رجحت وزارة الزراعة إنتاج (10) آلاف طن من البلح الموسم الحالي في قطاع غزة، مبينة أن الفائض يسوق إلى الخارج، وأن صنف الحياني "الأحمر" يشكل أكثر من (90%) من الإنتاج من بقية الأصناف الأخرى.
وبين المتحدث الفني باسم الوزارة محمد أبو عودة لصحيفة "فلسطين" أن المساحة المزروع فيها البلح في قطاع غزة تقدر بـــ(11500) دونم، وأن مساحة المثمر (8500) دونم، وغير المثمر (3000) دونم.
ولفت أبو عودة إلى أن (90%) من البلح المزروع في القطاع من صنف الحياني "الأحمر"، والنسبة المتبقية لصنف "بنت العيش" و"البلح البرحي" الأصفر.
ونبه أبو عودة إلى أن المزارعين عقب انحسار زراعة الحمضيات في قطاع غزة بسبب تجريف الاحتلال والتوسع العمراني، أخذوا في التوسع في زراعة البلح والزيتون بصفتها محاصيل إستراتيجية ومدرة للدخل، وهو توسع تشجع عليه وزارة الزراعة والمؤسسات المعنية بالقطاع الزراعي.
وبين أبو عودة أن إنتاج البلح هذا العام يغطي الاحتياج في قطاع غزة، مع تحقيق فائض كالعام المنصرم، حيث يتم تسويقه إلى الخارج.
وأفاد أبو عودة بأن البلح يسوق على هيئته الصلبة في السوق المحلي، ورطباً، فيما يتم تخزين الفائض في الثلاجات وتسويقه للضفة الغربية خلال شهري شباط/ فبراير، وآذار/ مارس، حيث يشح البلح وقتها في الأسواق.
وأشار أبو عودة إلى أن وزارة الزراعة كانت تتوقع أن ينتج محصول البلح هذا العام كميات أكبر، لكن ظروف الطقس التي صاحبت عملية النمو حالت دون ذلك، حيث تأخر عقد الأزهار، وعليه ستتأخر عملية القطف من بداية أكتوبر إلى منتصفه.
وبشأن الأمراض التي تصيب أشجار النخيل، أوضح أبو عودة أن سوسة النخيل الحمراء أشدها، وأنها أصبحت الآن مستوطنة يتم التعامل معها في الأدوية الخاصة، مشيراً إلى أنه في بداية إصابتها للأشجار كان المزارعون في قطاع غزة يجهلون طرق مكافحتها فسببت لهم خسائر كبيرة.
و"سوسة النخيل"، اسم لنوع من الخنافس، تعد من أخطر الآفات الحشرية التي تهاجم النخيل، تصيب الهيكل الأساسي للأشجار، يصعب كشف الإصابة بها مبكرا وتحتاج إلى معرفة جيدة وخبرة عملية طويلة.
ونبه المسؤول الفني إلى أن وزارة الزراعة توقف إدخال البلح من الأسواق الخارجية لإتاحة المجال للمنتج المحلي، وأن لديها توجهًا لزيادة صنف البلح البرحي "الأصفر" حيث يتم استيراده من الخارج لسد النقص فيه في السوق المحلي بغزة.
ويدخل البلح في صناعات عديدة، مثل إنتاج المربي، والعجوة، وصناعة الكعك والمعجنات، والدبس، كما أنه تتم الاستفادة من سعفه في صناعة الأواني والسلال والزخارف، ومخلفات البلح" النوى" تدخل في إنتاج وتصنيف علف الحيوانات.
من جهته انتقد المزارع أيسر أبو هداف الذي يشرف على متابعة عدة مزارع بلح في قطاع غزة، استعجال بعض المزارعين في قطف محصول البلح، مبيناً أن بعضهم قطف المحصول قبل عشرين يوماً، حيث إن الأفضل أن تبدأ عملية القطف في هذه الأوقات أو بعد أسبوع من الآن، فتكون عملية النوى اكتملت، والثمار أكثر حلاوة.
كما لفت أبو هداف في تصريحه لصحيفة "فلسطين" إلى أخطاء وقع بها فنيون في تلقيح البلح، إذ تم تلقيح أشجار البلح بطريقة غير سليمة، دون استشارة أهل الاختصاص، ما تسبب في إنتاج حمل محدود.
وبشأن الأسعار قال أبو هداف إنها ستكون متفاوتة في السوق، فسعر قطف البلح قد يتراوح من (15-30) شيقلاً، وصندوق الرطب قد يتراوح سعره من (20-40) شيقلاً .
وأشار أبو هداف إلى أن النخلة الواحدة تحمل من (10-15) قطفاً، وهو عدد تقلص بعد تعرض النخيل لآفة سوسة النخيل، إذ كانت النخلة سابقاً تحمل من (18-22) قطفاً.