لا شك أن فلسطين منذ عقود عدة كانت ولا تزال "مركز الصراع"، لذلك لا يمكن استعادتها إلا عبر استمرار خط الجهاد والمقاومة، وركل المشروع الاستعماري الذي يحاول الانقضاض عليها.
إن ما تُسمى الحلول السلمية لاستعادة فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني "هراء" لأن مهمة هذا الكيان مستمدة من مشروع استعماري يشمل الأمة بأسرها، ما يوجب على كل الفلسطينيين منع أي انحراف أو انشقاق في صف المقاومة.
وهنا لا بد من دعوة أوجهها لكل فصائل المقاومة الفلسطينية أن يكونوا كالبنيان المرصوص في المشروع الوطني الفلسطيني في التحرير والعودة، وألّا يسمحوا للمتربصين الغارقين في المستنقع الصهيوني، أن يدقوا الأسافين لتفريقهم وإضعاف نهجهم.
الوحدة الوطنية "بؤبؤ العين" الذي ينير طريق الأمة نحو التحرير، وهو ما يستوجب على المقاومة اتباعه خلال المرحلة الراهنة في ظل محاولات زرع الفتنة بين فئات الشعب الفلسطيني وخاصة فصائل المقاومة عبر جهات متنفذة غارقة في وحل الاحتلال.
لكن بالرغم من هذه المحاولات فإن فصائل المقاومة، ولا سيما حركتي حماس والجهاد الإسلامي كانت يقظة، إذ إنها أثبتت مدى عمق العلاقة الوحدوية في ميدان مواجهة الاحتلال، خاصة في معركة سيف القدس التي خاضتها عام 2021، وفي صد العدوان الأخير أيضاً ليوصلوا رسالة "أننا رفقاء الدم والسلاح".
ونذكّر بأنه يجب علينا نحن الفلسطينيين التجمع في تحالف واحد موحد مدعوم بجهود ومساهمات إخواننا العرب والمسلمين، وكل أحرار العالم لمجابهة الاحتلال الإسرائيلي الغاصب، والانتصار عليه، لاستراد فلسطين من نير الصهيونية والإمبريالية.
وفي هذه المرحلة وبعد معركة "سيف القدس" وصد العدوان الأخير، بدا واضحاً تصاعد خط الجهاد والمقاومة في مدن الضفة الغربية المحتلة، والتوجه الوحدوي للعقل الجمعي المقاوم، في حين أن الاحتلال يحاول التصدي لهذه الحالة بكل ما أُوتي من قوّة، عبر تكثيف الاعتداءات على المسجد الأقصى والتعجيل في تهويده.
وليس ببعيد عن ذلك، اقتحام مدن الضفة واغتيال العديد من المجاهدين والمقاومين، واعتقال النشطاء الوطنيين والمقاومين، ورغم كل هذه المحاولات البائسة، فإن خط المقاومة يتصاعد يوميا ولا دور مُجدٍ للتنسيق الأمني الذي تمارسه السلطة مع الاحتلال.
وقد تنبهت أجهزة أمن الاحتلال من انفلات الأوضاع في الضفة أكثر، عدا عن أن دور أجهزة التنسيق الأمني بالضفة أخذ يتلاشى، نظراً لاتساع العقل الجمعي الجهادي المقاوم بظهير شعبي فلسطيني واسع.
ومع تصاعد وتيرة المقاومة هرع قادة الاحتلال لعقد لقاءات واجتماعات أمنية لتدارك ما وصلت إليه الضفة، بالتزامن مع استمرار محاولاتهم في شق خط الجهاد والمقاومة عبر "دق أسافين" الفرقة والتشكيك بقوّتها.
وخلص معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في (تل أبيب) إلى أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي نجحتا في تحويل شمال الضفة الغربية إلى بؤرة مقاومة.
في حين صرّح المسؤول في جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي: "في ضوء التزايد الخطير في نطاق العمليات في الضفة الغربية، شرع الجيش قبل بضعة أشهر بعملية كاسر الأمواج، التي تضمنت حتى الآن اعتقال حوالي ١٥٠٠ فلسطيني، وإحباط مئات العمليات".
وبناء على ما سبق فإنه بات "دون شك" مطلوبًا وبشكل عاجل تشكيل جبهة جهادية مقاومة موحدة من كل القوى الفلسطينية التي تتبنى خط الجهاد والمقاومة، ورسم خارطة طريق تدعم ذلك النهج، وعدم الانزلاق في سراب الحلول الاستسلامية التي تنتهجها قيادة السلطة في التعامل مع الاحتلال.
كما يُحتم ذلك على القادة السياسيين الفلسطينيين اتخاذ قرار وطني فلسطيني وحدوي مستقل وعدم الخضوع لأي إملاءات أو ضغوطات سواء إقليمية أو عربية، والسير نحو تحرير فلسطين متسلحين بالحق الشرعي والقانوني.