قال رئيس حكومة الاحتلال، يائير لبيد، مساء اليوم الأربعاء، إن انتماء الشهيد أحمد عابد، الذي استشهد فجر اليوم في اشتباك مع قوات الاحتلال قرب حاجز الجلمة شمالي جنين، للاستخبارات العسكرية، يمثل "تصعيدا جديدا"، مهدداً بأن جيشه المحتل لن يتردد بالعمل في كل مكان لا تفرض فيه السلطة سيطرتها.
من جانبه، أعلن وزير جيش الاحتلال، بيني غانتس، عن إغلاق حاجزي الجلمة وسالم "حتى إشعار آخر"، محذرا السلطة من انفلات أمني في الضفة، وذلك في ختام مداولات أمنية أجراها في موقع العملية، برفقة منسق عمليات حكومة الاحتلال في المناطق المحتلة عام 1967، ومسؤول جيش الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة.
وضمن سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين، قرر غانتس كذلك وقف العمل بتصاريح الدخول إلى الداخل المحتل الخاصة بسكان كفر دان، بما في ذلك لغرض العمل في الداخل المحتل، اعتبارًا من اليوم الأربعاء وحتى إشعار آخر، بحسب ما جاء في بيان صدر عن الاحتلال.
وجاءت تصريحات لبيد على خلفية مقتل ضابط في جيش الاحتلال، في عملية "كمين حاجز الجلمة" بجنين شمالي الضفة الغربية، فجر الأربعاء، أسفرت عن استشهاد الشابين أحمد أيمن عابد (23 عاما) وعبد الرحمن هاني عابد (24 عاما)، من بلدة كفر دان قضاء جنين.
وقال لبيد: "لن نتردد في العمل في كل مكان لا تفرض فيه السلطة الفلسطينية النظام".
وشدّد على أن جيش الاحتلال وجهاز أمن الاحتلال العام (الشاباك)، مستعدان لكل سيناريو لمنع ما سماه "الإرهاب" من "أن يرفع رأسه".
من جانبه، قال غانتس "لقد شهدنا في الأسابيع الأخيرة تصعيدا في نطاق العمليات"، واعتبر أن انتماء الشهيد أحمد عابد إلى أجهزة أمن السلطة يعد "أمرا خطيرا، ويشكل إشارة تحذير للسلطة الفلسطينية التي يجب أن تقوم بفحص داخلي، والتصرف".
وأضاف غانتس أن "الإضرار بالاستقرار الأمني سيضر أولاً وقبل كل شيء بالسكان الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية نفسها"، وقال إن جيش الاحتلال سينفذ عمليات مكثفة "أينما كان ذلك ضروريا وحيثما كان ذلك ضروريا"، مكررا أنه "في المكان الذي لا تمارس فيه السلطة الفلسطينية سيادتها، سنهتم بالحفاظ على أمننا".
جاء ذلك فيما أوصى جهاز أمن الاحتلال العام (الشاباك)، الأجهزة الأمنية وجيش الاحتلال، بفرض إغلاق على بلدات ومدن فلسطينية شمالي الضفة وفي "منطقة التماس" قرب جدار الفصل، "تحسبا من خروج الأوضاع عن السيطرة"؛ على حد تعبيره، بحسب ما أوردت وسائل إعلام عبرية، مساء اليوم.
ووفقا للتقارير، أوصى الشاباك بفرض "إغلاق" على المدن التي ينشط بها مسلحون فلسطينيون شمالي الضفة الغربية مع التركيز على جنين وذلك "قبل أن يخرج الوضع عن السيطرة"، وذلك بهدف "ممارسة الضغط" على الفلسطينيين في محاولة لـ"تقليل الدافع" الذي قد يتولد لدى الشبان لتنفيذ عمليات ضد قوات الاحتلال، وكذلك "لتحديد مواقع مطلوبين".
وأشارت صحيفة "هآرتس" إلى توصية الشاباك التي تم استعراضها خلال جلسة لتقييم الأوضاع الأمنية عقدت بمشاركة أجهزة الأمن وقادة جيش الاحتلال، تشمل سحب تصاريح عمل داخل مناطق 48، من سكان في البلدات التي يخرج منها منفذو العمليات ضد الاحتلال.
وأوضحت أن الإغلاق الذي أوصى به الشاباك في منطقة التماس سيكون عبر نصب حواجز تفتيش يتم فيها فحص المركبات والمشاة عند مداخل ومخارج القرى التي قد يشملها الإغلاق، ومنع عبور الأشخاص الذين ليسوا من سكان المنطقة وليس لديهم تصريح خاص.