العدوان الصهيوني الديني على المسجد الأقصى كأمواج البحر يتجدد ولا ينتهي. في عام ٢٠٢١م خاضت غزة حرب (سيف القدس) بسبب اعتداءات جماعة الهيكل وغيرها على حرمة المسجد الأقصى. وقد استنكرت دول كثيرة عدوان الصهيونية الدينية على المسجد الأقصى، ولكن لم تردع الحرب والاستنكارات جماعة الهيكل أو غيرها من الجماعات الدينية المتطرفة من تجديد عدوانها. وكذا لم تلزم حكومة الاحتلال باتخاذ إجراءات تمنع انتهاك حرمة الأقصى وإثارة مشاعر المسلمين.
قبل أيام معدودة أعلنت جماعة الهيكل عن عزمها القيام بأكبر اقتحام لساحات الأقصى بأعداد كبيرة غير مسبوقة، والنفخ في البوق، وتقديم القرابين، وإقامة صلوات تلمودية فيه تزامنا مع الأعياد اليهودية بيوم الغفران ورأس السنة العبرية.
إعلانات جماعة الهيكل وغيرها تملأ مواقع التواصل الاجتماعي، وتسهيلات المشاركة التي تعلن عنها للجمهور عديدة، وحكومة الاحتلال لا تمنع ذلك، ولعلها ترعاه، وأمربكا ودول العالم لا تحرك ساكنا، ودول التطبيع العربي لا تستغل تطبيعها مع دولة الاحتلال لحماية الأقصى، ووقف اقتحامات المتشددين!
في هذا المشهد السريالي لا يوجد حلّ أمام المصلين في الأقصى إلا الدفاع عنه بأنفسهم، وبما ملكت قلوبهم من ثقة بنصر الله، وليس أمام حماس وفصائل المقاومة في غزة إلا أن تحذر المحتل، وأن تراقب تصرفات المعتدين، وأن تدافع عن المسجد بما تملك من عناصر القوة والدفاع. وهنا نسأل هل نحن في ٢٦/٩ على موعد مع معركة محتملة؟ هل تفرض اقتحامات المتشددين على غزة معركة الانتصار للأقصى؟
قد يكون الوقت مبكرا للإجابة عن سؤال الحرب الجديدة، ولكن الميدان يقول إن الأمر خطير، وإن الفصائل لا تملك فرص التراجع وقد ألزمت نفسها بالدفاع عن الأقصى، وقالت إن معركة سيف القدس لم تنته، وإن قرار استئناف القتال بيد حكومة الاحتلال التي تملك السيطرة والقدرة على وقف هذه الهجمة الجديدة على المسجد في ذلك التاريخ، ومن ثمة نزع صاعق التفجير، فهل تتدخل حكومة الاحتلال لوقف هجمة المتشددين؟