تأتي عملية شعفاط البطولية في سياق الرد الطبيعي على اقتحامات الأقصى وإغلاق الحرم الابراهيمي الشريف والعدوان اليومي على جنين ونابلس وبقية مدن الضفة المحتلة.
إن هذه "العمليات تحمل رسالة مفادها أن ثورة شعبنا ماضية ولن تتراجع وأن عمليات وطلقات الشباب الثائر ورشقاتهم ستلاحق المحتلين وقطعان المستوطنين في كل مكان ردًّا على جرائمهم، فالعدو واهم إذا اعتقد بأنّه سينجو من الغضب الفلسطيني على جرائم إرهابه المنظم بحق القدس والأقصى.
وتؤكد الاحتفالات بالعملية أنّ شعبنا لا يرى غير المقاومة طريقًا ومنهجًا لردع العدوان والإرهاب الصهيوني، كما أن حواجز الموت التي جعل منها الاحتلال أماكن لممارسة إرهاب وجرائم الإعدام الممنهج بحق شعبنا الفلسطيني سيحوّلها المقاومون إلى أهداف مشروعة يرد بها الصاع صاعين على جرائم الإرهاب والقتل المنظم.
ومن هنا أتوجه بالتحية للمقاومين الأبطال في القدس المحتلة وفي ضفتنا الأبية، الذين يشعلون الأرض لهيباً تحت أقدام الاحتلال ومستوطنيه، ويثبتون يوماً بعد يوم هشاشة الاحتلال الذي سيرحل عن أرضنا عما قريب بفعل الضربات والعمليات النوعية.
إن هذه العملية تؤكد أن كل تحصينات الاحتلال لن تمنع أبطال المقاومة من تنفيذ عمليات بطولية في أماكن لم يتوقعها المحتل.
كما تعد هذه العملية ضربة قوية واختراقًا جديدًا للمنظومة الأمنية الصهيونية، وتؤكد أن إرادة شعبنا أقوى من الاحتلال وقادرة على كسر إجراءاته الأمنية والعسكرية، فهذا الرد الأولي على العدوان الممنهج الذي تقوده الحكومة الصهيونية الفاشية التي أرادت أن تجعل دماء الشعب الفلسطيني مدادًا للانتخابات القادمة.
إن هذه العملية البطولية المباركة تثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن أهل فلسطين يستطيعون الدفاع عنها ورد العدوان الغاشم ليتحول إلى نار تحرق المعتدين.
وأمام هذه اللوحة المشرفة التي شهدها وشاهدها العالم أجمع نقول لا بد من وقف التطبيع وهرولة بعض الأنظمة العربية لفتح عواصمها لقادة الاحتلال، وعليهم الوقوف مع الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي في وجه المحتل ودعم أهلنا في مدينة القدس والضفة المحتلة وغزة المحاصرة، لا سيما الدعم المعنوي والسياسي والإعلامي الذي يعزز حالة الصمود والبطولة، ويقرب يوم النصر والتحرير الذي بات أقرب من أي وقت مضى.