إبراهيم أبو سليم نائب رئيس اتحاد كرة القدم على مسامع الحضور بمن فيهم رؤساء وممثلو جميع الأندية، أن منحة المجلس الأعلى ستُصرَف في غضون أقل من أسبوعين، أي في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر الجاري، وهو ما لم يحدث.
وفي يوم 31 من شهر يوليو الماضي، أطلق مُسير المجلس الأعلى للشباب والرياضة تصريحاته بأن المنحة ستُصرف قبل انطلاق الموسم الجاري، أي قبل يوم 9 من شهر سبتمبر الماضي، حينما قال للزميل علاء سلامة مقدم برنامج عالم الرياضة على قناة فلسطين اليوم "خذ عني واسند.. ستُصرف المنحة قبل بداية الموسم"، وها قد مر شهر كامل على بداية الموسم ولم تُصرف المنحة.
إن مثل هذه التصريحات والوعود التي أطلقها المجلس واتحاد كرة القدم، أفقدت الأندية ثقتها بالطرفين، وجعلت من المتابعين يُحللون أسباب عدم صرف المنحة في غزة والضفة معاً، وهو حق مكتسب للأندية والمتابعين للتحليل، لكون الأندية هي الأكثر تضرراً من تأخير صرف المنحة.
ويبدو أن الأمور باتت صعبة للغاية، ولا سيما أنها مرتبطة بأمرين مهمين، الأول أن الشركة الراعية للبطولات المحلية قد قلصت مبلغ الرعاية إلى الثلث، وهو أمر خطير ولكن لا أحد يملك الحق في إجبارها لا على الرعاية ولا على قيمة الرعاية.
الأمر الثاني وهو الأخطر، أن الأمر على ما يبدو متعلق بأوضاع حزبية بحتة، نتيجة الخلافات داخل حركة فتح على من سيخلف رئيس السلطة موحود عباس، ومن بينهم الفريق جبريل الرجوب أمين سر حركة فتح ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية ورئيس اتحاد كرة القدم ورئيس جمعية الكشافة والمرشدات.
فالخلافات الداخلية بين المتنافسين على منصب الرئيس أدت على ما يبدو إلى تقزيم الرجوب وإظهاره بصورة الضعيف، أو لتقليص حجم القاعدة المؤيدة له على الساحتين الفتحاوية والرياضية، وهو ما سينعكس سلباً على الساحة الرياضية.
وهناك من يقول إن الخلافات الفتحاوية الداخلية ليست لها علاقة بالأمر، وأن المسألة متعلقة بالضائقة المالية التي تمر بها السلطة، ولكن في كل الأحوال فإن اتحاد كرة القدم لديه من الموازنة ما يكفي لدعم الأندية بشكل مؤقت إلى حين صرف المنحة واسترداد ما دفعه.
وللحديث بقية