فلسطين أون لاين

سخروا بـِ "دبدوبِها" الصّوفيّ.. فاحترفت الأشغال اليدوية

...
غزة - هدى الدلو

من الجميل أن تعزز شغفك الطفولي بدراسة أكاديمية، لتتقن صنع هوايتك وفق مبادئها وقوانينها الصحيحة، فلعله يكون سلاحاً في المستقبل، ففي طفولتها كانت تستمتع بتصميم الدمى، وخياطة ملابس لهم..

حنين زياد العمراني (26 عامًا)، توجهت نحو تخصص هندسة الديكور بعد انتهاء مرحلة الثانوية العامة ليخدم شغفها وهوايتها في حب التصميم، وعمل الأشغال اليدوية وخاصة عمل الصوف.

اكتسبت خبرتها في التصميم والأشغال من خلال تخصصها الجامعي "هندسة ديكور"، حيث اتجهت لفن الايموجرمي وهو مجال يشبه فن النحت، ولكن بالمنسوجات القطنية أو الصوف، فكانت لديها رغبة شديدة جدًا في التعلم في هذا المجال وتعبر قائلة: "إنه بفضل الله أصبحت أتقن تصميم الشخصيات، وأطمح للوصول للأفضل".

وأضافت العمراني: "حبي للأشغال اليدوية والتصاميم جعلني أبحث عن الاحتراف بشغل الصوف من خلال الانترنت، والاشتراك بمجموعات تدريبية، وتطورت من خلال المحاولة مرة واثنتين وثلاث، فلم أيأس ولم أشعر بالملل، بل كرست وقتي في البحث عما هو أفضل ومتميز، وذلك من خلال متابعتي للمواقع الإسبانية المهتمة في هذا المجال".

بعد تخرجها من الجامعة لم تحصل على فرصة عمل، وكان لديها متسع كبير من وقت الفراغ، فخطرت ببالها تجربة أولية كعينة، وعرضتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فحازت على إعجاب الكثيرين من الأهل والأصدقاء، وتم تشجيعها لاستغلال موهبتها في مشروع خاص، كونه مجالا جديدا، ووجود وقت فراغ.

وأشارت العمراني إلى أن هذا المشروع جاء في ظل انعدام فرص العمل، وازدياد أعداد الخريجين والبطالة، مما يدفع الشباب للبحث عن سبل أخرى والاهتمام بمواهبهم وهواياتهم.

وبدأت بعمل الشخصيات من خلال تعليمات الباترون، وتتابع حديثها: "والحمد لله تخطيت هذه المرحلة، وأصبحت لدي خبرة في تصميم الشخصيات من أفكاري وتصاميمي الخاصة"، وكانت أكثر الشخصيات التي حازت على اعجاب الكثيرين هي شخصية تودو، وهي الشخصية المطبوعة على علبة جاتوهات todo.

كرات الصوف حولها، والصنارة الخاصة به، وإبرة ومقص، هذه هي الأدوات التي تحتاجها لتصنع المنسوجات الصوفية، والإقبال عليها لأنها تعتبر من الأشغال اليدوية، واستكملت حديثها: "فالكثير من المتابعين قد طلبوا مني عمل دورة تعليم صوف".

وستعمل العمراني خلال الفترة المقبلة على تطوير مشروعها الخاص لتتمكن من المشاركة في معارض، وفي بداية انطلاقتها واجهت عدة صعوبات تمثلت في ترجمة تصاميم الباترونات لأنها باللغة الإسبانية، وأوضحت أنها تحدت ذلك من خلال تعلمها للرموز وبعض الكلمات الإسبانية لقدرتها على الترجمة، إلى جانب الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي.

وتطمح إلى الوصول إلى إنجاز بعدد كبير من التصاميم، وعمل معرض خاص بها وبأعمالها، وتختم حديثها برسالة إلى أصحاب الهوايات والإبداع: "تحدوا الصعاب، فأي إنجاز تتعلمونه لا بد أن تحاولوا معه أكثر من مرة حتى تصلوا إلى المستوى المطلوب، فلا للمستحيل بالعزيمة والإرادة لتظهر الإبداعات، والفشل بالبداية هو سبب النجاح"، وتستذكر أول عمل لها كان عبارة عن رأس دبدوب وقد حاز على سخرية الجميع، وبعد محاولات معه أكثر من مرة وصل إلى إعجاب من حولها.