قال ممثل حركة المقاومة الإسلامية، حماس، في إيران، خالد القدومي، إن زيارة وفد حركته، للعاصمة طهران، قبل أيام، أثمرت بفتح صفحة جديدة في العلاقة بين الطرفين، قائمة على أساس مواجهة الاحتلال الاسرائيلي ودعم صمود شعبنا الفلسطيني، لافتا إلى أنه سيكون هناك زيارات ومناقشات قادمة حول دعم القضية الفلسطينية ومقاومتها.
وأضاف القدومي في تصريح لصحيفة "فلسطين"، أمس، "إيران لا زالت تدعم المقاومة، وعبرت خلال الزيارة الأخيرة عن عزمها مواصلة دعمها .. العلاقة تسير بالاتجاه الصحيح لمساندة الشعب الفلسطيني ودحر الاحتلال الذي لا زال يواصل جرائمه ضد شعبنا ومقدساته".
وأوضح أن زيارة وفد حركته، جاءت لتلبية أمرين، أولهما: دعوة من إيران لحضور مراسم التنصيب الرسمي لرئيس الجمهورية الإيرانية حسن روحاني، وثانيهما: لقاء المسؤولين الإيرانيين ووضعهم في صورة آخر التطورات في فلسطين والقدس وبحث العلاقات الثنائية.
وذكر أن الزيارة تأتي في وقت صعب تعيشه الأمة الإسلامية عامة والشعب الفلسطيني خاصة الذي يواجه كافة أنواع الظلم والحصار، مشددا على أهمية التواصل مع كافة الأطراف عامة، وإيران خاصة؛ لدعمها المقاومة وصمود شعبنا الفلسطيني.
وأشار القدومي إلى أن وفد حماس التقى بالمسؤولين الإيرانيين على كافة المستويات، بدءا من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ورئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، ومستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية الإيراني علي أكبر ولايتي، ومسؤول اللجنة الاستراتيجية للسياسات الخارجية كمال خرازي، والجهات المعنية بالعلاقة، مبينا "أن اللقاءات كانت على مستويات تعبر عن مختلف دوائر صناعة القرار في إيران".
وأكد القدومي أن هناك تجانسا وتطابقا بموقف القيادة الإيرانية في كافة مستوياتها تجاه القضية الفلسطينية، ودعم المقاومة وصمود شعبنا.
علاقات ثنائية
وتابع ممثل حماس في إيران: "لقد توصل الجميع إلى قناعة أن هناك مساحة من الالتقاء اسمها فلسطين وهي المشروع الذي تتوحد عليه الأمة .. المساحة الكبرى في العلاقات الثنائية بيننا وبين الأمة الإسلامية تتعلق بهذا المشروع الذي يمكن أن تتوحد عليه الأمة بكل أطيافها لحماية القضية الفلسطينية ومواجهة عدو مشترك".
وأكمل حديثه: "الجميع اليوم مدرك أن تهديد الاحتلال لا يقف عند الحدود الجغرافية لفلسطين بل لكل الوطن العربي والإسلامي، فضلا عن عداء الاحتلال للمفاهيم الإنسانية من خلال إشاعة الفوضى وممارسة التهديد الأمني والاستخدام السلبي للقوى الناعمة، لذلك يصبح من الواجب أن يتم تقييم العلاقة على أسس واضحة بوصلتها القضية الفلسطينية ومواجهة هذا التهديد".
وفيما إن كانت هذه العلاقة يمكن أن تؤثر على علاقة حماس بالدول العربية، أكد القدومي أن "حماس حركة نضالية خرجت من حضن الشارع الفلسطيني وهي تستمد مشروعيتها ليس من الإطار الحزبي الضيق، بل من خلال حضورها الشعبي الواسع على مستوى المنطقة العربية والإسلامية وبين أحرار العالم".
وقال: "حماس تفتخر بانتمائها لهذا المد الشعبي في كل أنحاء العالم، لأنها تدافع عن قضية عادلة، وإن تلك الشعوب خبرت حماس ووجدتها أمينة على حقوق الشعب الفلسطيني".
وأكد القيادي في حماس، أن حركته لا تتدخل في شؤون الغير، ولا تريد لفلسطين أن تكون ضحية للخلافات بين دول المنطقة، مستدركا: "وبما أن حماس اعتبرت نفسها أمينة على حقوق الشعب الفلسطيني فمن الواجب عليها، أن تسعى لتعبئة الأمة بكل أطيافها ومذاهبها لنصرة هذه القضية العادلة".
وذكر أن البوصلة والعنوان والقاعدة الأساسية التي تنطلق منها علاقات حماس الدولية والسياسية مع الأحزاب والدول هي "فلسطين والحقوق الشرعية لشعبنا، ومواجهة عدو مشترك والذي تهديده الأمني والسياسي لا يتوقف عند حدود فلسطين وإنما يتعداها إلى كل العواصم العربية والإسلامية".
وجدد القدومي تأكيده على حرص حماس على رفع الحصار عن شعبنا في قطاع غزة، وحشد الأمة، وأن حركته شكلت دوما جسرا للوحدة بين أطراف الأمة وهي أيضا تحترم وتقدر عاليا مشاعرهم وطموحاتهم، وفي نفس الوقت هي حركة جادة في مواجهة عدوها المحتل لوطننا فلسطين.
وحول مستقبل العلاقة مع إيران، أشار ممثل حماس في طهران، إلى أن "إيران على مدى تاريخ طويل من العلاقة مع الحركة لم تتوقف عن دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته".
واستدرك: "ثم إن علاقة حماس مع الدول لا ترتبط بالفعل المادي بقدر ارتباطها بنظرة استراتيجية تستند إلى مواقفهم الراسخة تجاه القضية .. علاقات حماس الدولية هي مسألة تراكمية وليست وليدة اللحظة، وهي في نفس الوقت تحتاج إلى صبر ومتابعة".