فلسطين أون لاين

​يضطررن للاستيقاظ في منتصف الليل لإعدادها

الأعمال المنزلية وفق جدول الكهرباء في غزة

...
غزة - نسمة حمتو

تنتظر عبير محمد (37 عامًا) قدوم التيار الكهربائي بفارغ الصبر كي تقوم بأعمالها المنزلية من غسيل، وإعداد الخبز، وشحن الأدوات الكهربائية والهواتف النقالة، وحتى وإن كانت الساعة الثانية ليلًا، فذلك ليس موعد نومها، فكثير من النساء يضطررن للاستيقاظ في منتصف الليل للقيام بالأعمال المنزلية في فترة قدوم الكهرباء.

إعداد الخبز

تقول عبير عن حياتها في ظل انقطاع التيار الكهربائي المتواصل: "لدي عائلة كبيرة ولا أستطيع الاعتماد على الخبز الجاهز؛ لأن ذلك يكلفنا مبالغ كبيرة كما أننا نحصل على كوبون الأوكسفام، وهو عبارة عن دقيق وزيت وبعض البقوليات لذا أستيقظ عند قدوم الكهرباء حتى ولو كانت الساعة الثانية فجرًا وأعد العجين وأقضي ليلي في الخبيز".

وتابعت قولها: "لست وحدي من أعتمد على هذه الطريقة عندما يدخل أحد منطقتنا الساعة الثانية ليلًا وتكون الكهرباء موجودة تشعر كأنك في النهار، أزمة الكهرباء جعلتنا ننتظرها بالدقيقة، ولا أستطيع الانتظار أكثر من 19 ساعة في اليوم دون أن أُعد الخبز لأبنائي".

وأوضحت عبير التي تضطر بشكل يومي لإعداد الخبز لأبنائها السبعة، أنها تحاول إعداد جميع الأعمال المنزلية أثناء قدوم الكهرباء كي لا تضطر الانتظار طيلة النهار كي تقوم بأعمالها.

مرهق جدًا

ولا يختلف الحال كثيرًا عند رائدة ضاهر، والتي تضطر هي الأخرى للاستيقاظ في منتصف الليل لشحن الهواتف النقالة وسخان المياه، لتقول: "أزمة الكهرباء حولت حياتنا إلى جحيم، أصبحنا نستيقظ في منتصف الليل بحثًا عنها، غالبًا أضطر لتأجيل أعمالي المنزلية للنهار ولكن لو كنت مضطرة بالتأكيد سأقوم بها في الليل".

وتابعت حديثها: "3 ساعات كهرباء لا تكفي لشيء أبدًا، الثلاجة فُصلت منذ فترة ولا نضع فيها شيئًا خوفًا عليه من التلف، أصبحنا نعتمد على شراء الخضروات واللحوم في نفس اليوم فقط وهذا مرهق بشكل كبير".

أما كفاح سعيد، والتي تنتظر قدوم الكهرباء للانتهاء من أعمالها المنزلية قالت: "أستيقظ خصيصًا عند قدوم الكهرباء لأشحن البطاريات والهواتف وأغسل الملابس وأحيانًا أقوم بكيها وإعداد العجين والخبيز أيضًا، حياتنا تعتمد على الكهرباء ولا نستطيع الاستغناء عنها أبدًا، لذا نضطر للاستيقاظ في منتصف الليل كي نقوم بأعمالنا".

ساعات طويلة

فيما تقول نداء عبد الله عن تعاملها مع أزمة الكهرباء: "عندما تأتي الكهرباء حتى ولو الساعة الواحدة ليلًا تكون حالة الاستنفار في المنزل تستيقظ والدتي سواء ظهرًا أو فجرًا أو بعد صلاة العشاء تعد العجين وتخبز طيلة الليل، وكذلك الغسيل خاصة في الصيف ومع ارتفاع درجات الحرارة نضطر يوميًا للغسيل".

وتابعت حديثها: "أما بالنسبة لشواحن المراوح أو الهواتف النقالة وأجهزة اللاب توب، فهذا دوري حيث أستيقظ ولو الساعة الثالثة فجرًا يجب أن أشحنها جميعًا، نحن نعاني وبشكل كبير في ظل هذه الأزمة ولا نعرف إلى متى سنعيش على هذا الوضع".

وأضافت: "هذا غير معاناتي في العمل، أعمل مبرمجة ومن أكثر الأشياء سوءًا أنني أضطر انتظار قدوم الكهرباء من الساعة الثلاثة عصرًا حتى الساعة الثالثة فجرًا كي أنجز عملي ويتم تسليمه".

وقالت: "في كثير من الأحيان أضطر للاعتذار عن تقديم عملي بسبب الكهرباء وهذا يجعلني أزيد خسارة للأسف، كل هذا بسبب الكهرباء التي نعتمد عليها بشكل كلي".

غسل الملابس

بينما تقول أم محمد مشتهى (55): "هل يعقل أن تستيقظ ربة المنزل الساعة الثانية فجرًا كي تطحن اللحم على الخلاط الكهربائي وتغسل الملابس وبالطبع تنشرها في الليل خوفًا من خروج روائح كريهة منها، ثم تجمع ملابس زوجها وأبنائها وتكويها! في أي قانون هذا؟".

وأضافت: "كثير من الناس أصبحت تستيقظ ليلًا كي تقوم بأعمالها، كثير من العمال يضطرون للنهوض في الليل لإكمال أعمالهم على الكهرباء كي لا يتعرضوا للخسائر، حياتنا أصبحت كابوسا كبيرا نبحث فيه عن الكهرباء ليل نهار".

وأكملت حديثها: "لماذا علينا أن نرضى بهذا الذل ونعيش ليل نهار على أعصابنا، نجلس في هذا الحر القاتل دون كهرباء أو نسمة هواء تخفف عنا ما نعانيه، لماذا نضطر للهرب من منازلنا عند قطع الكهرباء للبحث عنها في مكان آخر؟".

كابوس الكهرباء

وتضطر نرمين قاسم (30 عامًا) للاستيقاظ في منتصف الليل؛ كي تعد الحلوى والكيك لأبنائها عند قدوم الكهرباء فهي تستغل كل دقيقة من الكهرباء لتلبي طلبات أبنائها، لتقول: "عندما تكون الكهرباء موجودة لا نرى أحدًا أبدًا، كل واحد يقوم بمهامه حتى ولو أتت الساعة الرابعة فجرًا 4 ساعات لا تكفي لشيء أبدًا".

وأضافت: "أصبحت أحلم بالكهرباء كأنها كابوس، أستيقظ في منتصف نومي وأنا لا أستطيع أن أفتح عيني، ولكن للأسف أحاول إنجاز كل الأعمال المنزلي من غسيل وإعداد الخبز وكل شيء يحتاج لكهرباء".

وأكملت قولها: "لا أدري متى سننام 7 ساعات متواصلة دون الاستيقاظ لأداء أعمالنا المنزلية؟ متى ستكون الكهرباء متوفرة طيلة الوقت دون الشعور بالذنب عند الخروج من المنزل وهي موجودة؟ متى سنعيش كغيرنا من البشر 10 سنوات ونحن نعاني من نفس المشكلة؟ ولا أدري كم 10 سنوات تبقى في أعمارنا كي نعيش في راحة واستقرار؟".