منذ العام 2008 الذي تولى فيه الفريق جبريل الرجوب مقاليد الحكم في الرياضة الفلسطينية التي يترأس فيها المجلس الأعلى للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية واتحاد كرة القدم وجمعية الكشافة والمرشدات، وحتى بومنا هذا، وهو لا يتوانى في استخدام مصطلح (مأسسة الرياضة9.
فلا يخلو خطاب أو مؤتمر صحفي والتي تجاوزت المئة، إلا ونسمع من الفريق الرجوب أنه يعمل على مأسسة الرياضة، وكأن الأمر يستغرق سنوات طويلة، فهل من المعقول أن يمر على حُكمه للرياضة 15 عاماً وهو لم يُحقق هذا الهدف ؟، وهل من المنطق أن يستخف الرجوب بعقول الشارع الرياضي وكوادره على مدار سنوات حُكمه ؟.
لقد سمعتها أكثر من مرة ومن كوادر وشخصيات رياضية وازنة في القدس والضفة الغربية وغزة، أنه في حال غاب الرجوب عن الساحة الرياضية لأي سبب كان، سواء بانتهاء العُمر أو بالتنحي عن عرش الرياضية أو خسارته لانتخابات اتحاد كرة القدم واللجنة الأولمبية في حال قام بالسماح لمرشحين بمنافسته وهو ما لم يحدث ولن يحدث إلا مرة واحدة فقط، فإن الرياضة في الضفة الغربية ستنهار وستعود إلى نقطة الصفر، انطلاقاً من عدم مأسسة الاتحاد واللجنة الأولمبية.
إن هذا الادعاء بأن هناك عملية مأسسة، هي محاولة جديدة من محاولاته إيهام الشارع الرياضي بأنه يعمل على تطوير الرياضة، في الوقت الذي تُشير فيه كل تصرفاته وأسلوب قيادته للحركة الرياضية تؤكد عكس ما يقول وعكس ما يفعل.
لقد اعتاد الفريق الرجوب على الهروب إلى الأمام من المسؤوليات الملقاة على عاتقه، ولو نظرنا إلى قدمه الرجوب خلال 15 سنة، نجد أن الكرة الفلسطيني لم تُحقق إنجازات بما تعنيه الكلمة، فكل ما تحقق يستطيع أن يُحققه أي رئيس غيره فيما لو كان يتمتع بالحصانة والدعم المالي والمعنوي من الرئاسة والحكومة، ناهيك عن النفوذ التنظيمي.
فبعد معظم مشاركات المنتخبات الوطنية الخمسة، والتي نادراً ما تُحقق نتائج إيجابية ومنطقية تتناسب مع واقعنا، يُحاول الرجوب تخفيف الضغط عنه وعن كوادره المعدودة على أصاب اليد الواحدة في اتحاد كرة القدم واللجنة الأولمبية، من خلال الدعوة لتشكيل لجان تحقيق وتقييم، وفي النهائية لم يتم الإعلان عن نتائج أي من اللجان التي تم تشكيلها.
باختصار شديد، فإن الرجوب لم ولن يعترف أنه أخطأ، بل أنه دائماً يريد أن يُحمل المسؤولية إما لحاشيته وبطانه وهذا أمر لم يحدث كثيراً، أو للأجهزة الفنية للمنتخبات، وهذا أيضاً لم يحدث كثيراً، المهم أن يظهر هو أنه القائد الأعلي الذي لا يُخطئ وأنه قدم ما لم يُقدمه أحد للرياضة الفلسطينية، وخير دليل على ذلك تكراره بوصف من سبقوه في قيادة وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية واتحاد كرة القدم بأنه كانوا عبارة عن (كيس رمل)، ولهو لم ينفك عن استخدام هذا المصطلح من أجل دفع الشارع الرياضي إلى عمل مقارنة بينه وبين من سبقوه.
إن من سبقوا الرجوب في قيادة العمل الرياضي عملوا كل ما في وسعهم من أجل التطوير، ولكنهم لم يحظوا على 1% مما تلقاه وحظي به من دعم مالي ومعنوي رسمي، وبالتالي هناك من ينخدع به ويقول أنه صاحب النهضة، ووصل البعض في القول أن الفريق الرجوب (أوصلنا للعالمية)، فعن أي عالمية تتحدثون، هل تأهلنا إلى نهائيات كأس العالم ؟، أو هل تأهلنا إلى نهائيات كأس آسيا من المرحلة الأولى؟، أو هل حصلنا على ميدالية أولمبية ؟.
الأهم من ذلك كله، أن تحقيق ذلك لن يحدث دون مأسسة لاتحاد كرة القدم واللجنة الأولمبية، من خلال وضع استراتيجية واضحة المعالم للوصول إلى تحقيق كل الأهداف بعد عدة سنوات، ولكننا أضعنا 15 سنة دون أن نضع استراتيجية أو دراسة أو خطة لتطوير الاتحادات من خلال بناء الكادر الإداري الذي يستطيع أن يقود الكرة الفلسطينية للتطور.
منذ 15 سنة لم يزد عدد كوادر اتحاد كرة القدم في الضفة عن خمسة أشخاص موالين له ومحافظين على تبعيتهم له، دون أن يعملوا على تحقيق تطور يُحسب لهم ولقائدهم "المُفدى"، فهم حريصون على ارضائه من خلال العمل بنظام (الدليفري)، ينقلون له ما يحدث في الاتحاد واللجنة الأولمبية، ويتجسسون على بعضهم البعض وغير ذلك من مهام.
غداً سنتحدث في تفاصيل العمل في المنتخبات الوطنية