فلسطين أون لاين

تقرير جرائم الاحتلال بـ "الأقصى" و"الإبراهيمي" تدفع لتصاعد العمليات المسلحة

...
جرائم الاحتلال في الأقصى والإبراهيمي تدفع لتصاعد العمليات المسلحة في الضفة
رام الله-غزة/ نور الدين صالح:

تتصاعد وتيرة عمليات إطلاق النار من مقاومين في الآونة الأخيرة على حواجز تابعة لقوات الاحتلال وتجمعات للمستوطنين في جميع مناطق الضفة الغربية المحتلة، وهو ما عزاه مراقبون إلى تصاعد الممارسات العنصرية للاحتلال ومستوطنيه في المسجدين الأقصى والإبراهيمي.

وأمس أدى عشرات المستوطنين صلواتهم التلمودية على الحواجز المحيطة بنابلس، عقب منعهم تحت تهديد مجموعة "عرين الأسود" من الدخول إلى قبر يوسف، وذلك لأول مرة منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في نهاية أيلول/ سبتمبر من عام 2000.

وحذّر بيان لـ"عرين الأسود" "من دخول المستوطنين قبر يوسف بالأعياد اليهودية"، مشيرًا إلى أنه "بعد ذلك كل هدف ثابت أو متحرك يتنفس هو هدف لبنادقنا وعبواتنا الناسفة، بل أبعد من ذلك هو هدف لمفاجآتنا".

وجاءت هذه الخطوة بعد سلسلة من عمليات مقاومة مسلحة ضد المستوطنين وقوات الاحتلال، حيث نفذ مقاومون فلسطينيون 11 عملية إطلاق نار قرب الحواجز الإسرائيلية خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، وفق تقرير نشره مركز المعلومات الفلسطيني "معطى".

وقد تعرض أمس، الحاجز العسكري لقوات الاحتلال المقام على أراضي بلدة بيت فوريك قضاء نابلس، إلى عملية إطلاق نار، وهي العملية الرابعة التي تسجل خلال أقل 24 ساعة.

ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي جلال رمانة، أنّ الأوضاع الجارية في الضفة تشبه "أجواء انتفاضة ثالثة"، لعدة أسباب، منها انعدام الأفق السياسي وتعمّد (إسرائيل) إذلال السلطة وخصوصًا في ظل الاقتحامات اليومية والاعتقالات وغيرها من الممارسات.

وبيّن رمانة لصحيفة "فلسطين"، أنّ هذه الأسباب تدفع الشبان وخاصة صغار العُمر للانخراط في أشكال المقاومة، قائلاً: "في المقابل يضغط المستوطنون على حكومتهم لضرورة القيام بحملة أمنية كالسور الواقي "1" في جنين".

واستدرك: "لكن جهاز الشاباك يدرك أن هذه العملية ستؤدي إلى مواجهة كبيرة قد تمتد لمدن مختلفة بالضفة الغربية دفاعاً عن الضفة وقد تدخل غزة أيضاً في مواجهة عسكرية، والأخطر من ذلك انخراط فلسطينيي الداخل في العمل المقاوم".

وأضاف: "ما يجري الآن قد يكون مرحلة تسخين الأجواء التي قد تنتهي بانفجار شامل"، مشيراً إلى أن (إسرائيل) ليست في أحسن أحوالها، وقد تقدم على تصعيدات كبيرة في المرحلة القادمة".

ورأى أن "حكومة الاحتلال ستخطئ كثيراً إذا نفذت عملية عسكرية كبيرة مثل السور الواقي، لأن ردة الفعل ستكون كبيرة تطال كل الضفة، ما يجعلها تدفع ثمناً كبيراً".

وهذا ما ذهب إليه المحلل السياسي عدنان الصباح، معتبراً أن ممارسات الاحتلال وتدنيس الأقصى والإبراهيمي وانسداد الأفق السياسي وعدم اكتراث العالم لما يجري في الأراضي الفلسطينية كله يدفع باتجاه تصاعد العمليات المسلحة.

وقال الصباح لصحيفة "فلسطين": إن "حكومات الاحتلال تتصرف دائماً أنه لا حلول سياسية للقضية الفلسطينية، وأن الأرض الفلسطينية تُدار إسرائيلياً، في حين يرى شعبنا الجرائم اليومية وما يجري في القدس والحرم الإبراهيمي تنغيصا لحياته".

ورأى أن العوامل السابقة جعلت الشباب والشعب الفلسطيني بكامله ينحاز لخيار المقاومة، ولا سيّما أن الصراع مع الاحتلال لا ينتهي إلا بزواله، لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني وقدراته تختلف عما كان الوضع عليه قبل معركة "سيف القدس" العام الماضي، التي غيّرت المعادلة مع الاحتلال.

وبيّن أن الاحتلال يستغل انشغال العالم والدول العربية بأزماتهم الداخلية بزيادة القمع والوحشية وتدنيس المقدسات الإسلامية، مؤكداً أن "المقاومة آخذة في التصاعد، وتتميز بعنصر المفاجأة".

وأضاف أن "الأمور باتت مفتوحة على مصراعيها، ولا سيّما أن المقاومة أصبح عنوانها الفعل بين أوساط الشباب، وتحديداً الذين قد ينفذون عملية نوعية وجريئة".

وختم حديثه: "لا يجوز لأي فلسطيني أن يقبل بهذه الجرائم اليومية والتدنيس الذي ينفذه المستوطنون، الذي قد يصل في نهاية المطاف لتقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً كما يخطط الاحتلال".

وخلال شهر سبتمبر/ أيلول المنصرم شهدت الضفة المحتلة (833) عمًلا مقاومًا؛ أدّت لمقتل ضابط إسرائيلي وإصابة 49 آخرين، بعضهم بجراح خطرة، حسب مركز المعلومات الفلسطيني "معطى".

واستشهد وفق تقرير "معطى" 17 مواطنًا، بينهم مقاومون في 6 محافظات مختلفة، 10 منهم في محافظة جنين وحدها، في حين أصيب 359 آخرون.