فلسطين أون لاين

من هو الشهيد جمعة الطحلة؟

...
جمعة الطحلة

جمعة عبد الله محمد الطحلة، ولد في التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1962، في منطقة راس العين، وسط العاصمة الأردنية عمّان، لأسرةٍ فلسطينيةٍ لجأت من الرملة.

انتقلت عائلة الطحلة إلى قطاع غزة، إذ سكنت في حي الزيتون، وسط مدينة غزة لعدة أشهر، ومن ثم انتقلت للعيش في خربة السكة، بالقرب من الظاهرية، جنوب الخليل، لتنتقل إلى عمّان في العام 1953، وتسكن في جبل النظيف المتاخم لمخيم الوحدات، قبل أن تنتقل لراس العين، وسط عمّان.

تميّز بإتقان مهنة الحدادة، منذ أن كان عمره حوالي 8 أعوام مستفيدًا من خبرات أفراد عائلته الممتدة في هذه الصنعة.

وبالإضافة إلى الحدادة أتقن الشهيد العديد من المهن، مثل: التمديدات الكهربائية للسيارات، والنجارة، والسباكة، وصيانة الثلاجات والغسالات والأدوات الكهربائية، والإلكترونيات المنزلية.

بدأ الشهيد حياته التعليمية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في منطقة حي نزال وأنهى دراسته الثانوية من مدرسة حُنين الثانوية، في العام 1981، ثم حصل على منحة دراسية في كلية وادي السير الهندسية، التابعة لـ"الأونروا" لدراسة الرسم الهندسي، وبعد مرور سنة دراسية، انتهى المطاف بالشهيد جمعة الطحلة بالفصل من الكلية، بسبب خلاف مع أحد المدرسين فيها، من حملة الفكر الشيوعي.

في العام 1982، انتسب لدراسة المحاسبة في جامعة بيروت العربية، ولكنه ترك الجامعة، ليلتحق بكلية الشريعة في الجامعة الأردنية، والتي تلقب اليوم بـ(كلية الشهداء) إذ ضمت الكلية بين جنباتها، خلال الفترة التي درس فيها الشهيد جمعة ثلةً من الطلاب والأساتذة الذين أضحوا شهداء لاحقًا، كالشهيد يوسف السركجي، والشهيد عبد الله عزام.

لم يطل المقام مع الشهيد جمعة الطحلة في الجامعة الأردنية، إذ سارع في العام 1984 لترك مقاعد الدراسة ملتحقًا بشيخه عبد الله عزام في أفغانستان، التي كانت قد شهدت تفجّر المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال السوفياتي لأراضيها.

بعد عودة الشهيد جمعة الطحلة من أفغانستان واستقراره في الأردن، انتقل مجددا للعمل في الإمارات.

مع بداية العام 2000 أسست كتائب القسام قسماً للتصنيع العسكري في سوريا (دائرة العمل العسكري لحركة حماس في الخارج)، وبدأت أعمال البحث والتطوير العلمي لتحسين قدرات "القسام" الإسناد اللازم لتطوير مقاومة الضفة وغزة.

في عام 2006 برزت هناك حاجة لدى شخص قيادي، يتمتع بالصفات والمهارات اللازمة، لتولي مسؤوليه هذا القسم، فأشارت قيادة حركة حماس إلى اسم القائد جمعة الطحلة فحضر من الإمارات ملبياً واجبه.

في عام 2009 طلبت منه قيادة حركة "حماس" العودة إلى قطاع غزة، وفي طريقه اعتقله الأمن المصري ليسجن في "أبو زعبل" ويخرج منه بعد سقوط نظام مبارك عام 2011 ويصل إلى غزّة.

التحق الشهيد بالدراسة في جامعة فلسطين العسكرية، التي تشرف عليها كتائب الشهيد عز الدين القسام، وغدا لاحقًا أحد أعضاء مجلسها الأكاديمي.

اتخذ العمل العسكري للشهيد الطحلة بُعداّ جديداً ومهماً في تطوير إمكانات الكتائب حيث عمل في الأمن السيبراني، والبرامج المتعلقة بالحرب الإلكترونية، وساهم في إنشاء البرمجيات الكمبيوترية والتعديل عليها، إلى جانب تطوير الصواريخ وقوتها التدميرية، إلا أن ارتباطه الإداري مع "حماس" في الخارج ظل مستمراً.

وقد تعرض القائد الطحلة لمحاولة اغتيال خلال عدوان الاحتلال على غزّة عام 2014 حيث تمّ قصف منزله.

عصر يوم الأربعاء 10 أيار/ مايو2021، فجّرت المقاومة الفلسطينية في غزة معركة "سيف القدس" ردًّا على تصاعد اعتداءات الاحتلال على حيّ الشيخ جراح، والمسجد الأقصى، وفي يوم 30 رمضان، و في ظهر ذلك اليوم تحديدًا، والذي وافق يوم 12 أيار/ مايو2021، استهدفت طائرات الاحتلال شارعًا فرعيًّا، بالقرب من شارع الجلاء وسط غزة، ليتبين أنها استهدفت نفقًا لكتائب القسام كان يضم الشهيد جمعة الطحلة، فينتقل إلى الرفيق الأعلى شهيدا مثابرا مضحيا.

المصدر / فلسطين أون لاين