فلسطين أون لاين

تقرير فتحي خازم وإرث "العياش".. نموذج مقاومة حطَّم قفص (أوسلو)

...
فتحي خازم والد منفذ العملية الفدائية في شارع ديزنغوف بـ(تل أبيب)
غزة/ أدهم الشريف:

تشهد شخصية فتحي خازم، والد الشهيديْن رعد وعبد الرحمن، التفافًا جماهيريًّا متزايدًا، في حالة تعكس مدى تأييد الشارع الفلسطيني للشخصيات الداعمة للمقاومة مثل هذا الرجل الذي قدَّم اثنيْن من أبنائه شهداء خلال 6 أشهر فقط.

وكان نجل خازم البكر، رعد قد استُشهد بعد تنفيذ عملية فدائية بشارع "ديزنغوف" في "تل أبيب"، يوم 7 إبريل/ نيسان 2022، وقتل خلالها 3 مستوطنين وأصاب 16 آخرين، واغتالت قوة خاصة من جيش الاحتلال نجله الثاني الأسبوع الماضي خلال عملية عسكرية في جنين، أدت إلى استشهاد 4 مقاومين.

ولسنوات طويلة لم تتكرر هذه المشاهد في الضفة الغربية بسبب عمليات الملاحقة الأمنية من جيش الاحتلال، وما يترتب على عمليات التنسيق الأمني، والتي يؤكد مراقبون وشخصيات سياسية أنها ساهمت في الحد من عمليات المقاومة.

اقرأ أيضاً: من هو فتحي خازم؟

اقرأ أيضاً: فتحي خازم.. أيقونة وطنية تنسف عقيدة "دايتون" الأمنية

وكان والد الشهيديْن، فتحي خازم، يعمل لدى أجهزة أمن السلطة، وتحديدًا الأمن الوطني، ولقد لجأ إلى التوقف عن العمل بسبب اختلافه الكبير مع قيادة أمن السلطة على نهج الأخيرة في إدارة شؤون الضفة الغربية، واستمرار التنسيق الأمني.

وخلال مشاركته في فعاليات وطنية واجتماعية، حيَّا خازم المُكنّى بـ"أبو الرعد"، زوجة الشهيد يحيى عياش، المهندس الأول في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الذي اغتالته (إسرائيل) بغزة، سنة 1996.

وينحدر عياش من قرية رافات بين نابلس وقلقيلية، شمالي الضفة الغربية، وهو من مواليد 22 مارس/ آذار 1966، وعندما بدأ عمله المقاوم كان لا يزال في الضفة الغربية المحتلة، قبل أن يواصل عملياته النوعية في مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية العميد رفيق أبو هاني: إن "الضفة الغربية لا تزال تنتج من رجالها ونسائها الأوفياء، والذين يتحدون هذا الاحتلال رغم كل ما يعانونه من هجمات شرسة وملاحقات أمنية مستمرة سواءً كانت من الاحتلال أو السلطة الفلسطينية في رام الله".

وأضاف أبو هاني لصحيفة "فلسطين"، أن الضفة ورغم الظروف الأمنية التي تمر بها، فإنها استطاعت أن تصدّر من الرجال والنسوة مَن يستطيع أن يمثّل أيقونة للتضحية والثورة والفداء ليس بالكلام وإنما بالفعل والتضحيات بأغلى ما يملكون، بدلالة تضحية زوجة الشهيد عياش، وكذلك فتحي خازم، بولديه رعد وعبد الرحمن.

وأكد أن الضفة الغربية ما زالت تنتج هذه النماذج الثورية، بل أصبحت تمثّل أيقونة للثورة والمقاومة.

وشدّد على أن "الشعب الفلسطيني في الضفة لا يمكن تدجينه أو احتواؤه في قفص (أوسلو) والاتفاقيات الأخرى مع الاحتلال، وسجنه في دائرة الاستسلام، فكل جيل استطاع أن يبدع بما يتوفر بين يديه من إمكانات، مثل جيل القائد يحيى عياش، وجيل رعد وشقيقه عبد الرحمن، وكذلك الأجيال المقبلة".

وربط أبو هاني بين إرث الشهيد يحيى عياش وما يقدمه أبو رعد خازم، من تضحية وصمود، وعدَّ أن العياش "يمثل منذ قرابة 30 عامًا خط الثورة المستمر الذي لا يمكن أن ينطفئ أو يتوقف تحت أي اتفاقيات استسلام أو ضغوطات".

وأكد أن ذلك "يشكل تحديًا كبيرًا للاحتلال الإسرائيلي، بسبب استمرار حالة الثورة والتلاحم بين الفصائل والشرائح المجتمعية والعائلية في الضفة الغربية رغم جهود (إسرائيل) المبذولة لبث أدوات التفرقة التي استخدمها الاحتلال لتأجيج الخلافات العائلية واستنزاف الضفة بمشاكل عائلية كبيرة".

 

المصدر / فلسطين أون لاين