لاقى خطاب رئيس السلطة محمود عباس أمام الجمعية العام للأمم المتحدة، أمس، رفضاً شعبيا واسعا بين أوساط الشعب الفلسطيني، الذي وصفه البعض بـ "الهزلي" و"انبطاحي" وأنه لا يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني.
وقال عباس، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 77 في نيويورك أمس، متوسلا: "رغم مطالبتنا لـ(إسرائيل) بإنهاء احتلالها ووقف إجراءاتها وسياساتها العدوانية، وكذلك وقف كل الأعمال الأحادية الجانب التي وردت نصاً في اتفاق أوسلو، إلا أنها أمعنت في تكريس هذا الاحتلال وهذه الإجراءات والسياسات".
وأضاف عباس: "لم تترك لنا (إسرائيل) خيارًا آخر سوى أن نعيد النظر في العلاقة القائمة معها برمتها".
وعلّق السفير الفلسطيني السابق والقيادي في حركة "فتح" د. ربحي حلوم: "خطاب تسفيهي استجدائي لا يعبر ولا يمثل القضية الفلسطينية، ويعبر عن انهيار محمود عباس ومشروعه السياسي".
واعتبر حلوم، اتهام عباس مقاومة شعبنا بـ"الإرهاب" "وصمة عار ضمن سجل تاريخي حفل به الرجل"، مشيراً إلى أن منظمة التحرير بوضعها الحالي لا ينضوي تحت قيادتها الشعب الفلسطيني.
ورأى الكاتب والمحلل السياسي ذو الفقار سويرجو، خطاب عباس بأنه "استمرار لخطاب البكائيات الفلسطيني وإعادة صياغة للمظلومية الفلسطينية".
واعتبر سويرجو في تغريدة عبر صفحته على "فيسبوك" ما جاء في الخطاب "تأكيداً على استمرار تسويق الوهم وعدم تحمل المسئولية الوطنية والخروج باستنتاجات قاطعة بأنه لا وجود لشريك إسرائيلي ولا وجود لمجتمع دولي قادر على فرض قراراته".
وقال: إن عباس يطالب بتطبيق المبادرة العربية التي نسفها التطبيع العربي مع الاحتلال لكنه لم يتطرق لانتهاء فرصة العام التي هدد بها.
وختم سويرجو حديثه "لا مستقبل لهذا الرئيس الذي يجيد التذمر ويخاف مواجهة الحقيقة".
من ناحيته، قال الكاتب خالد النجار: "في خطاب عباس بيع للوهم، واستشعار بالهزيمة النفسية أمام الاحتلال، وانبطاح على منصة الأمم المتحدة، وتماهي مع قرارات دمرت فلسطين وقضاياها العادلة".
وذكر النجار في تغريدة له: "يأتي ذلك رغم ذلك هو لا يمثل القضية الفلسطينية منفردًا، والعالم يدرك ذلك بما فيهم الأمم المتحدة".
وبين أن حالة الاستياء والإحباط التي يمر بها عباس نتيجة فشله في إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967، دفعته للوم الأمم المتحدة لعدم تنفيذ قراراتها واهتمامها بالشأن الفلسطيني.
بينما قال الكاتب الصحفي عمار قديح: إن "خطاب عباس سجل صفرا جديدا يضاف بأصفار نتائج الخطابات السابقة له على منبر الأمم المتحدة، التي باتت مكررة ومملة، تخلو من المواقف الحاسمة الصارمة".
وأوضح قديح أن "خطابات عباس باتت تعيد التهديدات الجوفاء التي لا تقنع أحدا من الحاضرين، أو من يتابعون الخطاب عبر وسائل الإعلام".
وذكر أن "أخطر ما ورد في الخطاب التعيس لأبو مازن، وصفه لنضال شعبه ومقـاومته بالإرهاب".
أما الناشط والباحث أحمد العمري، فقد غرّد عبر صفحته على "تويتر": "يا أبو مازن أنت والسلطة ذراع الاحتلال والسوط الإسرائيلي والبندقية الموجّهة على الفلسطيني".
وأضاف "هذه الخطابات الركيكة ما عادت «تطعم خبز»؛ تسبقها لقاءات مع قادة (إسرائيل)، وتسويقها لا يروّجه غير عصابتكم، وما عاد أحد يؤمن بها، حتى أنتم أصحاب الكذبة".
وفي ذات السياق، أطلق مغردون عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسم "أسرانا مش مجرمين" رفضاً لوصف عباس، الأسير ناصر أبو حميد بأنه "ارتكب جريمة".
وجاء في كلمة عباس "الأسير ناصر أبو حميد معه مرض السرطان.. طيب أسير وارتكب جريمة بس إنسانيا عليك (الاحتلال) معالجته".
وتلقت أم ناصر أبو حميد والدة الأسير ناصر هذا الوصف باستياء كبير، حيث عقبت عليه بالقول: "أرفض وصف الرئيس عباس نضال ابني ناصر بالجريمة، لم يرتكب جريمة في دفاعه عن شعبه، وهذه سقطة غير مقبولة".
وعلقت الناشطة فداء الغول عبر "تويتر" بقولها "المجرم هو الذي يلقي خطاب المنبطح المنهزم وهو صاحب الحق صاحب أقدس قضية على وجه الأرض"، معتبرةً أن المجرم هو من يعتدي على أبناء جلدته ويمارس بحقهم أشد أنواع العقوبات.
كما قال الناشط عزات جمال في تغريدة عبر "فيسبوك": القول بأن ناصر أبو حميد ارتكب جريمة؛ هو جريمة، ليست بحق البطل ناصر لوحده، بل جريمة بحق كل من قاوم الاحتلال".
وأضاف "حتى القانون الدولي لا يعتبر المقاومة جريمة بل هي حق مشروع للشعوب المحتلة، إضافة لجريمة الاستجداء والتوسل المذل باسم شعب عزيز".
فيما تساءلت آية أبو طاقية مستغربة كيف يعني: "تحية لأم البطل ناصر حميد" بعدين: "طيب عمل جريمة عالجوه" ما هذه البلوى يارب!! ما هذا "الخطاب الجريمة" ؟!
يشار إلى أن الأسير ناصر أبو حميد (49 عاما) من مخيم الأمعري بمدينة رام الله، معتقل منذ عام 2002، ومحكوم بالسجن سبعة مؤبدات و50 عاما، وهو من بين خمسة أشقاء يواجهون الحكم مدى الحياة في المعتقلات عدا عن استشهاد أحد أخوته، وكان منزلهم قد تعرض للهدم عدة مرات على يد قوات الاحتلال، وحُرمت والدتهم من زيارتهم لعدة سنوات.
ويواجه الأسير ناصر خطر الموت في أي لحظة بعد تدهور حالته الصحية نتيجة إصابته بمرض السرطان.