فلسطين أون لاين

تقرير الأقصى على "صفيح ساخن".. المقدسيون يستعدون للتصدي لاقتحامات المستوطنين

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة- غزة/ نور الدين صالح:

تعيش مدينة القدس المحتلة وتحديداً المسجد الأقصى المبارك على "صفيح ساخن"، نتيجة اشتداد الهجمة الإسرائيلية واقتحامات أعداد كبيرة من المستوطنين لباحاته وغيرها من الممارسات العنصرية، استعداداً للاحتفال بما يُسمى "عيد الغفران".

وتستعد سلطات الاحتلال وشرطتها في القدس، لنشر آلاف الجنود من مساء اليوم وحتى مساء غد بحلول ما يسمى "عيد الغفران" مع التركيز على الشطر الشرقي لمدينة القدس، إضافة لتأمين الكُنس الإسرائيلية، وفق ما أورد موقع قناة "كان" العبرية.

وتأتي حالة التأهب هذه بموازاة فرض إغلاق محكم على الضفة الغربية ومعابر قطاع غزة اليوم، وحتى مساء غد الأربعاء، وسيتكرر فرض الإغلاق الأسبوع المقبل بما يسمى "عيد العرش" اليهودي.

في المقابل، يستنفر المقدسيون والمرابطون كل طاقاتهم بالوسائل المتاحة لديهم، من أجل التصدي لهذه الممارسات العنصرية من خلال استمرار التواجد في باحات المسجد الأقصى والتكبير والتهليل.

هجمة مستعرة

يؤكد الناشط المقدسي خالد الزير، أن الهجمة الإسرائيلية على الأقصى تستعر عاماً بعد آخر، خاصة فيما تسمى بـ"الأعياد اليهودية"، مشيرًا إلى أن المستوطنين كثفوا اقتحاماتهم خلال هذه الأيام بحماية شرطة الاحتلال هذه الأيام.

وبيّن الزير لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال يسهل للمستوطنين طريق الاقتحامات من خلال إغلاق الطرق الرئيسية المؤدية للأقصى، وإبعاد المرابطين والمرابطات، لافتًا إلى أن الاحتلال يعمل على تأمين الشوارع عبر نشر الجنود وتسهيل وصول المستوطنين للبلدة القديمة والأقصى وحائط البراق".

وذكر أن قوات الاحتلال أحضرت الأحجار الأسمنتية المخصصة لإغلاق المناطق العربية ومنع دخول المقدسيين والسيارات تزامناً مع عيدهم المزعوم، محذراً من تنفيذ المستوطنين اعتداءات على المقدسيين عبر إلقاء الحجارة عليهم أو على مركباتهم. 

وأوضح أن المقدسيين دائماً موجودين في الأقصى ومستعدين لأي هجمات من قطعان المستوطنين، قائلاً: "نحن اعتدنا هذه الهجمات اليومية وخاصة في الأعياد، تتصاعد هذه الوتيرة".

وبحسب الزير، فإن المستوطنين اقتحموا قبل أيام مقبرة باب الرحمة وأدوا طقوسا تلمودية فيها، إيماناً منهم أن هذا الباب هو "الذهبي" الذي سيدخل منه المسيح على "الهيكل" المزعوم.

وأضاف أن "المستوطنين يكثفون انتهاكاتهم ضد الأقصى، ظناً منهم أنهم يستعجلون قدوم المسيح في هدم الأقصى".

وشدد على أن "المقدسي هو خط الدفاع الأول عن المقدسات الإسلامية والمسجد الأقصى"، داعياً الكل الفلسطيني لمساندة المقدسيين وتوجيه البوصلة نحو القدس، لأنه ملك لجميع المسلمين في العالم وليس فقط للفلسطينيين.

وهذا ما ذهبت إليه المرابطة في المسجد الأقصى إسلام مناصرة، التي أكدت أن سلطات الاحتلال تستعد وتعمل على تهيئة الأجواء لاقتحامات الأقصى، حيث يتوجه المتطرفون والحاخامات المتدينون نحوه بهدف إعطائه الصبغة اليهودية.

وأفادت مناصرة لصحيفة "فلسطين"، أن استعدادات الاحتلال تتمثل بنشر قواته واستدعاء المرابطين وإبعاد آخرين عن الأقصى، كي يتسنى للمستوطنين اقتحام الأقصى بكل أريحية.

وقالت: "واجب علينا البقاء في المسجد الأقصى وندعو الجميع للرباط فيه"، مشيرةً إلى أن قوات الاحتلال تتعامل مع المرابطين والنشطاء بكل وحشية في أثناء اقتحامات المستوطنين. 

ودعت الجميع في الأراضي الفلسطينية للقيام بواجبهم ودورهم، والحشد الإعلامي والجماهيري والمعنوي وتنظيم الفعاليات المساندة للمقدسيين في أثناء تصديهم للمستوطنين.

وأشارت إلى أن الاحتلال يركز على الحرب النفسية عبر الإعلان عن تنفيذ اقتحامات كبيرة للمستوطنين، معتبرةً تجرؤ المستوطنين على الاحتفال بأعيادهم بهذه الطريقة مثل إضاءة الشموع ونفخ الأبواق "تطوراً جديداً".

وتوّقعت مناصرة زيادة عدد المستوطنين المقتحمين للأقصى خلال ما يُسمى "عيد الغفران" كالأعياد السابقة، مشددةً على أن المرابطين سيحتشدون بشكل أكبر للتصدي لهذه الممارسات.

وبيّنت أن المقدسيين يستعدون للدفاع عن الأقصى بكل ما يملكون من وسائل وقوة، مثمنةً دور أهالي الداخل المحتل في مساندة القدس والرباط فيه".

ووجهت رسالة للكل الفلسطيني بضرورة الحشد الجماهيري والتحرك العاجل "قبل فوات الأوان" وأن يصبح الأقصى كالمسجد الإبراهيمي، "فهذا واجب على كل إنسان مسلم التصدي بكل ما أُوتي من قوة".

وأطلقت فعاليات مقدسية دعوات لجماهير الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس والداخل للحشد والرباط في المسجد الأقصى المبارك اليوم وغدًا للتصدي لاقتحامات المستوطنين.

وحذرت الدعوات من أن عصابات المستوطنين تتحضر لاقتحام واسع للمسجد الأقصى للاحتفال بما يسمى "عيد الغفران" في الرابع والخامس من أكتوبر الجاري.

وخلال شهر سبتمبر الماضي اقتحم نحو 4821 مستوطناً المسجد الأقصى المبارك، وكانت ذروة الاقتحامات يومي 26 و27 التي وافقت "رأس السنة العبرية".