فلسطين أون لاين

ينفذها فنانون في البلدة القديمة

بالصور "أبواب الفرح" تصبغ أبواب المقدسيين بألوان الثوب الفلسطيني

...
فنانة تصبخ أحد بيوت القدس بألوان الثوب الفلسطيني
القدس المحتلة-غزة/ مريم الشوبكي:

حينما تتجول في حارة باب حطة في البلدة القديمة في القدس المحتلة، تجذبك ألوان أبواب البيوت باللونين الأحمر والأسود، تزينها زخارف فلسطينية مستوحاة من أشكال التطريز الفلاحي، تبعث على النفس البهجة والفرح.

هذا العمل الفني نفذه مجموعة من الفنانين المقدسيين ضمن مبادرة "أبواب الفرح" التي أطلقوها في منتصف شهر يوليو/تموز المنصرم، بهدف إضفاء لمسة فنية تعكس التراث الفلسطيني في ظل الهجمة المتسارعة لتهويد المدينة المقدسة.

فكرة المبادرة التي تشرف عليها جمعية "برج اللقلق" للعمل المجتمعي، هي صنيعة الفنان محمد مهلوس الذي يعمل في لجنة إعمار المسجد الأقصى، حيث راودته منذ أربع سنوات، إذ لاحظ أثناء عمله في مجال الترميم في الأقصى وفي أحياء القدس، ولا سيما البلدة القديمة التي طَلت بلدية الاحتلال أبوابها باللون الموحد الأزرق في إشارة رمزية العلم الإسرائيلي.

وتنفذ الجمعية المبادرة ضمن مشروع "فرصة" بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، وتقول إنها تهدف إلى إضافة لمسة فنية فلسطينية للمشهد العام داخل البلدة القديمة من خلال زخرفة أبواب المنازل.

ويقول مهلوس (36 عامًا): "فكرة تغيير مشهد البلدة القديمة من خلال عمل فني يستهدف الأبواب انطلق من عدم إمكانية طلاء جدران البيوت لأنها أحجار تاريخية، فيما تمنع بلدية الاحتلال في القدس لمس أو الرسم على صناديق عدادات المياه والأنابيب".

أبواب الفرح (3).jpeg
 

ويضيف: "خصصت اللونين الأسود والأحمر لطلاء الأبواب، واستوحيتها من ألوان الثوب الفلسطيني، وكذلك الزخارف التي ترمز للمدن والقرى الفلسطينية".

ويؤكد مهلوس أن هذه الزخارف تعكس الهوية والثقافة الفلسطينية، والمشهد العربي سيجذب أي زائر للبلدة القديمة، في ظل تسارع تهويد المشهد العام لها وطغيان الطابع الإسرائيلي على شوارعها وأحيائها.

ويلفت إلى أن المبادرة تنفذ للمرة الثالثة وفي كل مرة تنفذ في حارات وأحياء مختلفة، بلمسات مجموعة من الفنانين المقدسيين، وبمساعدة وتعاون سكان البلدة القديمة من خلال طلاء الأبواب والتي بعضها قد تآكل بفعل عوامل الزمن قبل الرسم عليها.

أبواب الفرح (2).jpeg
 

ويستخدم مهلوس لرسم الزخارف التي يريد رسمها على الأبواب نموذجًا بلاستيكيا مفرغًا أعده في المطبعة، حيث يثبته على الباب ومن ثم يقوم برشه بألوان الطلاء التي يريدها.

ويشرك الفنان المقدسي أصحاب البيوت في تفاصيل عمله الفني، ويخيرهم في الأوان المستخدمة وأشكال الزخارف التي يفضلونها.

وعن سبب اختيار تلوين أبواب البلدة القديمة، يجيب مهلوس: "البلدة هي منطقة حساسة للغاية وتعد نبض القدس، وتتعرض لهجوم تهويدي لا يهدأ من أجل تغيير المشهد العربي والإسلامي، لذلك فإن منحها الطابع الفلسطيني يؤكد صمود المقدسيين ورباطهم فيها رغم الظروف الصعبة التي يعيشونها يوميًا".

أبواب الفرح (1).jpg
 

وإضفاء الفرح على بيوت المقدسيين ينغصه الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه الذين هاجموا الفنانين وكالوا لهم شتائم نابية، "ومنعنا من العمل أكثر من مرة من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي".

ويذكر أنه المبادرة في المرة الأولى لانطلاقها لونت 103 بيتًا، وفي السنة الثانية تم تلوين 27 بيتًا، وهذه الثالثة الحالية تم تلوين 23 بيتًا، لافتًا إلى أن المبادرة استهدفت في البداية 15 بيتًا ولكن بسبب المطالبات المتزايدة من قبل السكان تم زيادة عدد البيوت.

ويتمنى مهلوس أن تنتقل عدوى مبادرته إلى المقدسيين والمؤسسات الفلسطينية لكي ينفذوا مبادرات تفيد البلدة القديمة لأنها مهمشة وكثير من بيوتها تحتاج إلى ترميم وإصلاح.

أبواب الفرح (1).jpeg
 

ومن جهتها تؤكد مسؤولة قسم العمل المجتمعي في "برج اللقلق"، فرح أبو زنط أن مبادرة "أبواب الفرح" تهدف إلى إضافة لمسة فنية فلسطينية للمشهد العام للبلدة القديمة في القدس، من خلال زخرفة أبوابها بالزخارف الفلسطينية، والمقدسية على وجه الخصوص.

وتبين أن المبادرة تكمن أهميتها أن تنفذ بأيدٍ شبابية مقدسية، هدفها المحافظة على المشهد الثقافي الفلسطيني للبلدة القديمة، والتي تؤكد هويتها العربية.