كشف المعتقل السياسي المفرج عنه من سجون السلطة، سعد وهدان، عن أبرز الممارسات التي وصفها بـ"الوحشية" التي تمارسها أجهزة أمن السلطة ضد المعتقلين منذ اللحظات الأولى لاعتقالهم.
وقال وهدان، الذي أفرج عنه جهاز المخابرات العامة التابع للسلطة، الثلاثاء الماضي، بعد اعتقال سياسي دام 110 أيام، لصحيفة "فلسطين": إن المعتقلين يتعرضون لتعذيب شديد، وخاصة المعتقلين على خلفية ما تعرف بقضية منجرة بيتونيا غربي رام الله، ولضغوط شديدة من أجل القبول والاعتراف بتهم جنائية.
واعتقلت أجهزة أمن السلطة في 6 حزيران/ يونيو الماضي 10 فلسطينيين على خلفية انفجار وقع في منجرة بمدينة بيتونيا، وقد أُفرج عن أربعة منهم على فترات متفاوتة، في حين تواصل اعتقال الآخرين بسبب عدم وجود أي أدلة تثبت صحة الادعاءات الموجهة لهم.
حادثة بيتونيا
وذكر وهدان أن السبب الرئيس وراء حادثة منجرة بيتونيا التي وقعت في 6 حزيران الماضي هو انفجار مضخة الهواء، وهو الأمر الذي يمكن أن يحدث في أي من ورش النجارة.
وعد التهويل الذي مارسته أجهزة أمن السلطة بعد الحادثة محاولة منها للتغطية على الاعتقالات السياسية ومداهمة المنازل التي تنفذها بين الفينة والأخرى.
وأضاف: "بمجرد حدوث الانفجار سارعت السلطة لاعتقال كل من كان في المنجرة ومحيطها، للتعرف إلى أسباب الانفجار، وأفرجت عن بعض المعتقلين باستثناء ستة أشخاص بينهم شقيقي، وبعد أربعة أيام من ملاحقتي سلمتُ نفسي لأجهزة المخابرات في رام الله، ونقلت بعد منتصف الليل إلى سجن أريحا".
وأشار إلى أنه تعرض للشبح والضرب الشديد على جميع أنحاء جسده، وعلى قدميه باستخدام عصا بلاستيكية، في محاولة لانتزاع اعتراف منه بالمسؤولية عن الانفجار، والمشاركة في تصنيع عبوات متفجرة، الأمر الذي نفاه وهدان ورفاقه.
وتابع أن الأسئلة التي وجهها له ضابط المخابرات، هي نفس الأسئلة التي وجهها له الاحتلال خلال فترة اعتقاله التي استمرت 5 أعوام، والتي دارت حول تصنيع عبوات متفجرة، والعمل مع "تنظيم محظور"، ومحاولة تجنيد مجموعات للإضرار بأمن الاحتلال، والحصول على سلاح.
سجن أريحا
وبعد ساعات من الشبح والضرب في مقر مخابرات السلطة برام الله، نُقل وهدان إلى سجن أريحا، ليتعرض لعملية شبح وضرب جديدة من السجانين، ويُعزَل في زنزانة انفرادية مدة 70 يومًا في ظروف "سيئة جدًا".
ولفت وهدان إلى أن السجانين لم يعيروه أي انتباه، ولم يعرضوه على الطبيب، سوى مرة واحدة عند اعتقالهم ولم يستجيبوا لاستفساراته عن موعد الإفراج عنه لكونه لم يرتكب أي جرم يذكر، ولم يسمح له بالالتقاء بالمحامي سوى مرتين.
بعد اليوم السبعين من عزل وهدان في سجن أريحا، نقل إلى غرفة جماعية والتقى بشقيقه والمعتقلين بقضية المنجرة، فكانت وجوههم شاحبة، وتظهر عليهم آثار الضرب والاعتداء، إضافة إلى سوء المكان والطعام، وانقطاع المياه المتكرر، ما اضطرهم إلى شرائه على نفقتهم الخاصة.
وأكد أن المعتقلين اشتكوا من آلام شديدة في الظهر بسبب شبحهم ساعات طويلة "شبحة الموزة" طوال فترة التحقيق التي امتدت أسبوعين، والتي هدفت إلى الضغط عليهم وانتزاع اعترافات منهم.
ومضى وهدان بالقول: كما يتم منع المعتقلين من الحصول على الملابس التي يحتاجون إليها، وعدم السماح لذويهم وللمحامين بزيارتهم أو الاتصالات.
وذكر أن "النيابة العامة" كانت متواطئة مع أجهزة أمن السلطة، وعملت على تمديد اعتقالهم أكثر من مرة، وتوجيه تهم جنائية لهم.
وأكد وهدان أن السلطة لا تزال تواصل اعتقال المعتقلين الستة، على خلفية ما تسمى قضية المنجرة في سجن بيتونيا، وتوجه لهم تهمًا جنائية، في محاولة منها لإرسال رسالة للجميع أن سجونها تخلو من المعتقلين السياسيين.
وأكد وهدان أن المعتقلين يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم السابع على التوالي، ويهددون بالامتناع عن تناول الماء إذا لم يُفرَج عنهم.