أكد المتحدث باسم الاتحاد العام للجان أولياء الأمور بالقدس المحتلة رمضان طه، عن وجود محاولات من الاحتلال الإسرائيلي لتشكيل مجالس أولياء أمور محسوبة عليه لفرض المناهج المحرفة والمناهج الإسرائيلية على الطلبة المقدسيين.

وقال طه في مقابلة خاصة مع صحيفة "فلسطين": إنّ "المحاولة الإسرائيلية بفرض المنهاج وتشكيل لجان أولياء أمور بديلة ليست الأولى، فهو يقوم بالاستعانة بطابور خامس جُهّز خصيصًا لهذه المحاولات، قديمًا وحديثًا".

وأضاف "عملنا في اتحاد لجان أولياء الأمور على إبطال المحاولات الإسرائيلية، من خلال صمود ووعي الأهالي"، مؤكدًا، أنه لم ينخرط أيٌّ من الأهالي المقدسية في صفوف اللجان البديلة التي شكلها الاحتلال.

وأشار طه إلى وجود جسم آخر من لجان  أولياء أمور قُطْرِي يتبع المدارس التي أنشأها الاحتلال وتدرس المنهاج الإسرائيلي ويدرس بها طلبة مقدسيون في مناطق غربي القدس ومناطق الخط الأخضر عام 1948، مبينًا، أنّ المجلس القُطري حاول تجنيد الأهالي للانضمام إليه لكنه فشل.

ولفت إلى أنّ تلك الجهات تعمل على إغراء الأهالي للانضمام للمدارس الخاصة التي تتبع لبلدية الاحتلال، وهم عون له في تنفيذ مخططاته بضرب التعليم بالقدس، مؤكدًا، أنّ لجان أولياء الأمور يعملون على إحباط تلك المخططات الإسرائيلية في أسرلة التعليم، وذلك بفضل وعي الأهالي وانتمائه لقضيتهم وللقدس مما يجعل المؤسسات التعليمية خالية من أيّ اختراق.

اقرأ أيضا: خطيب الأقصى يُحرّم تدريس المناهج الإسرائيلية بمدارس القدس

وبيّن أنّ الاحتلال ضلل بعض الأهالي الذين يرسلون أبناءهم للمدارس التي يديرها وتُدرّس المنهاج الإسرائيلي، وقدم إغراءات وحوافز من توفير مواصلات ورحلات وأقساط مجانية، خاصة في ظل الواقع الاقتصادي الصعب في القدس.

ولفت طه إلى أنّ نسبة نجاح محاولات الاحتلال في تشكيل مجالس بديلة لم تتجاوز 3%، لأنّ معظم مدارس القدس سواء المدارس الأهلية والخاصة والتي تتبع وزارة التربية والتعليم الفلسطينية وحتى التي تتبع دائرة المعارف الإسرائيلية، تتبع لاتحاد لجان أولياء الأمور وتعبر عن شخصية أهل القدس.

وأكد أنّ الاتحاد  العام للجان الأمور، جسم متكامل منتمٍ للقدس وللمناهج الفلسطينية، معتبرًا إياه جسمًا شرعيًّا يعترف به أولياء أمور الطلبة.

وعن تأثير الإضرابات الشاملة التي نظمها الأهالي بالقدس رفضًا للمناهج المحرفة في دفع الاحتلال للتراجع، أكد طه وجود "هجرة عكسية" بعد الإضراب الذي عمَّ مدينة القدس بانتقال طلبة مقدسيين من المدارس التي يديرها الاحتلال وتدرس المنهاج الإسرائيلي للمدارس الأهلية والخاصة التي تدرس المنهاج الفلسطيني، لافتا إلى انتقال 50 طالبًا حتى اللحظة وأن الأعداد في تزايد مستمر.

وقال طه  بشأن تصعيد خطواتهم القادمة: "لدينا خطة لمواجهة تحريف المنهاج، وقد تكون طويلة المدى"، مؤكدًا، أنه منذ بداية الأسبوع المقبل سينظم اتحاد لجان أولياء الأمور فعاليات وستكون "مفاجئة للجميع، وقد يتفاجأ منها الشارع المقدسي" رافضًا الإفصاح عن ماهية تلك الأنشطة والفعاليات.

وتتواصل ردود الفعل المقدسية الرافضة للقرار، فأعلنت القوى الوطنية والإسلامية في القدس المحتلة في بيان لها، انخرطت فيه الاثنين الماضي كافة مدارس القدس، رفضًا لأي شكل من أشكال فرض المناهج الإسرائيلية أو المنهاج المحرف.

ويُصر أولياء أمور الطلبة على رفض كل أشكال التدخل الإسرائيلي في التعليم بالقدس، ومحاولاته لتدريس المنهاج المحرف، ويصرون على ضرورة تدريس المنهاج الفلسطيني،  وفرضه كأمر واقع.

وتبلغ عدد المدارس الأهلية والخاصة والتي يستهدفها الاحتلال بفرض المنهاج المحرف 82 مدرسة وتشكل 32% من عدد الطلبة، و49 مدرسة تابعة لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية وتشكل 14% من عدد الطلبة، و6 مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وتشكل 3% من عدد الطلبة، و19% مدرسة تسمى مقاولات (تتبع دائرة التعليم الإسرائيلية ويقوم الاحتلال بتمويلها ومنح إداراتها استقلالية في إدارتها)وتشكل 7% من التعليم، إضافة إلى 70 مدرسة تتبع بلدية الاحتلال ودائرة المعارف الإسرائيلية وتشكل 44% من نسبة التعليم.