فلسطين أون لاين

تقرير مع اقتراب الأعياد التلمودية.. الأقصى على صفيح ساخن أمام مساعي تبديد قداسته

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ نور الدين صالح:

ترتفع وتيرة تهديدات جماعات المستوطنين المتطرفين الاستيطانية بتنفيذ إجراءات إجرامية ضد المسجد الأقصى مع اقتراب الأعياد التلمودية في نهاية سبتمبر/ أيلول الجاري، ما يشكّل "نذر تصعيد" خطير قد تعيشه المدينة المقدسة في هذه المرحلة.

وتبلغ ذروة الأعياد التلمودية في سبتمبر من كل عام، إذ إنّ جماعات "الهيكل" المزعوم تستعد لتنفيذ سلسلة ممارسات تهويدية واقتحامات واسعة للمسجد الأقصى بدءًا من 26 سبتمبر حتى نهاية أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، ما ينذر باشتعال مواجهات عنيفة مع الفلسطينيين.

وبحسب مراقبين، فإنّ الأشهر التي مرت من عام 2022 كانت صعبة على المسجد الأقصى منذ احتلاله عام 1967، إثر تصاعد وتيرة أعمال العنف التي يُمارسها المستوطنون وجماعات "الهيكل" المزعوم، متوقعين أن تكون المواجهات التي سترافق الأعياد هي الأعنف، سيما مع قرب الانتخابات الإسرائيلية.

تبديد القداسة

ويُحذّر نائب مدير الأوقاف الإسلامية في القدس د. ناجح بكيرات من أنّ الاحتلال يستغل الأعياد التوراتية لتهويد قداسة المسجد الأقصى والمدينة المقدسة الإسلامية، واصفًا ذلك بـ"الأمر الخطير والكارثي".

وقال بكيرات لصحيفة "فلسطين" إنّ الاحتلال يسعى لخلق واقع جديد في المسجد الأقصى، إذ إنه في كل عيد يخطو خطوة للأمام من حيث زيادة الاقتحامات وأعداد المقتحمين ونوعيتهم.

ورأى أنّ حكومة الاحتلال تريد تصدير كل خلافاتها الداخلية في ظل هذه الأعياد على حساب انتهاك حرمة المسجد الأقصى وحقوق المقدسيين، معتبرًا أنّ الأزمة التي يعيشها العالم العربي والإسلامي وعدم اتخاذ موقف موحد تجاه المسجد المبارك يُشجّع الاحتلال على الإمعان في محاولة تقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا، وتبديد قداسته الإسلامية، وتهويده.

ونبه إلى أنّ المسجد الأقصى والقدس هدف واضح لكسب أصوات الجمهور الإسرائيلي مع قرب انتخابات "الكنيست" في الأول من نوفمبر المقبل.

وأضاف بكيرات أنّ ساحة القدس مشتعلة منذ عام 2015، وأنّ المقاومة لم تهدأ فيها، حيث تشهد معارك مختلفة على عدة أصعدة مثل التعليم والاقتصاد والوجود والأرض وحرية العبادة والوصول للأقصى.

كابوس للأقصى

من جهته لفت رئيس مركز القدس الدولي د. حسن خاطر إلى أنّ الشهر الجاري يشهد كثافة الأعياد اليهودية والممارسات العنصرية ضد المسجد الأقصى واستمرار المخططات الاستيطانية ضد مدينة القدس.

وأوضح خاطر في حديث لـ"فلسطين" أنّ منظمات "الهيكل" المزعوم المتطرفة تبحث دائما عن اعتداءات وممارسات جديدة في سبيل خلق واقع جديد في المدينة المقدسة، معتبرًا ذلك "كابوسًا للأقصى والمرابطين فيه".

واعتبر أعياد المستوطنين مشؤومة على الفلسطينيين، وتحديدًا المقدسيين، إذ إنها تأتي لشحذ انتهاكات المتطرفين وتجديد النية للمساس بالمسجد الأقصى، وتحويله إلى مكان يهودي، منوهًا إلى أنّ الأجواء السياسية لدى الاحتلال مرتبطة بالأجواء الدينية وجميعها تتلاقى في المسجد المبارك، ما يُنذر بخطر كبير خاصة مع قرب الانتخابات الإسرائيلية.

وأشار إلى أنّ الأعمال العدائية والاستيطانية المتطرفة تُسيطر على المشهد السياسي والديني، خاصة أنّ حكومة الاحتلال الحالية يمينية متطرفة وتمارس أعمال العنف ضد المدينة المقدسة بشكل مضاعف.

وأضاف أنّ حكومة الاحتلال تستخدم المسجد الأقصى "دعاية انتخابية" عبر تكثيف الاقتحامات وممارسة المزيد من الانتهاكات ضده، معتبرًا أنّ ذلك يندرج ضمن مخطط تهجير المقدسيين والهيمنة الكاملة على المدينة المقدسة.

ونبه إلى أنّ الأوضاع في الأقصى "على برميل بارود" لا يُعرف عواقبها، داعيًا المقدسيين والفلسطينيين كافة إلى أن يكونوا على يقظة تامة وعدم تركه وحده، واستمرار الرباط في باحاته للتصدي للاقتحامات ومحاولات فرض واقع جديد فيه.

ويوافق 26 و27 سبتمبر الجاري ما يُسمى بـ"عيد رأس السنة العبرية"، وفي 5 أكتوبر "عيد الغفران"، ثم يليه "عيد العُرش" التوراتي.

ومن المتوقع أن تشهد الفترة القادمة انطلاق موجة عاتية من العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى، تتضمن اقتحامات ونفخًا في البوق، والرقص واستباحة المسجد، سعيًا لتهويده بشكل كامل وفرض واقع جديد فيه.

وتُعدُّ كلّ هذه الخطوات محاولات إسرائيلية للتأكيد على أنّ الأقصى هو ذاك "الهيكل" المزعوم، إلى جانب ذلك، تُجري "جماعات الهيكل" سباق أعداد سنوي للوصول إلى رقم قياسي للمقتحمين على مدى أيام "عيد العُرش" الثمانية.