قدمت الأم الفلسطينية نموذجًا للأمهات من التضحية والفداء والشجاعة والإقدام، فكان بينها الشهيدة والأسيرة والجريحة والمبعدة، وهناك من قدمت الأسير والشهيد وصبرت وتحملت غياب الزوج والأبناء ولم تتراجع لحظة واحدة، بل شاهدنا نماذج من التضحية والفداء، مثل أم ناصر حميد وأم نضال فرحات وأم محمود عابد وأم إبراهيم النابلسي وأم صالح البرغوثي وأم مهند الحلبي وأم عمر أبو ليلة، والقائمة تطول وتطول في عددهم وتعدادهم ومواقفهم التي سجلت نبراسًا للمقاومين في مواجهة الاحتلال على مدار سنوات العدوان والقتل والإرهاب الذي يمارسه الاحتلال وهم موضع تقدير مجتمعي ووطني لما قدمت من تضحيات وفداء، وما زالت إلى اليوم تقود العمل المقاوم وتعد الاستشهاديين والمقاومين وبعضهن يحملن أبناءهن على الأكتاف إلى جانب الرجال في صورتين هما الأجمل والأروع للأم الفلسطينية، كما والدة الشهيد إبراهيم النابلسي.
التصريحات المرفوضة وطنيًا التي صدرت عن محافظة نابلس إبراهيم رمضان ضد أمهات الشهداء ونعتهم بالشذوذ، وكذلك التطاول على المقاومين واتهامهم بالعمالة للاحتلال ومهاجمة قادة المقاومين، وبينهم المعتقل في السجون السلطة والمطارد من قبل الاحتلال مصعب اشتية، وكذلك على مهاجمة المقاومين وصفهم بالزعران.
قائمة طويلة من الأوصاف الخارجة عن الصف الوطني والتي تشابه مصطلحات الاحتلال بل تجاوزها كثيرًا في مهاجمة المقاومة والمقاومين، وعائلات الأسرة وعائلات الشهداء وأمهات الشهداء في تعبير عن حالة التعبئة الحقودة، التي يقودها بعض قادة الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية الذين يتساوقون مع الاحتلال الإسرائيلي ويرددون روايته، ويدافعون عنها ويستخدمون نفس المصطلحات ويتجاوزون بذلك مفهوم التنسيق الأمني إلى مفهوم العمل المشترك الأمني والعسكري والإعلامي في خدمة الاحتلال الإسرائيلي الذي يمارس القتل والإرهاب في الضفة الغربية وبينها مدينة نابلس التي يقودها محافظ السلطة إبراهيم رمضان والذي كان يفترض أن يكون دوره الدفاع عن الأهالي والمواطنين في مواجهة جرائم الاحتلال وحماية المستوطنين لمدينة نابلس وقراها، وقطع الطريق من قبل المستوطنين، بل تحول المحافظ إلى إدارة للاحتلال الإسرائيلي في مهاجمة المقاومين وعائلاتهم وتشويه الشهداء ونعتهم بأوصاف تعبر عن درجة السقوط الأخلاقي والوطني و الشذوذ التي يعيشها المحافظ وأمثاله.
رد الفعل الشعبي والأهلي على تصريحات المحافظ تثبت أن شعبًا حيًّا ومقاومًا يرفض هذه الفئة إلى أن يتم أقالتهم من مناصبهم وعدم منحهم الأوسمة كما حدث مع محافظة نابلس بعد أن تمت ترقيته كمساعد في ديوان رئاسة السلطة، ما يشير إلى أن السلطات تتبنى مثل هذه التصريحات وتعزز هذه الشخصيات الشاذة عن مجتمعيًّا.
كان يفترض على رئاسة السلطة وقيادة حركة فتح اتخاذ قرار واضح بإقالة محافظ نابلس ومحاسبته على تصريحاته اللاوطنية، وحفظ أمهات الشهداء باعتبارهن قدوة للشعوب ونموذج للأمهات على مستوى العالم، وذرة التاج الوطني، التي تعد وتربي وتدعم وتقدم المقاومين للدفاع عن الأقصى والقدس والوطن، والتصدي للاحتلال الإسرائيلي.