فلسطين أون لاين

تقرير استهداف المساجد بالداخل المحتل.. سياسة إسرائيلية لطمس الديانة الإسلامية

...
مسجد حسن بيك في يافا - أرشيف
النقب- غزة/ نور الدين صالح:

حتى الأماكن الدينية لم تسلم من بطش سلطات الاحتلال الإسرائيلي في مختلف بلدات الداخل المحتل، في إطار مساعيها الرامية لطمس الهوية الفلسطينية وإبقاء الرواية الإسرائيلية المزيّفة على الأرض الفلسطينية.

وكان آخر هذه الانتهاكات العنصرية سماح سلطات الاحتلال بإقامة حفل غنائيّ في ساحة مسجد بئر السبع التاريخي وإغلاقه في وجه الأهالي ومنعهم من الصلاة فيه، وسبقه إدخال عناصر من قوات الاحتلال في مسجد البدر بمدينة رهط، وهو ما اعتبره مراقبون "انتهاكًا خطيرًا للمقدسات الإسلامية في الداخل الفلسطيني".

كما تعرض مسجدا حسن بيك والسكسك في مدينة يافا المحتلة، إلى جُملة من المضايقات الإسرائيلية مثل منع رفع الأذان ودخول الفلسطينيين إليه، على مدار الفترة الماضية القليلة، وذلك ضمن سلسلة من الممارسات العنصرية بدأت منذ أحداث النكبة عام 1948.

يقول عضو لجنة التوجيه العليا للنقب المنبثقة عن لجنة المتابعة في الداخل المحتل الشيخ أسامة العقبي: إنّ الاحتلال يستخدم كل الوسائل المتاحة لديه ويمارس بشكل عنصري اعتداءاته على المساجد في بلدات الدخل المحتل، من أجل طمس المعالم الإسلامية.

وشدد العقبي في حديث خاص مع صحيفة "فلسطين"، على أنّ "هذه الممارسات مُستنكرة ومرفوضة جملة وتفصيلًا، لأنّ المساجد هي منبع الانتماء الديني والقومي والوطني".

وحمّل بلدية بئر السبع المسؤولية الكاملة عما جرى في ساحة مسجد بئر السبع والسماح بإقامة الحفل الغنائي، مشيرًا إلى أنها تريد إحكام قبضتها عليه وتحويله إلى مسرح غنائي لجلب الشباب والشابات الإسرائيليات لساحاته، خاصة ليلتي الجمعة والسبت من كل أسبوع. 

وعدّ هذه الممارسات ضمن "العربدة التي يمارسها الاحتلال ومساعيه الرامية لطمس المعالم الدينية الفلسطينية، وتهجير السكان الفلسطينيين الأصليين قسرًا"، مُشدّدًا: "لن نقف مكتوفي الأيدي وسنواجه هذه الممارسات بكل ما أوتينا من قوة". 

وذكر أنّ لجنة التوجيه العليا لن تترك مسجد بئر السبع وتعتزم تنفيذ فعاليات رافضة لممارسات الاحتلال خلال الفترة القادمة، داعيًا الأهالي في كل مدن الداخل المحتل، للمشاركة في الفعاليات وإقامة صلاة الجمعة القادمة في ساحته، وأداء كل الصلوات الأخرى. 

وبيّن أنّ سلطات الاحتلال تسعى إلى تحويل مسجد بئر السبع إلى متحف، من أجل طمس معالمه الدينية والتاريخية وخلق رواية مزيفة أمام المجتمع الدولي، مطالبًا الدولة التركية بضرورة التدخل والحفاظ على هذا الموروث العثماني.

ولفت العقبي إلى أنّ الأهالي يتصدون لهذه الممارسات عبر الرباط والصمود والثبات، رغم أنف الاحتلال، داعيًا الكل الفلسطيني إلى ضرورة الوقوف بجانب أهالي الداخل والتصدي لمخططات الاحتلال العنصرية.

وختم حديثه: "الاحتلال يسعى لفرض واقع جديد والتعايش معه، ولكن هذا لن يحدث وسنبقى نحافظ على ثوابتنا الوطنية والإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى، من خلال الرباط المستمر".

محو الهوية

إلى ذلك، يرى عضو اللجنة الشعبية في مدينة اللد المحتلة تيسير شعبان، أنّ (إسرائيل) تريد أن تمحي الهوية الفلسطينية الإسلامية عن فلسطين، وذلك ضمن مخطط التهجير الذي بدأته ضد الشعب الفلسطيني منذ أحداث النكبة.

وأوضح شعبان خلال حديثه مع "فلسطين"، أنّ المساجد هي الشاهد على أنّ المدينة فلسطينية عربية عريقة، الأمر الذي يزعج الاحتلال ويجعله يمارس بحقها إجراءات عنصرية، لافتًا إلى أنه هدم عدة مساجد في بداية النكبة. 

وبيّن أنّ الاحتلال يُهمل بشكل كبير المساجد والمقابر الإسلامية في فلسطين، عدا أنه يعتبرها مصدر إزعاج له؛ ما يدفعه لزيادة وتيرة الاعتداءات ضدها، مشيرًا إلى أنه كثّف هجماته ضد المساجد عقب هبة الكرامة الأخيرة.

وبحسب قوله، فإنه جرى التوجه لمحكمة الاحتلال العليا بشأن أحداث مسجد بئر السبع، لكنّ الأخيرة لم تستجب، مشددًا على أنّ "المحكمة جزء من المنظومة الإسرائيلية التي تدعم ممارساتها العنصرية".

ولفت إلى أنّ المساجد تمثل الوجود العربي، لذلك يسعى الاحتلال إلى طمس تلك المعالم للمدن الفلسطينية، والتي تعود إلى آلاف السنين.

وبيّن أنّ الأهالي يواجهون ممارسات الاحتلال بأدوات بسيطة وصدورهم العارية، وتنفيذ بعض المبادرات المتعلقة بإعادة ترميم تلك المساجد، من أجل إعادة الهيبة للأماكن المقدسة.