مرة أخرى وليست الأخيرة، سنظل نطلب بحقنا نحن الفلسطينيون على الأشقاء في الدول العربية، وعلى الإخوة في الدول الإسلامية، وعلى الأصدقاء في دول جميع القارات المُحبة للشعب الفلسطيني، أن يحملوا رايتنا ويُسمِعوا صوتنا للعالم بأسره خلال كأس العالم 2022 المُقررة في قطر في شهر نوفمبر القادم.
فقد تعالت أصوات الأحرار في العالم مُنادية بإحقاق الحق وإعادته لأصحابه الفلسطينيين الذين ضاعت حقوقهم منذ عام 1948، يوم أن احتلّت العصابات الصهيونية الأرض الفلسطينية بمساعدة المملكة المتحدة البريطانية.
اليوم وأكثر من أي وقت مضى ارتفع سقف الأمل الفلسطيني في الأشقاء والأصدقاء، بكسر الميزان الدولي الذي يكيل بمكيالين، منذ 74 سنة، وذلك من خلال المطالبة بالمساواة في التعامل مع كل القضايا.
فقد تم طرح مبادرة "شارة الكابتن فلسطينية"، من قِبَل بعض النشطاء الرياضيين وبعض المعلقين، الداعية إلى قيام قادة منتخبات الدول العربية على الأقل بوضع علم فلسطين بدلًا من شارة الكابتن على الذراع، في ظل إعلان بعض الدول عن قرارها بوضع علم أوكرانيا شارة لقادة بعض المنتخبات.
لقد عشنا الظُّلم وذُقنا مرارته على مدار عقود طويلة، ولم نلقَ سوى دعم سياسي لم يُسمن ولم يُغنِ من جوع في ظل أحادية القطب العالمي، ولم نسمع سوى شعارات، إلا مِمّن رحم ربي من بعض الدول العربية والإسلامية المؤيدة للقضية الفلسطينية.
ولأننا أصحاب حق، ولأنّ هناك الكثير من دول العالم تتضامن معنا، فليس هناك أجمل وأرقى من التضامن مع الشعب الفلسطيني في يوم 29 من شهر نوفمبر القادم، وهو اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي أقرته الأمم المتحدة، اعترافًا منها أنّ شعب فلسطين تعرض للظلم.
ولأنّ مونديال قطر سيُقام في شهر نوفمبر القادم، وهو نفس الشهر الذي خصّصته الأمم المتحدة للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت نير الاحتلال منذ 74 عامًا، فإنه أصبح من الواجب على كل حُرٍّ في العالم وعلى كل دولة من الدول المُشاركة في كأس العالم أن تتضامن مع الشعب الفلسطيني.
في يوم 29 من شهر نوفمبر القادم ستُقام 4 مباريات، الأولى تجمع بين منتخبي قطر وهولندا، والثانية تجمع بين الإكوادور والسنغال، والثالثة تجمع بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، والرابعة تجمع بين منتخبي إنجلترا وويلز، وحيث إنّ من بين الدول الثمانية الأطراف في المباريات الأربع منتخبَين عربي وإسلامي هما قطر وإيران، فليس هناك أقل من أن يرتدي قائدا المنتخبين علم فلسطين بدلًا من شارة القيادة التقليدية.
إنّ يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني أقرّته الأمم المتحدة، ولا أعتقد أنّ تطبيقه على أرض الواقع في كأس العالم سيكون منافيًا لنظام الفيفا، وعليه فإنّ على الجميع أن يستثمر هذا اليوم من أجل التعبير عن الحق الفلسطيني في الاستقلال من نير الاحتلال، إذ إنّ تحديد هذا اليوم لم يكن إلا اعترافًا من الأمم المتحدة بأنّ العصابات الصهيونية احتلت الأرض الفلسطينية، وأنّ التضامن مع شعبها أمر طبيعي وقانوني.
لا أعرف إن كان الاتحاد الدولي سيكون له موقف من القضية برمتها، ولكن إن لم يكن له موقف، فنحن أحقّ بأن نطلب من قطر أن تفعلها، وهي الدولة المُستضيفة للبطولة الأكبر والأضخم والأغلى في العالم، وهي الداعمة للقضية الفلسطينية، من خلال العمل وبقوة من أجل نُصرة قضيتنا العادلة وشعبنا المكلوم، بوضع علم فلسطين على ذراع قائد منتخبها.
وما ينطبق على قطر ينطبق على السعودية وتونس والمغرب، وهي الدول التي لمسنا منها على مدار عقود طويلة دعمها الكامل للحق الفلسطيني، إذ إنّ الأمل في وضعها علم فلسطين على أذرع قادة منتخباتها في المونديال كبير، وهو حقٌّ يجب ألا يصل إلى مرحلة الاستجداء.
كما أنّ إيران التي تساند القضية الفلسطينية وتدعمها بالسلاح لمواجهة الكيان الصهيوني، أمام فرصة كبيرة للتعبير عن تضامنها مع فلسطين عندما تُواجه أمريكا في المونديال، التي تُعدُّ أكبر داعم لدولة الاحتلال الصهيوني.
نأمل أن تتسع رقعة المبادرة العربية بوضع علم فلسطين شارة لقادة المنتخبات، على غرار ما سيفعله ليفاندوفسكي قائد منتخب بولندا، الذي تسلم شارة القيادة من الأوكراني شيفشينكو.