فلسطين أون لاين

معتقلان إداريًّا ويخوضان إضرابًا مفتوحًا

تقرير "أحمد" و"عدّال" جمعتهما الحياة ولم يُفرّقهما السجن

...
رام الله/ غزة–فاطمة الزهراء العويني:

تُراقب عائلة موسى بقلق مجريات إضراب ابنَيْها "أحمد" و"عدال" عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي الذي يتواصل للشهر الثاني على التوالي، ما ألقى بظلال سلبية على حالتهما الصحية، في ظل تعنُّت الاحتلال ورفضه تحديد سقف زمني لاعتقالهما الإداري.

وعُرف الشقيقان "أحمد" و"عدال" بعلاقتهما المتينة، فكلٌّ منهما مستودع أسرار الآخر، وهما يعملان في المجال ذاته، وهو صيانة وتصليح السيارات.

وفي ليلة السابع من أغسطس/ آب الماضي دهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزليهما "يوجد بينهما مسافة كيلو متر واحد" في آنٍ واحد، فيُفاجآن في الطريق للسجن بأنهما اعتُقلا في الوقت ذاته، ويقرران الإضراب عن الطعام إذا فُرض الاعتقال الإداري بحقهما، وهو ما حصل فعلًا، إذ حكم الاحتلال بالاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر على "أحمد" وثلاثة أشهر على "عدال".

تقول "هنادي موسى" إنّ زوجها "أحمد" سبق أن قاسى مرارة الاعتقال الإداري، مشيرة أنه مع اقتحام قوات جيش الاحتلال المنزل أخبرها بأنه إذا اعتُقل إداريًّا سيشرع في إضراب مفتوح عن الطعام حتى ينال حريته.

مريض قلب

لكنّ صحة "أحمد" تدهورت سريعًا لكونه مريض قلب، وهو يتنقل حاليًّا بين سجن الرملة ومستشفى "كابلان"، وِفق زوجته.

ويُمنع ذوو "أحمد" و"عدال" من زيارتهما عقابًا لهما على خوضهما الإضراب عن الطعام، لكنهما عازمَين وِفق ما يؤكد المحامون على الاستمرار فيه حتى نيل حريتهما وتحديد سقف لاعتقالهما الإداري مهما كلّفهما ذلك من ثمن.

وإزاء ذلك تُبدي "هنادي" قلقها وقلق أبنائها السبعة على صحة زوجها الآخذة بالتراجع، "فأبنائي يعيشون في قلق على وضع والدهم، وهم دائمو التساؤل عما يمكن أن يؤول إليه مصيره، أحاول التخفيف عنهما لكنني أيضًا خائفة على زوجي".

وخاضت أسرة "أحمد" تجربة مريرة في إضراب سابق له احتجاجًا على اعتقاله الإداري أدى لإصابته بجلطة ما زال يعاني آثارها الصحية حتى اللحظة، متسائلة: "ماذا ينتظر العالم من حولنا، أن يموت المضرب عن الطعام حتى يتحركوا وينصفوه؟".

وتُوضّح هنادي أنّ الإضراب الذي خاضه "أحمد" كان في عام 2019، ودام مدة 31 يومًا، مشيرة إلى أنّ الجلطة أثرت في حركة قدمه ويده، كما خضع لعملية قلب مفتوح في وقت سابق.

ويفتقد أبناء "أحمد"، ولا سيما الصغار منهم والدهم كثيرًا، الذي تربطه بهم علاقة صداقة أكثر من كونه أبًا، "ويعاملهم بشكل رائع، ولا سيما الإناث منهم، لا أستطيع أن أمنع توترهم وقلقهم وخشيتهم على والدهم في ظل الأنباء عن تدهور صحته".

مخاض عسير

ولم يختلف الحال كثيرًا لدى لمى موسى "زوجة عدال" التي اقترنت به قبل عامَين، بعد خروجه من معتقلات الاحتلال التي قضى فيها خمس سنوات متواصلة، فكان هذا الاعتقال الأول له بعد الزواج.

كان اقتحام الاحتلال المنزل مشهدًا تعيشه "لمى" للمرة الأولى في حياتها، ما أدخل الرعب لقلبها هي وطفلتها الصغيرة.

تقول: "فجّروا باب المنزل الخارجي، ثم احتجزوني وابنتي في إحدى غرف المنزل، و"عدال" في غرفة أخرى، واعتدوا عليه بالضرب، شرعتُ في البكاء بشكل هستيري؛ لعجزي عن إنقاذه".

وتُبيّن قلقها على صحة زوجها المضرب عن الطعام الذي لم يتعافَ بعد من آثار التعذيب الذي تعرض له خلال اعتقاله السابق، ما يُنذر بتدهور وضعه الصحي.

وما زاد من وطأة اعتقال "عدال" على زوجته أنها أنجبت ابنهما "أحمد" في غيابه، " كان مخاضًا عسيرًا لسوء وضعي النفسي وغياب زوجي عني، وقد سمَّيته أحمد على اسم عمه لأُدخل الفرح على قلب زوجي المتعلق بشدة بشقيقه أحمد، ولأعطيهما دفعة معنوية خلال معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضانها حاليًّا".

ويزيد خشية "لمى" على زوجها وشقيقه المعاملة القاسية التي تتعامل بها قوات الاحتلال مؤخرًا مع الأسرى المضربين عن الطعام، وإهمالهم صحيًّا، والتعنت في الإفراج عنهم، كما حدث مع الأسير خليل العواودة، " لم يحددوا سقفًا لاعتقاله الإداري إلا بعد أن شارف على الموت، وأصبح هيكلًا عظميًّا، أخشى على زوجي وشقيقه من مصير مماثل أو ما هو أصعب".