فلسطين أون لاين

بإشراف "متابعة العمل الحكومي" وبقيمة 3 ملايين دولار

تقرير "عنق الزجاجة".. مشروع لتوسعة واجهة مخيم الشاطئ الغربية

...
صورة أرشيفية
غزة/ أدهم الشريف:
  • سرحان: عدة خيارات لتعويض المواطنين قبل البدء بالإزالة
  • لجنة شعبية: إنجازه ضرورة ملحة بسبب الاختناقات المرورية

 

يمثل استكمال شارع الرشيد في منطقة مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، أحد أهم المشاريع الحيوية التي قد يشهدها القطاع بعد إتمام أجزاء واسعة منه في الأعوام الماضية على طول الساحل، الممتد لأكثر من 40 كيلومترًا.

وبقدر ما يحظى المشروع من أهمية كبيرة ستساهم في حل العديد من الإشكاليات في تلك المنطقة، تبدي بعض العائلات التي قد يطال المشروع منازلها مخاوف كبيرة على مستقبلها حال بدء التنفيذ.

وكانت لجنة متابعة العمل الحكومي اعتمدت، مؤخرًا، مشروع تطوير شارع الرشيد غرب مخيم الشاطئ.

وفي مايو/ أيار الماضي، اجتمعت لجنة حكومية بغزة لدراسة مقترح تطوير شارع الرشيد بالشكل المناسب، وترأست اللجنة وزارة الأشغال العامة والإسكان وبعضوية وزارتي الحكم المحلي، والنقل والمواصلات، وسلطة الأراضي وبلدية غزة واللجنة الشعبية.

ويبدأ مخطط "عنق الزجاجة" عند مبنى التموين التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، جنوبي غرب المخيم، ويسير غربًا باتجاه نادي الشاطئ وصولًا إلى الجهة المقابلة لمسمكة أبو يونس، ويطال المنازل الواقعة في الجزء الغربي فقط، وذلك وفق خارطة المشروع.

وتوقع وكيل وزارة الأشغال ناجي سرحان، بدء تنفيذ المشروع مطلع 2023، مشيرًا إلى أن إقراره تلاه تشكيل لجان متخصصة تتولى مسؤولية التواصل مع المواطنين سكان المنطقة والاستماع لهم، والاتفاق على آلية التعويض، وتخصيص أراضٍ للمؤسسات.

أضرار وتعويضات

وبيَّن سرحان لصحيفة "فلسطين"، أن 40 منزلاً وشقة و10 منشآت عامة تقدم خدمات للجمهور ومنها نادي الشاطئ والتموين والمركز النسائي، يمر عبرها المشروع، وأن لجنة متخصصة قدرت قيمة الأراضي والمباني، وبناءً عليه ستعرض مبلغًا على المواطن المتضرر، وتوفِّر أراضي بديلة.

وحول وجود خيارات بديلة للمال، قال سرحان لصحيفة "فلسطين": "هناك سيناريوهات متعددة، فالقيمة المالية المتفق عليها يتم تعويضها إما بنظام شقق، وإما بأراضٍ تُبنى المنازل عليها، وهذه السيناريوهات ندرسها مع المواطنين، وسنقدم ما يتوفر لدينا".

وبحسبه، فإن تكلفة مشروع "عنق الزجاجة" تصل إلى 3 ملايين دولار بتمويل حكومي كامل.

ونبَّه إلى عدم وجود تقديرات زمنية لإنهاء المشروع، مؤكدًا أن الوزارة لن تلجأ إلى إزالة منازل المواطنين إلا بتوفير البدائل، وهذا أمر مهم بالنسبة لنا، و"كلما استطعنا توفير بدائل للمواطنين كلما أنجزنا المشروع".

وبشأن إكمال المشروع والمرور به عبر الواجهة الغربية لمخيم الشاطئ، انطلاقًا من مسمكة أبو يونس، قال سرحان: ليس لدينا أي جديد بخصوص هذه المنطقة، مضيفًا: "لو توفر التمويل سنعمل على تطوير الواجهة وتوسيع الشارع، لكننا لسنا بصدد تنفيذ المشروع في تلك المنطقة".

وحول مدى إمكانية الاستفادة من الساحل الغربي للمخيم ضمن المشروع بدلًا من المرور عبر المخيم، زاد: الأمر يعتمد على التمويل، ولو توفر فالخيار الأفضل تنفيذ المشروع في الجهة الغربية، بدلاً من الدخول في إشكاليات كبيرة مع المواطنين.

ردود الفعل

ورصد مراسل "فلسطين" خلال جولة ميدانية في مخيم الشاطئ، ضيّق الشوارع وكثيف السكان، واستطلع ردود فعل المواطنين المقيمين هناك منذ عشرات السنوات.

وأبدى الغالبية العظمى منهم تأييدهم المشروع، لأنه بنظرهم سيساهم في تغيُّر المنطقة وتوسعتها لصالح السكان.

وهذا ما يريده الشاب محمد اللبابيدي، إذ إن بيته يطل على الشارع العام مباشرة.

وقال اللبابيدي -يبلغ (35 عامًا) وهو متزوج ويقيم في بيت مساحته 90 مترًا مربعًا-: إن الازدحام في منطقتنا شديد للغاية بسبب ضيق الشوارع، وتنفيذ المشروع سيكون فيه مصلحة للجميع".

لكن بالنسبة للمواطن هاني العوضي (52 عامًا)، فالأمر يبدو مختلفًا إلى حد كبير، إذ يقع بيته في المنطقة التي يمر عبرها المشروع.

والمساحة الإجمالية للأرض التي يسكن فيها العوضي وعائلته 400 متر مربع، مقامٌ عليها منزل متعدد الطوابق بواقع 5 طوابق، إضافة إلى شقة أرضية منفصلة مغطاة بألواح من "الإسبست".

وكان العوضي تلقى إخطارًا في سبتمبر/ أيلول 2018، من سلطة الأراضي اطلعت "فلسطين" على نسخة منه، بضرورة إزالة البيت على اعتبار أنه تعديات، وحال عدم التنفيذ تعهدت السلطة باتخاذ الإجراءات القانونية.

وقال العوضي لـ "فلسطين": لم نتلقَّ أي وعود من أي طرف بالتعويض، لكن يجب تعويضنا في حال تنفيذ الهدم وإرضاء جميع المتضررين بأماكن سكن مناسبة وقريبة.

وحسبما يفيد رئيس اللجنة الشعبية في مخيم الشاطئ يوسف الزعلان، فإن إنجاز مشروع "عنق الزجاجة" أصبح ضرورة ملحة بسبب الاختناقات المرورية التي تشهدها المنطقة.

وأكد الزعلان أن أصحاب هذه المنازل بحاجة إلى التعويض وإيجاد البدائل لهم.

وقال عائد أبو سلطان، الذي يملك منزلاً متعدد الطوابق بجوار مسمكة أبو يونس، ويقع ضمن المنطقة التي يمر بها المشروع، إنه يؤيد استكمال شارع الرشيد والاستمرار فيه، لكن "ليس على حساب الناس".

وأضاف لـ "فلسطين": يجب تعويضنا بما يساوي حجم الضرر الواقع علينا.

ويحظى مخيم الشاطئ برمزية وطنية وشعبية خاصة لأنه يضم آلاف الأسر اللاجئة المهجرة قسرًا من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ نكبة 1948.

تحقيق العودة

ويؤكد محسن الهسي (38 عامًا) من سكان المخيم، أن الحفاظ على هذه الرمزية يتطلب العمل باستمرار لتحقيق عودة اللاجئين إلى ديارهم.

ويرى الهسي أن الأزمة من وجهة نظره لا ترتبط فقط بمنطقة "عنق الزجاجة"، بل إن المخيم بجميع شوارعه وأزقته أصبح يضيق بأهله، ويواجه العديد من الأزمات في السكن والازدحام والمياه والكهرباء.

وتعرف وكالة الغوث مخيم الشاطئ، بأنه ثالث أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في قطاع غزة، وواحد من أكثر المخيمات اكتظاظًا بالسكان.

وبحسب بيانات تنشرها "أونروا" على موقعها الالكتروني، استضاف المخيم 23 ألف لاجئ من الذين هجرتهم "العصابات الصهيونية" من اللد ويافا وبئر السبع والمناطق الأخرى في فلسطين، إبَّان النكبة، واليوم يأوي أزيد من 85,628 لاجئًا، وهذا الرقم في ازدياد مستمر.