فلسطين أون لاين

رغم تهديدات الاحتلال

تقرير حمادة لـ"فلسطين": أهالي الداخل لهم دور ريادي في الدفاع عن الأقصى

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة- غزة/ نور الدين صالح:

أكد الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس عن مدينة القدس محمد حمادة، أن أهالي الداخل الفلسطيني المحتل، يؤدون دوراً مهماً في الدفاع عن المسجد الأقصى من ممارسات الاحتلال، ومساندة المقدسيين في التصدي لاقتحامات المستوطنين، واصفاً دورهم بـ "الريادي".

وقال حمادة خلال حوار خاص مع صحيفة "فلسطين": إن "أهالي الداخل لا يتأخرون عن نصرة المسجد الأقصى والنفير نحوه، رغم التهديدات التي توجهها سلطات الاحتلال لهم وممارسة المضايقات عليهم".

وأضاف: "في كل مرة يتم التهديد والتلويح بمحاصرة أهالي الداخل المتوجهين إلى القدس إلا أنهم يأتون بأعداد كبيرة عبر حافلات تقلهم، فيمنعهم الاحتلال من دخول الأقصى قبل وصوله بمسافات طويلة، ومع ذلك يترجلون ويسيرون مشياً على الأقدام رغماً عن الاحتلال".

وأوضح أن هناك مرابطين في المسجد الأقصى بشكل دائم تركوا مدنهم في الداخل المحتل، أمثال المرابط أبو بكر الشيمي من عكا، الذي ثبت في رباطه رغم إبعاده عن بوابات الأقصى، موجهاً تحية إجلال وإكبار لهم على مواقفهم المشرفة.

واعتبر مواقف أهالي الداخل "عظيمة وتزيد من إغاظة الاحتلال الذي يراهن على أن شعبنا في الداخل باع القضايا وأصبح يهتم في قضايا أخرى".

وتابع قائلًا إن: "الذين يأتون من قلب الاحتلال ومتمسكين بالدفاع عن الأقصى زادوا من غيظ الاحتلال خاصة أنه وجد نفسه بعد 74 عاماً فشل في صناعة الفلسطيني المُسالم الذي يعترف بالكيان أنه الدولة الرسمية".

ووجه التحية لكل أهالي الداخل الذين يتشبثون في أرضهم، ويواجهون الاحتلال بكل الوسائل المتاحة لديهم، مشدداً على أن "معركتهم ليست بسيطة مع الاحتلال فهم يريدون إثبات حقوقهم المسلوبة".

وجدد حمادة تأكيده أن "عدم تأخر أهالي الداخل في الدفاع عن الأقصى ونصرة المرابطين المقدسيين كان سببًا في تراجع الاحتلال للوراء في كثير من المواقف والممارسات"، قائلاً: "في نهاية المطاف الغلبة للمرابطين من أهلنا في القدس والداخل أصحاب الدور الريادي، فهم رأس الحربة في وجه الاحتلال".

من جهة أخرى، شدد الناطق باسم حماس، على أن "المسجد الأقصى يمر بمرحلة خطر حقيقي تزامناً مع الأعياد اليهودية"، مشيراً إلى أن هذا الخطر مستمر وممتد منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

وبيّن أن هذه الأيام تزداد شراسة بسبب الدعم الأمريكي المطلق للاحتلال الإسرائيلي والصمت الدولي على جرائمه، ولهث بعض الأنظمة العربية للتطبيع معه، "وهذه العوامل زادت من شراهة الاحتلال نحو مزيد من الاقتحامات بحق الأقصى وكل ما هو فلسطيني في الضفة والداخل والقدس".

ورأى أن زيادة الاقتحامات للأقصى لها جانب آخر، أنها تأتي من باب المزايدة الداخلية التي ترتبط بالانتخابات الإسرائيلية المزمع إجراؤها مطلع شهر نوفمبر القادم.

واعتبر أن ممارسات الاحتلال بحق الأقصى "عدوان صارخ على مقدس مهم من مقدساتنا الإسلامية وخط أحمر لا يمكن الصمت عليه أو المرور عنه".

وجدد التأكيد أن مجرد اقتحام المستوطنين للأقصى هو "تخطٍّ للخطوط الحمراء وزيادة للنار التي ستلهب الاحتلال وحدة وهي قادمة لا محالة"، محملاً سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عما ستؤول إليه الأوضاع.

وقال إن "المقاومة كما وعدت فقد أوفت"، معتبراً ما تشهده الضفة هذه الأيام من تصاعد العمليات والاشتباكات أكبر دليل على صدق شعبنا بحق الأقصى المبارك ومقاومته.

وبيّن أن الاحتلال يسعى لرسم وقائع جديدة على الأرض وتغيير الواقع القائم في المسجد الأقصى منذ عام 1967، مضيفاً "(إسرائيل) تسعى لتحويل واقع الأقصى بيدها والتحكم به من أجل أن تتساوق مع الورقة الهزيلة بأن القدس عاصمة (مزعومة) لها، كما أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب".

وتابع: "كانت إدارة الأقصى تحت إدارة جهة إسلامية وهي الأوقاف الأردنية بالتعاون مع أوقاف القدس، ثم بعد ذلك جاءت الحكومة اليمينية التي أرادت تغيير الأمر الواقع".

وشدد حمادة على أن "القدس والأقصى لنا وأي عدوان عليه سيعود بالوبال على الاحتلال"، لافتاً إلى أن الاحتلال يسوّق بعض الذرائع لتجييش وحشد المستوطنين لاقتحام الأقصى، "لكننا نرفض ذلك، فهم لا يملكون تاريخاً ولا مستقبلاً في الأقصى".

في السياق، تواصل سلطات الاحتلال تكثيف بناء الوحدات الاستيطانية في مدينة القدس، في محاولة منها لزيادة أعداد المستوطنين وإيجاد موطئ قدم لهم على حساب الفلسطينيين القاطنين في المدينة منذ عشرات السنوات، وهو ما اعتبره حمادة "عدوانًا سافرًا".

ولم يتوقف الأمر عند تكثيف الاستيطان، بل ذهب الاحتلال للعبث في المناهج الفلسطينية في مدينة القدس، وفرض مناهج إسرائيلية مزورة، ضمن محاولات أسرلة التعليم، وهنا يعلّق حمادة بأن "كل هذه الممارسات تندرج ضمن "العدوان على القدس بشكل عام".

وأكد الناطق باسم حماس أن الاحتلال يخوض حرباً شرسة ضد كل ما هو فلسطيني ومقدسي، وذلك بهدف تحويل الهوية الإسلامية للمدينة المقدسة إلى يهودية وطرد سكانها الأصليين، مشيراً إلى أن "تهويد القدس والأقصى هو هدف قديم ومستمر حتى اللحظة". 

ولم يستبعد حمادة أن تنفجر الأوضاع في مدينة القدس والضفة المحتلة نتيجة ممارسات الاحتلال العنصرية، وتتحول إلى "انتفاضة عارمة"، مستدلاً على ذلك بتصاعد وتيرة العمليات الفدائية في الأيام الأخيرة.

وحول دور الفصائل الفلسطينية في مساندة مدينة القدس، أكد حمادة أنها تتابع من كثب كل الأحداث الجارية في القدس والمسجد الأقصى بشكل خاص.

وشدد على أن "الفصائل لن تترك الأقصى وحيداً يُدنس من قطعان المستوطنين"، منبّهاً إلى أنها "تنظر لقضية القدس من أهم العوامل التي تدفع نحو تصعيد العمل المقاوم".

وقال: "الفصائل مجتمعة تنظر للقدس والأقصى على أنها من أهم القضايا التي تدفع باتجاه تصعيد المقاومة، وما يجري في الضفة خير مثال على ذلك".

في المقابل، انتقد دور قيادة السلطة "الضعيف" في مساندة المسجد الأقصى والتصدي للمقتحمين، قائلاً "من يعتقل المطاردين ويضرب الأسرى ومواكب استقبالهم في وقت تمتد يد الاحتلال على الأقصى، فهو لا يقوم بدور فعال في القدس".

وحول حملة "الفجر العظيم" القائمة في المسجد الأقصى، فقد ثمّن حمادة هذه الحملة، والتي كان لها الأثر الكبير في إعادة هذه المعالم التي تقام فيها صلاة الفجر مثل المسجدين الأقصى والإبراهيمي.

وبيّن أن هذه الحملة "محطة مهمة" حيث أدت لزيادة الوعي الثوري بشكل سريع في قلوب الشباب الثائر، في سبيل الوصول لانتفاضة عارمة تحرق المحتل.