حملة من الاعتقالات تشنها الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية ضد عدد من الزملاء الصحفيين، آخرهم 6 صحفيين من فضائية القدس وفضائية الأقصى ووكالة شهاب، تحت دعوى تسريب معلومات لجهات معادية، وهي حملة غريبة في هدفها وتوقيتها، حيث إن هدفها تغييب الإعلام عن الساحة في الضفة الغربية وهي حملة تترافق مع توجه الاحتلال نحو إغلاق قناة الجزيرة، والتي تأتي بعد النجاح الإعلامي الفلسطيني في نصرة الأقصى والمساهمة في فضح ممارسات الاحتلال في القدس.
نجح الإعلام الفلسطيني في أن يكون صوت المقدسيين في مواجهة الاحتلال والتصدي لمخططاته وكذلك منع السرقة الإعلامية لبعض وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية بدعوى أن من حقق النصر في منع إجراءات الاحتلال هي السلطة في الضفة وبعض الأنظمة العربية التي تسير في مسار التطبيع مع الاحتلال.
المفاجئ أن الحملة بعد هذا الإنجاز تستهدف عددا من الزملاء الإعلاميين الذين كانوا صوت انتفاضة القدس ونستمع لهم يوميًا وهم ينقلون صوت القدس ورام الله والخليل ونابلس والناصرة وجنين.
أخيرا جاءت المكافأة لهم من السلطة بالاعتقال والتعذيب تحن مبررات واهية، والأكثر إيلاما أنها وجدت بعض "المسحجين" من إعلاميي السلطة الذين يدافعون عن جريمة الاختطاف والاعتقال وبعضهم طلب المقايضة بين غزة ورام الله بسبب توقيف أحد الأشخاص من قبل الأجهزة الأمنية بغزة.
ثقافة التسحيج غريبة عن عادات وتقاليد شعبنا، وهي طارئة بدأت تنتشر من قبل بعض الإعلاميين المقربين من الأجهزة الأمنية تبرر الجريمة وتسوق لها.
قبل أيام نشر أحد هؤلاء مقالا للتحريض على غزة وتأييد تصريحات عباس حول حصار غزة وعزلها ومعاقبة أهلها في شكل جديد من التسحيج والانسياق وراء المصالح الذاتية والشخصية ولو كانت على حساب القيم والأخلاق المهنية، وكذلك على حساب أرواح الأطفال الذين يموتون باستمرار في مستشفيات غزة نتيجة منع العلاج بالخارج ومنع الأدوية.
التعرض للصحفيين هو فعل مشين ومنبوذ ودليل على عجز السلطة في التعامل معهم، والحال هنا على كل من يمارس الخطف والاعتقال للصحفيين المعتقلين على خلفية عملهم الصحفي وليس لأي اعتبارات أخرى.
السلطة في رام الله بحاجة اليوم إلى أن تعلن بوضوح عن أسباب اختطاف واعتقال 6 من الزملاء، ويقع على عاتق الصحفيين الإسراع في توحيد الجسم الصحفي في الضفة الغربية وقطاع غزة للحد من الانتهاكات ضد الصحفيين.
نتضامن مع أنفسنا عندما نقف إلى جانب الزملاء المعتقلين في الضفة ونرفضها بالمثل بغزة، وهذا واجب لنا أن نحميهم وكذلك ننبذ من بيننا المطبلين والمسحجين للسلطة والمدافعين عن جريمة الاعتقال والتعذيب.