أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنّها تلقّت دعوة رسمية لزيارة الجزائر، للتباحث حول سُبل إنجاح الحوار الوطني الفلسطيني للوصول إلى المصالحة وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني.
إذ سيصل وفدان من حركتي فتح وحماس إلى الجزائر مطلع الأسبوع المقبل، لاستكمال مبادرة الوحدة الفلسطينية التي أطلقها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قبل انعقاد القمة العربية المقررة في الجزائر مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وتأتي هذه الخطوة، استكمالًا لعقد الرئيس الجزائري، في 6 يوليو/ تموز الماضي، لقاء جمع رئيس السلطة محمود عباس بوفد من حركة حماس يقوده رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، وذلك بعد سنوات طويلة من القطيعة، إذ تعطل ملف المصالحة الفلسطينية منذ إعلان رئيس السلطة محمود عباس في مايو/ أيار 2021 تأجيل إجراء الانتخابات التشريعية؛ إلى أجل غير مسمى دون التشاور مع الفصائل الفلسطينية ولا سيما حركة حماس.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن هذه اللقاءات ستبقى تراوح مكانها دون نتائج حقيقية على الأرض طالما بقي القرار الفلسطيني مرهونًا لأجندات خارجية وعلى رأسها دولة الاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية التي ترفض التقارب الفلسطيني الداخلي طالما لم تعترف حركة حماس بشروط الرباعية الدولية والتي أهمها الاعتراف بدولة الاحتلال وحقها في أرض فلسطين التاريخية.
وللخروج من نفق الانقسام المظلم لا بد لقيادة حركة فتح التي تقود السلطة الفلسطينية أن تكون جادة في تحقيق المصالحة الوطنية والذهاب لتشكيل حكومة وحدة وطنية تهيئ الأجواء لإجراء انتخابات فلسطينية شاملة للمجلس الوطني والرئاسة والمجلس التشريعي لتجديد الشرعيات المنتهية والتي مل شعبنا منها لأنها لم تعد تمثل طموح ومطالب مواطنينا، ومن ثم البدء ببرنامج مقاومة شامل لكل فصائل العمل الوطني الفلسطيني لتصويب الأخطاء التاريخية التي ارتكبتها فئة من أبناء شعبنا عندما وثقت بدولة الاحتلال وبالإدارة الأمريكية ومنحتها صفة الراعي لعملية السلام المزعوم.
فلم يعد هناك مزيد من الوقت نضيعه في مراهنات خاسرة، على حين تلتهم دولة الاحتلال مزيدًا من الأراضي المحتلة، وتعمل على تهويد مدينة القدس، وتقتل الفلسطينيين يوميًا على الحواجز الصهيونية دون رادع.