تحدثت كتائب القسام عن ذكرى اندحار الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة في تقرير نشرته الكتائب، حمل عنوان "2022-2005 تعرف على مراحل تطوّر سلاح كتائب القسام".
وقالت الكتائب: "مراكمة القوة طبعها، ودحر العدو هدف لها، وتحرير الأسرى وسام شرفها، نقشت حروف اسمها بباطن الأرض مع إعداد رجالها، وفي سماء الأرض المحتلة مرت صواريخها ترعب المحتلين، وانطلق الرصاص من فوهات بنادقها يغازل الريح حاصداً رؤوس الجيش المهزوم".
وأضافت: "تطايرت أجساد استشهاديها في القدس والمدن المحتلة إيذاناً بيوم النصر الموعود، ونسفت عبواتها أوهام العدو في كل مكان، وانطلقت قذائفها لتحيل آليات العدو لكومة ركام بالٍ، وكانت ولا زالت أمل الأمة بالتحرير، تلك هي كتائب القسام".
وتابعت: "وفي ذكرى الاندحار الصهيوني عن قطاع غزة والفرار من جحيم مقاوميه نرصد لكم أبرز مراحل تطور سلاح وتكتيكات القسام منذ الاندحار عن غزة عام 2005م وحتى يومنا هذا".
تطور السلاح
أولت كتائب القسام أهمية قصوى لمضاعفة القدرة القتالية لمجاهديها وزيادة نوعية وكفاءة الوسائل القتالية، كما زاد اهتمامها بالتصنيع المحلي الذي كان له دور بارز في مرحلة ما قبل الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة، لتحقيق نوعٍ من الاكتفاء في ظل الحصار المطبق المضروب من القريب والبعيد، فجيشت الكتائب الجهود والعقول لأجل هذا الهدف وكان لذلك بفضل الله نتائج مبهرة.
وقد أرّقت صواريخ القسام البدائية العدو خلال وجوده في قطاع غزة وكانت مدياتها لا تزيد عن 20 كيلومتراً، وتحمل رؤوساً حربية صغيرة، ولكن ومع مرور الأعوام والجهود المضنية التي بذلها مهندسو القسام، وصلت هذه الصواريخ لمديات لم يتوقعها الاحتلال فدكت تل أبيب ودخلت أجيال جديدة من الصواريخ للخدمة (M75- R160-J80-S55-A-SH- AYASH) بمديات تصل لأكثر من 250 كيلومتراً، ورؤوس حربية تزن مئات الكيلوغرامات، وقد شاهد العدو والصديق زيادة القدرة التدميرية لصواريخ القسام خلال معركة سيف القدس.
العبوات ومضادات الدروع
اعتمدت كتائب القسام في تصنيع العبوات على المواد الأولية في قطاع غزة، واستطاعت نسف العديد من المواقع العسكرية والآليات بهذه العبوات، ومع التطور العسكري على هذه الصناعات تمكن مهندسو الكتائب من تصنيع عبوات جديدة بأحجام صغيرة مقارنة وبفاعلية أكبر، وخصصت لمهام متعددة (أرضية – برميلية – مضادة للأفراد – مضاد للدروع- ...) وغيرها الكثير.
فيما شهد سلاح مضاد الدروع تطوراً مهماً منذ اندحار العدو عن غزة فبعد أن كان السلاح المستخدم هو الRPG وقذائف الياسين والبتار المحلية، دخلت على الخط القذائف الترادفية ثم الأسلحة النظامية الموجهة التي أعطت نوعاً من التفوق للمجاهد القسامي في مواجهة آليات العدو.
الطائرات ومضاداتها
أدخلت كتائب القسام أسلحة جديدة إلى الصراع مع المحتل لم تكن موجودة قبل عام 2005من، فبدأت مرحلة التصدي لطائرات العدو بدءاً بالرشاشات الثقيلة وصولاً إلى المضادات المحمولة على الكتف من طراز سام7، وبكل تأكيد فإن السعي لكسر التفوق الجوي للعدو سيتواصل.
كما أذهل القسام العدو حين استخدم في عام 2014م طائرات الأبابيل محلية الصنع لأغراض متعددة، فيما كشفت معركة سيف القدس 2021م عن أجيال جديدة من الطائرات تمثلت بـ" شهاب الانتحارية" و"الزواري" لمهام الاستطلاع، فلم تعد سماء فلسطين حكراً على طائرات العدو.
تطور تكتيكات المقاومة
ومنذ اندحار العدو عن غزة بدأت المقاومة الفلسطينية تصقل تجربتها وتطور كفاءة مقاتليها وتطور من تكتيكاتها وتبتدع أخرى جديدة، فما كاد العدو ينسى جحيم غزة حتى تلقى ضربة قوية في عملية أسر الجندي جلعاد شاليط عام 2006م لتتلاحق بعدها عمليات الأنفاق التي كان آخرها سلسلة العمليات خلف الخطوط خلال معركة العصف المأكول.
كما واصلت كتائب القسام تصديها لاعتداءات جيش الاحتلال وبرزت بطولات مجاهديها مع باقي فصائل المقاومة في معارك الفرقان وحجارة السجيل والعصف المأكول وسيف القدس التي فاجأت فيها العدو بتكتيكات جديدة، كبدت العدو من خلالها خسائر فادحة وأسرت عدداً من جنود الاحتلال، فبرز خلال معركة 2014م تكتيك القتال عبر البحر من خلال عملية (زيكيم) البحرية، ولازالت وحدات الكوماندوز البحري تطور قدراتها للإثخان في العدو خلال أي معركة قادمة.
كما برز في معركة سيف القدس 2021م تكتيك جديد في استخدام الصواريخ التي تخطت القبة الحديدية، وضربت العدو في العمق حتى وصلت مدى 250كم، فأصبحت كل فلسطين المحتلة في مرمى صواريخ القسام.
كما شهد صراع العقول مع العدو تطوراً كبيراً فمن سلاح الاتصالات الذي حاول العدو ضربه مراراً إلى المعركة الالكترونية والاختراقات المتكررة لمقدرات العدو وجنوده، وما زالت هناك في الخفاء معركة محتدمة مع العدو ومنظومته الأمنية، وبعد سنوات من الإعداد والمعارك والجولات الجهادية تبقى كتائب القسام على عهدها مع شعبها وأمتها بأن تشرفهم في كل ميدان نزال مع العدو، وأن توجه ضربات صاعقة لجيشه المهزوم وقيادته الهزيلة.