يصادف اليوم الأربعاء 28 من شهر سبتمبر/ أيلول الذكرى الـ22 لاندلاع انتفاضة الأقصى الثانية والتي انطلقت بعد زيارة زعيم المعارضة آنذاك "أرائيل شارون" إلى باحات المسجد الأقصى مدعومًا بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
زيارة شارون الاستفزازية دفعت الفلسطينيين في القدس والمسجد الأقصى إلى الاشتباك مع جنود الاحتلال، لتبدأ سلسة من المواجهات العنيفة امتدت نيرانها بسرعة لتشمل كامل فلسطين وتبدأ بعدها ما عُرف بالانتفاضة الثانية "انتفاضة الأقصى".
وسجلت الانتفاضة مجازر عديدة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين وكان أولها مجزرة إعدام الطفل محمد الدرة 11 عامًا وقد وثّقت كاميرات الصحافة الغربية هذه الجريمة التي زلزلت العالم، وجريمة قتل الطفل فارس عودة.
تعمّد جيش الاحتلال استخدام أقوى الأسلحة والأشد تدميرًا على الفلسطينيين، فاستعمل دبابات الميركافا وطائرات الأباتشي المروحية، بالإضافة إلى أسلوب الاجتياحات المستمر للمخيمات والمدن التي يتواجد فيها المقاومون وتدمير البيوت وتجريف الأراضي الزراعية.
اقرأ أيضا: انتفاضة الأقصى .. سجل بطولات فلسطينية وجرائم إسرائيلية
تميّزت الانتفاضة الثانية، مقارنة بالأولى التي اندلعت عام 1987، بكثرة المواجهات، وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي شهدت تطورًا في أدوات المقاومة حتى باتت فصائل المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام تمتلك صواريخ تضرب المدن والبلدات المحتلة.
وعمد الاحتلال الإسرائيلي لاغتيال عدد كبير من قيادات الصف الأول في الأحزاب والفصائل الفلسطينية، لإخماد جذوة الانتفاضة والمقاومة، حيث اغتال الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وأبو علي مصطفى بالإضافة إلى اعتقال عدد من القيادات الوطنية كمروان البرغوثي وأحمد سعدات.
استمرت الانتفاضة لخمس سنوات وأسفرت عن استشهاد 4412 فلسطينيًّا، إضافة إلى 48 ألفًا و322 جريحًا، بينما قُتل 1100 إسرائيلي، بينهم ثلاثمائة جندي، وجرح نحو 4500 آخرين.
لم تتوقف انتفاضة الأقصى إلا بعد توقيع اتفاق هدنة في فبراير/شباط 2005 بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين في قمة عُقدت في شرم الشيخ بمصر.