تتعدد الجماعات التلمودية الإسرائيلية التي تنظر تاريخيًا إلى أن إقامة الهيكل المزعوم مكان الأقصى بمنزلة جوهر وجود (إسرائيل) على أرض فلسطين المحتلة.
ووفق أطروحة بحثية قدمتها الباحثة مروة الخطيب إلى جامعة حيفا، فإن حركات "الهيكل" المزعوم هي الحركات الداعمة للمزاعم الصهيونية لليهود في المسجد الأقصى.
وتبين الخطيب أن جماعة "أمناء أرض (إسرائيل) وجبل الهيكل" المزعوم التي أُسِّست في إثر عدوان يونيو/ حزيران عام 1967، وتتّخذ من مدينة القدس المحتلة مقرًّا رئيسًا لها، الأكبر من حيث عدد الأفراد وقوة التأثير.
وتعتقد "جماعة أمناء الهيكل" أن على اليهود إعادة بناء الهيكل الثالث المزعوم مكان المسجد الأقصى.
وتوصف الجماعة، وفق الخطيب، بأنها صهيونية يمينية متطرفة، برئاسة "جرشون سولمون" الذي كان ينتمي إلى حزب الليكود حتى اعترض على أطروحاته عقب اتفاقية كامب ديفيد واستقال منه، وفق الخطيب.
وللجماعة فرع في الولايات المتحدة الأميركية يقوم من خلاله مسيحيون متطرِّفون من كاليفورنيا بتقديم الدعم المالي لها.
ووفق مركز المعلومات الفلسطيني، اشتهرت "أمناء الهيكل" منذ انطلاقها باقتحامات المسجد الأقصى بشكل فردي أو جماعي بأعداد قليلة، وتنظيم فعالية "حجر الأساس" للهيكل المزعوم، كما أن لها نشاطًا كثيفًا وغنيًا في تقديم التماسات لمحكمة الاحتلال العليا، التي أسهمت في نشر فكرة الاقتحامات اليهودية وبناء الهيكل المزعوم.
"تجمع حراس الهيكل"
ووفق أطروحة الخطيب، يعود ظهور جماعات "الهيكل" المزعوم بالشكل المنظم الذي تعمل عليه الآن إلى أوائل سنوات الثمانين، إذ ظهرت العديد من الحركات الصهيونية التي أحدثت انقلابًا كبيًرا في سير الأحداث وفي حركة الصعود إلى ما يُسمى "جبل الهيكل" المزعوم واتحدت تحت "تجمع حراس الهيكل"، وتأتي في مقدمة هذه الحركات حركة "معهد الهيكل" التي أُسست عام 1984، و"الحركة لإقامة الهيكل" في عام 1987.
منظمات أخرى
وتوجد في (إسرائيل) العديد من الحركات الدينية اليهودية التي تدعو إلى استجلاب الخلاص استنادًا إلى أفكار تلمودية، وتعد منظمة "إحياء الهيكل" أبرز هذه المنظمات الداعية إلى ضم جماعات "الهيكل" المزعوم في إطار عام يوحدها.
وتوضح دراسة بحثية نشرها مركز الدراسات السياسات والتنموية، أن من أخطر تلك المنظمات وأبرزها دوراً، منظمة "عائدون إلى الجبل" النشطة جدًا في الاقتحامات وتنظيم فعاليات تخليص "الأقصى" ممن تصفهم بـ"الغرباء"، وتدعو إلى العمل على افتتاح أبوابه على مدار الساعة أمام اليهود، لتأدية الصلوات اليهودية وتقديم القرابين.
ومن أكثرها خطورة – وفق الدراسة- منظمة "إم ترتسو" الشبابية المتطرفة – وهي من أكثر الجماعات وجوداً في الأقصى بشكل شبه يومي، ضمن مجموعات شبابية متفرقة، وبأساليب وبرامج تهويدية متنوعة، ومنها برنامج تحت عنوان "سننهي الفصل الدراسي في جبل الهيكل" المزعوم.
ومن أشهر تلك الجماعات وأبرزها إعلامياً "حركة عطيرت كوهانيم" (تاج الكهنة) التي تستمد مبادئها وتعاليمها من الدراسات التلمودية، إذ قامت إستراتيجيتها على بناء ثقافة أيديولوجية قائمة على التضييق على السكان المقدسيين المحيطين بالحرم القدسي؛ من أجل ترك منازلهم أو بيعها، ومن خلال برنامج تربوي من شأنه أن يجعل إقامة "الهيكل الثالث" المزعوم في مكان الأقصى شرعية.
في حين تعمل "منظمة طلاب لأجل المعبد" على نشر أفكار "المعبد" بين الطلاب اليهود، في جميع أرجاء دولة الاحتلال، خاصة بين طلاب الجامعات، لحشد الدعم لإعادة بناء "المعبد"، ودعوتهم للمشاركة في اقتحام الأقصى، وفق الدراسة ذاتها.
ورغم تنوع تلك الجماعات وكثرتها فإن الرائج إعلامياً إطلاق مصطلح "جماعات الهيكل" المزعوم على المستوطنين الذين يقتحمون "الأقصى" دون معرفة الكثيرين بأن عددها يناهز 28 جماعة تختلف في المرجعيات والأفكار التلمودية، ويجمعها هدف واحد وهو إقامة الهيكل المزعوم، كما يؤكد الخبير في تاريخ القدس د. جمال عمرو.
ويبيّن أن وجود هذه الجماعات يعد عامل بقاء لدولة الاحتلال، "وهي منظومة تمنح الاحتلال السبب الديني لجلب الدعم المالي من الصهيونية في العالم، فحكومة الاحتلال تستفيد منهم سياسياً مقابل إعفائهم من التجنيد الإجباري في جيش الاحتلال، ولا سيما جماعات الحريديم".