حازت عملية الاحتلال العسكرية في جنين شمالي الضفة الغربية، أمس الأربعاء، مساحات واسعة من وسائل الإعلام العبرية، والمحللين السياسيين فيها.
الصحف العبرية ومن يكتب فيها من محللين، أكدوا مدى تدهور الأوضاع الأمنية في الضفة، وتصاعدها، وغليان الشارع.
واقتحمت أمس الأربعاء، أعداد كبيرة من قوات الاحتلال وآلياته العسكرية مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة، وحاصرت منزل والد الشهيد رعد خازم، واستهدفته بصاروخ، ما ألحق به أضرارًا كبيرة.
واندلعت مواجهات عنيفة عقب اقتحام المدينة، ما أسفر عن استشهاد أربعة شبان، وإصابة 44 آخرين بجراح متفاوتة.
وكان عنوان مانشيت "الميدان يشتعل"، أبرز عناوين صحيفة يديعوت أحرنوت، فيما عنونت معاريف "نقطة غليان"، بينما صحيفة هآرتس فعنونت الموضوع الرئيسي بـ"حادث جنين يقرِّب (إسرائيل) نحو حملة عسكرية ليست معنية بها".
وفي التفاصيل أشارت يديعوت إلى أن قرار رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي، بتنفيذ عمليات تصفية محددة الهدف من الجو حتى في منطقة الضفة الغربية، تصعيد غير مسبوق في نشاط الجيش، الذي أطلق قبل بضعة أشهر حملة عسكرية لإحباط العمليات في الضفة الغربية.
أما القناة 12 العبرية، فنقلت عن جنود إسرائيليين شاركوا في العدوان على جنين، قولهم: "لم نرَ شيئًا كهذا.. حريق مشتعل بالفعل، وهو وضع لم نواجهه في الآونة الأخيرة".
وذكرت هيئة البث الإسرائيلي "كان 11"، أنّ "الجيش حذّر السلطة من التراخي في تنفيذ حملة اعتقالات مطلوبين لقوات الاحتلال في نابلس، مهددا باقتحام المدينة كل ليلة، إذا ما امتنعت أجهزة أمن السلطة عن القيام بذلك".
كما وذكرت أنّ "قوات الاحتلال تركز على العمليات في مدينة جنين، وتفسح المجال أمام أجهزة أمن السلطة الفلسطينية للعمل في نابلس".
وزادت أنّ "المؤسسة الأمنية ترصد نشاطا إيجابيا لقوات أمن السلطة الفلسطينية، التي قامت مؤخرا باعتقال مطلوبين في نابلس (في إشارة إلى المعتقلين مصعب اشتية وعميد طبيلة)".
وقالت هآرتس إنّ "ما جرى أمس في جنين ومخيمها، أسوأ حادث وقع في الضفة الغربية خلال الآونة الأخيرة".
وحذّرت من "أنّ الاحتكاك العنيف والمستمر في تلك المناطق، قد يجر (إسرائيل) إلى عملية واسعة قبل انتخابات الكنيست في الأول من تشرين ثاني/نوفمبر المقبل، على الرغم من إحجام الحكومة عن مثل هذه العملية".
ورأت الصحيفة أنّ "الاحتكاك المستمر في جنين، أدى لخروج الخلايا المسلحة من مناطقها إلى البحث عن المركبات العسكرية والخاصة بالمستوطنين، وإطلاق النار عليها، وهذا ينطبق على نابلس التي توجد بها منظمة محلية كبيرة تسمى عرين الأسود".
ونوهت صحيفة يسرائيل هيوم إلى أنّ سلطات الاحتلال تشعر بالقلق إزاء فقدان السلطة الفلسطينية المتزايد للسيطرة في شمال الضفة، وكذلك ارتفاع عدد نشطاء أجهزة الأمن الفلسطينية المتورطين في العمل الفدائي، وإطلاق النار على قوات جيش الاحتلال أثناء الاعتقالات.
وعدت يديعوت أحرونوت أنّ "ما جرى في جنين مجرد صورة مصغرة، لما يمكن أن تكون عليه عملية واسعة النطاق قد يلجأ إليها الجيش".
وبحسب الصحيفة، فإنّ التصعيد الحالي في نظر الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك (المخابرات) مقلق من ناحيتين، الأولى ارتفاع مستوى العنف في نابلس وجنين بشكل ملحوظ، والثاني التورط المتزايد لعناصر أجهزة أمن السلطة الفلسطينية".