انتصر أهل القدس على إجراءات الاحتلال الأمنية بحق المسجد الأقصى والبلدة القديمة حاضنة المقدسات الإسلامية والمسيحية، لكن استفزازات شرطة الاحتلال للمقدسيين والوافدين للمسجد الأقصى لم تتوقف.
فقد باتت الحقائب المحمولة بنك أهداف للاحتلال ، سواء كان المقدسي أو الوافد متجهاً نحو المسجد الأقصى أو شوارع القدس.
بالرغم من تعرض الشباب المقدسي للتفتيش والإهانة والاستفزاز في حال وجود حقيبة معه ، انتشرت في صفوف الشباب المقدسي ظاهرة حمل الحقائب الفارغة على ظهورهم ، لإشغال أفراد شرطة الاحتلال بالتفتيش والنتيجة لا شيء بداخل الحقيبة الأمر الذي يغضب أفراد الشرطة في حين يكون صاحب الحقيبة سعيداً ومطمئناً.
الوافد للمسجد الأقصى القادم من مدينة قلقيلية عبدالفتاح حماد قال لفلسطين :" شاهدت مجموعة من افراد الشرطة يستوقفون مجموعة من الشباب المقدسي في حي الشيخ جراح عند منطقة البريد ، ويقومون بتفتيش حقائبهم ، وكانت جميعها فارغة ، وشاهدت الغضب في وجوه ضباط الشرطة الذين لم يستطيعوا فعل أي شيء سوى التفتيش واعادة الحقائب الى اصحابها".
واضاف المواطن عبد الفتاح:" خلال مسيرتنا للمسجد الأقصى سألت الشباب عن هذه الحقائب فقال لي احدهم :" يا حج هذه حقائب جكر ، حتى نغلبهم ونقهرهم ، وندخل المسجد الأقصى بحقائب رغما عنهم ، فنحن لا نحتاج الى هذه الحقائب أصلاً لكن ذلك تثبيت لحرية الدخول والخروج من المسجد الاقصى بحقائب ، فالاحتلال يريد ان يجسد واقعا نحن نرفضه ".
بدوره علق الاعلامي المقدسي خالد ابو عكر على هذه الظاهرة قائلا :" بعد الرابع عشر من حزيران ووقوف المقدسيين في وجه الاجراءات الامنية وانتصارهم على هذه الاجراءات بصبرهم وثباتهم اصبحوا في وضع يمكنهم من فرض واقع جديد ، فهذه الحقائب التي اصبحت ظاهرة جديدة هدفها نفسي بإرسال رسالة ان المقدسي يمارس حياته بطريقته الخاصة لا من خلال رؤية شرطة الاحتلال ، ورغم علم المقدسي المسبق ان حمل الحقيبة الفارغة سيعرضه للتفتيش والاهانة من خلال عملية الفحص الميداني ، الا ان نفسية التحدي هي الأعلى في هذه المواقف الرائعة ".
أسلوب بسيط
وعلق الداعية د. رائد فتحي من ام الفحم على هذه الوسائل المقدسية قائلا :" اهل القدس لهم فضل الدفاع عن اولى القبلتين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والاحتلال يضعهم في بنك اهدافه ، وهم يتحدون على مدار الساعة وما قضية الحقائب الفارغة إلا اسلوب بسيط من اساليبهم لحماية المسجد الأقصى من اية اجراءات تمس بقدسيته وتنال منه ".
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي طالب العديد من الشباب المقدسي بحمل حقائب الجكر ، لإغاظة شرطة الاحتلال واشغالهم بتفتيش حقائب فارغة ، وبعد التفتيش تكون الخيبة لهم .