عقدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – فرع سوريا مؤتمرها الثاني عشر، بمشاركة المئات من قيادات وكادرات الجبهة في الفرع، بحضور وفد قيادي من الجبهة الشعبية على رأسه نائب الأمين العام للجبهة الشعبية الرفيق جميل مزهر " أبو وديع".
وألقى مزهر كلمة في المؤتمر، توجه خلالها بتحية الإجلال والإكبار لروح الشهيد الرفيق محمد حسن أبو الحسن، الذي ترجل عن صهوة جواده خلال الأيام الماضية، مشيداً بمناقبه قائلاً: " هذا الرفيق الذي استقبلنا على بوابة مخيم جرمانة مقاتلاً مُتسلحاً بمحبته لفلسطين وأهلها، وفياً للمخيمات التي رفعت رايات العودة رغم تحالف الإرهاب الصهيوني الامبريالي التكفيري، هذا الرفيق المقاتل العنيد الذي آلمنا فقدانه، والذي وهب حياته للحزب والوطن، مؤمناً بالفكرة، متشبثاً بالمبادئ.
كما وجه التحية لجماهير شعبنا الفلسطيني في سوريا الذين ظلوا على الدوام محافظين على هويتهم وحقوقهم الوطنية رغم التجويع والحرمان والإهمال والمشكلات المعيشية والحياتية التي أنتجتها حرب الإرهاب الأمريكي الصهيوني التكفيري، لافتاً أن هذه الحرب الكونية فشلت في الإجهاز على الوجود الفلسطيني ومخيماته بالتدمير والاستهداف والفوضى، فسينتهي الحصار وستنتصر سوريا على قانون قيصر.
ونقل النائب تحيات الرفيق الأمين العام أحمد سعدات "أبو غسان" والرفاق في فرع السجون، وتحيات جماهير شعبنا والرفاق في غزة والضفة وكل فلسطين المحتلة.
وهنأ الرفاق في فرع سوريا بانعقاد مؤتمرهم الثاني عشر، مؤكداً أنه يحمل بشعاره جملة من المهام تساهم في عملية الاعداد والتمكين والتوسع والتطوير، وتعزيز حضور الجبهة الوطني والجماهيري، في إطار عملية البناء والنهوض التي أشرت لها نتائج المؤتمر الوطني الثامن للجبهة.
واستدرك مزهر قائلاً: " نجح المؤتمر الوطني الثامن في جعل الحلقتين التنظيمية والكفاحية حلقة مركزية وسلسلة من الحلقات المترابطة والمتصلة بسلسلة من الحلقات الفكرية والسياسية والنقابية والديمقراطية، على طريق التحول لحزب جماهيري واسع يستعيد حالة التوازن في النظام السياسي الفلسطيني، ويؤسس لطريق ثالث من خلال تيار وطني ديمقراطي".
وأكد بأن هذا المؤتمر يستجيب لأولى الحلقات الرئيسية، وهو الحلقة التنظيمية بالاعداد والتمكين والتطوير، لافتاً أن شعبنا وكافة الأصدقاء مؤمنين بدور ومكانة الجبهة، حتى العدو يعرف مكانة هذا الحزب لذا يستهدف الجبهة وكادراتها بحملة مسعورة ومجنونة، بهدف الاجتثاث والاقتلاع، مؤكداً أن العدو فشل وسيفشل في تحقيق هذه الأهداف، لأن الجبهة فكرة تناقلتها الأجيال، متجذرة بين جماهير شعبنا ووجدانهم الوطني، وتحظى باحترام وتقدير الجمهور، وتستند بالأساس لخط سياسي ثابت وهوية طبقية منحازة دوماً للفقراء والمسحوقين، تناضل معهم لانتزاع حقوقهم، وتعزيز صمودهم.
أما على الصعيد الذاتي، استعرض النائب البرنامج الذي تتميز به الجبهة، وهو دورها في بناء الإنسان، وتمليكه القدرات القيادية والفنية والمهنية المطلوبة، والجهود المبذولة لتشكيل القوة الثالثة الفاعلة والمؤثرة القادرة على فرض إرادة الجماهير على قوى السلطة وأقطابها المتنازلة، والتي تواصل نهج الهيمنة والتفرد والاستئثار بالمؤسسات الوطنية والشعبية، والانقلاب على الإرادة الشعبية.
ولفت بأن الجبهة تواصل جهودها من أجل وقفة حالة الاستنزاف والتفتيت والانقسام في الساحة الفلسطينية، التي بات العدو يحاول استخدامها للإجهاز على وجودنا ومقومات صمودنا وقضيتنا، كما يستخدمها لإعادة إنتاج السلطة وتقسيمها على أساس مناطقي يعيد من خلالها إحياء روابط القرى التي قبرها شعبنا بنضالاته وتضحياته، وإعادة بنائها وفق اشتراطات وظيفية ترعى المصالح الصهيونية وأدواتها، بينما لا زال طرف آخر من السلطة يسعى لفرض شرعية التمثيل من بوابة المجتمع الدولي والتسويات والتفاهمات.
وقال: "إن أهم أهداف الجبهة هو حماية المشروع الوطني، والحفاظ على الخط السياسي والبرنامج الواضح الذي ينتقل من برنامج التحرير والعودة، والذي يحتاج من جميع الرفيقات والرفاق للإيمان بهذه الفكرة، والتي بحاجة إلى منتوج ثوري قادر أن يشق لنا والأجيال من بعدنا الطريق نحو المستقبل، وهو ما يحتاج وضع التوسع والاعداد والتمكين وخلق مهمة لكل رفيقة ورفيق على جدول أعمالنا، إضافةً لجهود إعداد الكادر القادر والمتميز لتنفيذ المهام المكلف بها على أكمل وجه.
وأضاف بأن شعبنا يراهن على الجبهة ورفاقها، خصوصاً في ظل فشل خيار التسوية والمفاوضات والكارثة والخراب التي جلبتها أوسلو، مؤكداً على ضرورة إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية وديمقراطية، باعتبار أن المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد والبيت الوطني الجامع لشعبنا، قَدمّ شعبنا الغالي والنفيس والتضحيات والدماء من أجلها.
وأردف قائلاً" سيسجل التاريخ للجبهة موقفها الثابت والفاعل الذي أفشل الكثير من المؤامرات وتصدى للكثير من السياسات الخاطئة ومحاولة اختطاف المنظمة، أو محاولة خلق بديل عن هذه المؤسسة"، لافتاً أن هذا يمهد الطريق لتشكيل التيار الوطني الديمقراطي.
وأعرب النائب عن أمله بأن يكون هذا العرس الجبهاوي المتجسد في مؤتمر فرع سوريا الثاني عشر رافعةً لتجديد انطلاقتنا، وبمزيد من البناء والفعل الثوري، الذي حتماً سيساهم في عملية التغيير.
وعاهد الرفيقات والرفاق بأن الجبهة ستستمر بالنضال والمقاومة حتى التحرير والعودة، متشبثة بالمهام التأسيسية للجبهة، ومواصلة عملية البناء والنهوض، وتعزيز صمود أبناء شعبنا، باعتباره رافعة من روافع المقاومة والتحرير، والانطلاق من ثوابت شعبنا، وطبيعة المرحلة والشراكة الوطنية والهوية الطبقية كمحدد لعلاقاتنا الوطنية، والتي من خلالها تتقاطع الجبهة أو تختلف مع كل تنظيم فلسطيني، ولا تتماهى مع أي من أطراف السلطة المنقسمة.
واستدرك: " نتفق مع كل من يقاوم الاحتلال بأي شكلٍ كان، بالسلاح أو الحجر أو بمختلف أشكال المقاومة الشعبية، ونختلف مع كلٍ من ينتقص من حق شعبنا في المقاومة، أو من يُعطّل بناء المؤسسة الوطنية الجامعة أو ينتقص من شرعيتها بالتفرد والاقصاء والهيمنة، أو من يسعى لإنشاء بديل عنها، وكل من يعتدي على حقوق وحريات شعبنا".