فلسطين أون لاين

أقرته لجنة متابعة العمل الحكومي بغزة مؤخرًا

تقرير السائقون العموميون عن تمديد تخفيض الترخيص 50%: "أزاح همًّا عن كاهلنا"

...
الزميل يحيى اليعقوبي وأحد السائقين العموميين
غزة/ يحيى اليعقوبي:

شكل تجديد ترخيص مركبة السائق مجدي النواجحة من سكان محافظة رفح، همًّا عن كاهله دفعه أحيانًا للتهرب من حملات شرطة المرور للتأكد من الإجراءات القانونية للمركبات، قبل أن تعيد لجنة متابعة العمل الحكومي تمديد حملة تخفيض رسوم ترخيص المركبات العمومية بنسبة 50% حتى نهاية العام الحالي، وهو ما مكنه من دفع قيمة الترخيص والعمل دون خوفٍ أو معوقات.

بينما كان النواجحة ينتظر ملء حمولة مركبته العمومية داخل موقف السيارات بمنطقة السرايا بمدينة غزة، اتسعت ابتسامة رضا على وجهه معربًا عن ارتياحه لصحيفة "فلسطين" بالقرار، وقال: "شيء طبيعي أن يكون هناك إقبال من السائقين على تجديد الترخيص (...) عندما يكون مبلغ الترخيص كبيرًا، فصعب على السائق أن يجمعه في هذه الظروف، بخلاف الأمر حينما يكون مخفضًا فيمكن استدانته أو توفيره من دخل المركبة".

يشرح متاعبه خلال الفترة الماضية قبل تجديد الترخيص: "شرطة المرور معنية بأن تكون المركبة تعمل بشكل سليم وقانوني، بالتالي كنت أتجنب المرور من شوارع فيها نقاط لهم، أو أحيانًا أقود وأنا خائف من توقيفي وسحب الأوراق وأحيانًا أجلس في البيت، والآن أعمل بحريتي وأصول وأجول طول النهار".

مشكلة تؤرق السائقين

ورغم إشادة العديد من سائقي المركبات العمومية الذين قابلناهم في الموقف بالقرار الحكومي، مؤكدين أنه يساهم في التخفيف عن كاهلهم بعض الأحمال، فإن هناك مشكلة، يقول السائق سامي شاهين إنها "تؤرقهم، وهي مزاحمة السيارات الملاكي لهم داخل مواقف السيارات"، مطالبين بمنعها من العمل.

جال شاهين الموقف محصيًا عشر سيارات ملاكي تنتظر في الموقف دورها في تحميل الركاب، وعلق متسائلاً بغضبٍ وهو يفرد ذراعيه في الهواء: "ليش يقاسمني بشغلي، ورزقي وهو بدفع أقل مني؟ حتى مع قرار تخفيض الترخيص؛ بَدفَعْ ضعفه".

بينما كان سائق الأجرة فريد الأخرس، ينتظر في الخطوط الخلفية دوره، وهو يجلس داخل مركبته، شارك صحيفة "فلسطين" رأيه بالقرار قائلاً: "أي شيء يساهم في التخفيف عن السائق فهذا شيء جيد، ولكن لو تنظر إلى الموقف أمامك معظم السيارات "ملاكي"، ونسبة الترخيص الذي يدفعوه بالنسبة لنا قليل، رغم أنه ينافسك، ويقف بجانبك بالموقف، ويعمل معك". 

السائق عيسى أبو سنية، الذي كان يقف بجواره أيضًا عبر عن ارتياحه بالقرار الذي يمكنه من تجديد الترخيص، ولكن "تبقى السيارة معتمدة على السولار الذي يستهلك جزءًا كبيرًا من دخل المركبة اليومي ويحتاج لدعم حكومي" قال لصحيفة "فلسطين".

توقيت مهم

من جهته، أثنى رئيس نقابة سائقي الأجرة رزق خلف، على قرار تمديد حملة تخفيض رسوم ترخيص المركبات العمومية، مؤكدًا أنه جاء استجابة لعدة مطالب قدمتها النقابة لوزارة النقل والمواصلات.

وشدد خلف لصحيفة "فلسطين"، على أن أهمية القرار تنبع من توقيت إصداره، في ظل واقع صعب يعيشه السائقون، وارتفاع أسعار الوقود والغلاء المعيشي، مشيرا إلى أن القرار يخفف عن كاهل السائقين، ولاقى رضا كبيرًا لديهم.

وأشار إلى أن هناك مطالب أخرى قدمتها النقابة تتنظر الموافقة الحكومية تتعلق بأوضاع مواقف السيارات، وتقديم دعم حكومي لوقود المركبات العمومية، وإعادة النظر في تسعيرة المواصلات وضبطها وتأكيد التزامها بعد نشرها وتعميمها على السائقين.

ومكنت حملات التخفيض التي أقرتها لجنة متابعة العمل الحكومي ووزارة النقل والمواصلات نحو 70% من السائقين من تصويب أوضاعهم القانونية منذ انطلاق حملة التخفيض في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي التي استمرت عدة أشهر، بحسب خلف.

من جانبه، أوضح المتحدث باسم وزارة النقل والمواصلات أنيس عرفات، أن حملة التخفيض توقفت في 30 يونيو/ حزيران الماضي، مؤكدًا أن تمديد الحملة حتى نهاية العام جاء من أجل التخفيف عن كاهل سائقي الأجرة.

وبين عرفات لصحيفة "فلسطين" أنه بعد تفعيل الخصم بنسبة 50%، يدفع السائق العمومي، رسوم لوحة الأرقام "نمرة" 625 شيقلاً، بعدما كان يدفع 1250 شيقلًا قبل حملات التخفيض، و50 شيقلًا لكرت السير بعدما كان يدفع 100 شيقل، ويدفع رسوم ترخيص 200 شيقل بعدما كان يدفع 400 شيقل"، مشيرًا إلى أن هذه الأرقام أيضًا تختلف حسب نوعية وقود السيارة، ولوحة الأرقام.

وأشار إلى أن هناك 13 ألف مركبة عمومية تستفيد من الحملة، وأنه يمكن لأصحاب السيارات الملاكي الاستفادة من الخصم بنسبة 30%، وللمواطنين أيضًا بنسبة 50%.

ولفت عرفات إلى أن وزارة النقل والمواصلات ستمنع عمل المركبات الملاكي داخل المواقف خلال الأيام المقبلة.