فلسطين أون لاين

تقرير "حمد أبو جلدة".. ينول الشهادة مرتين

...
الشهيد حمد أبو جلدة
جنين-غزة/ أدهم الشريف:

لم يكن استشهاد حمد أبو جلدة من سكان مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، حدثًا عاديًّا بالنسبة لأهالي المخيم وعائلته خصوصًا، التي فقدت عددًا من أبنائها شهداء بنيران جيش الاحتلال في السنوات الماضية.

لقد نكأ استشهاد أبو جلدة جراحًا لم يقدر الزمن على لَأْمها، وما زالت العائلة تتذكر أدق تفاصيلها.

وكان أبو جلدة (24 عامًا) أصيب قبل أيام في اشتباك مسلح مع قوات جيش الاحتلال خلال اقتحامها حي البساتين لتدمير منزل الشهيد رعد حازم، منفذ العملية الفدائية في "ديزنغوف" بـ(تل أبيب) مطلع إبريل/ نيسان الماضي، وقتل خلالها 3 مستوطنين. وعندها أصيب أبو جلدة برصاص الاحتلال، وأُعلن استشهاده فجر أمس، متأثرًا بجروحه.

وما إن علمت عائلته حتى فجعت بالخبر خاصة وأنّ زوجته حامل بطفلها الأول؛ كما أنّ هذه ليست المرة الأولى التي تفقد فيها العائلة أحد أفرادها، ففي عام 1992، استُشهد عم شهيد الأمس، الذي يحمل ذات الاسم "حمد أبو جلدة" بنيران جيش الاحتلال، وعندما رُزق شقيقه مصطفى بمولودٍ جديد سموه حمد تيمنًا باسم عمه الشهيد.

وقال محمود أبو جلدة عم الشهيد، لصحيفة "فلسطين": إنّ العائلة فخورة بأبنائها الشهداء.

والشهيد أبو جلدة، تحرر من سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد أن قضى خلف قضبانها 3 سنوات، رأى خلالها شتى أنواع العنف والتعذيب بسبب مقاومته للاحتلال.

وذكر عم الشهيد، أنّ اثنين من أعمامه أيضًا استُشهدا بنيران الاحتلال في العقود السابقة.

وتابع: "سنبقى ندافع عن هذه الأرض حتى الرمق الأخير ما دام كيان الاحتلال على أرض فلسطين، ولن ترهبنا انتهاكات الاحتلال وجرائمه".

واستدرك: إنّ جيش الاحتلال الذي يدّعي أنه لا يقهر، نراه عندما يهرب جنوده كالفئران في شوارع المخيم بعتادهم العسكري في حين أنّ شبابنا يواجهونه بأيسر الإمكانات.

وأكمل: إنّ حمد استُشهد وهو يواجه جيش الاحتلال الذي داهم المدينة لهدم منزل رعد حازم، ولآخر قطرة دم فينا سنبقى ندافع عن عائلة رعد وأمثاله وجميع أهالينا في جنين.

أما جميلة أبو جلدة والدة الشهيد حمد، ورغم الحزن الذي هيمن عليها بعد إعلان استشهاد نجلها، ودموعها التي سالت وملأت وجهها، فإنها أطلقت الزغاريد وهتفت للشهيد وهي تلقي نظرة الوداع.

أما عن زوجها مصطفى أبو جلدة، الذي كان يعمل في الشرطة، فتوفي قبل 3 سنوات.

وكانت جماهير غفيرة شيّعت جثمان الشهيد أبو جلدة، إلى مقبرة الشهداء في مخيم جنين، بعد أن انطلق موكب التشييع من أمام مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي.

واحتشد المشاركون في التشييع، وجابوا شوارع المدينة ومخيمها، ورفعوا جثمان الشهيد على الأكتاف ورددوا الهتافات المنددة بانتهاكات الاحتلال وجرائمه.

ونشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا للشهيد ومشاهد من تشييع جثمانه، وندّدوا عبر منشوراتهم بجريمة جيش الاحتلال هذه، التي طالت مجددًا أحد المقاومين في جنين بعد سلسلة طويلة من العمليات العسكرية والاغتيالات؛ أدّت إلى استشهاد العشرات من المواطنين.

ويُركّز جيش الاحتلال عملياته العسكرية في الضفة الغربية ضمن مساعيه لاجتثاث المقاومة؛ وهي ما زالت تشهد تصاعدًا في محافظات متفرقة منها.

وفي جنين اغتال جيش الاحتلال خلال اقتحام المدينة مراسلة قناة الجزيرة، شيرين أبو عاقلة، بتاريخ 11 مايو/ أيار الماضي.

المصدر / فلسطين أون لاين