تفتتح غزة المحاصرة غداً الجمعة الموافق التاسع من شهر سبتمبر، الموسم الكروي الجديد 2022-2023، وسط ظروف قمة في الصعوبة من جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية.
وهذه الطروف ليست جديدة على غزة، فهي تعيشها منذ سنوات طويلة بشكل عام ومنذ الانقسام البغيض الذي سبقه حصار إسرائيلي مُشدد على غزة وتبعه حصار من ذوي القربى، ومع ذلك فإن غزة بكل مكوناتها لم ولن تستسلم ولم ولن ترفع الرياضة البيضاء وستبقى نموذجاً للتحدي والصمود وإثبات أن الشعب الفلسطيني يُحب الحياة ويحرص على ان يعيشها رغماً عم محاولة قتلها وتهميشها.
وعلى الرغم من أن كل فلسطين لا زالت مُحتلة ولم تذق طعم الحرية بسبب الاحتلال الإسرائيلي لها ولشعبها ومقدراتها باستثناء غزة، إلا أن الشعب الفلسطيني أعطى ولا يزال دروساً في القدرة على الحياة والبقاء على الرض وممارسة الحياة بكل تفاصيلها الضرورية والكمالية.
وعلى الرغم من أجل الرياضة تعتبر من وجهة البعض أنها من الكماليات، إلا أنها تحتل مكانة مميزة على قائمة الأساسيات لدى هذا الشعب العظيم، نظراً لما لها من انعكاسات إيجابية على الشباب "عماد المستقبل" حيث يتم تنظيم بطولات الدوري في مختلف الألعاب منذ زمن بعيد، بعدما كنا أول دولة آسيوية تشكيلاً لاتحاد كرة القدم والاتحادات الأخرى.
وكون فلسطين كانت أول دولة عربية آسيوية تشارك في تصفيات كأس العالم مرتين متتاليتين عامي 1934 و1938 وصولاً إلى المشاركة في الدورات العربية منذ العام 1953 بعد الاحتلال وتنظيم بطولات الدوري التي لها تاريخ نسرده في السطور الآتية:
وانطلقت أول بطولة دوري لكرة القدم في قطاع غزة في عام 1980، أي قبل 37 عامًا، بعد أن توقف النشاط الرياضي في القطاع عقب نكسة عام 1967، حيث تنطلق اليوم النُسخة الرابعة عشرة للدوري الذي ننشر تاريخها كما يلي.
تاريخ بطولات الدوري
النُسخة الأولى 1981/1982
الأهلي أول بطل تصنيفي
بعد عام 1967، وتوقف النشاط الرياضي والبطولات، تم تشكيل رابطة الأندية في غزة عام 1978 والتي اجتهدت وأعدت العدة لإعادة تسيير البطولات على صعيد الألعاب الجماعية وفي مقدمتها كرة القدم، فكانت البداية مع تصنيف الأندية على الدرجات المختلفة، فنظمت بطولة الدوري التصنيفي في عام 1981، بمشاركة جميع أندية ومراكز غزة، وأسفرت البطولة التي انتهت عام 1982 عن فوز الأهلي بلقب البطولة الأولى بقيادة المدرب الراحل سعيد الحسيني.
النُسخة الثانية 1983-1984
الشاطئ أول بطل
وبعد انتهاء بطولة الدوري التصنيفي وتحديد الدرجات، أقيمت أول بطولة دوري للدرجتين الممتازة والأولى في موسم (1983-1984)، حيث حصل نادي الشاطئ على لقب بطولة الدرجة الممتازة، بفارق الأهداف عن فريق غزة الرياضي وشباب رفح، اللذين كان لتعادلهما دور كبير في إهداء البطولة للشاطئ، بعد فوزه في آخر مبارياته على الشجاعية (2/0) بقيادة المدرب نمر أبو المعزة.
النُسخة الثالثة 1987-1988
الأهلي على القمة
بطولة لم تُكتمل
وفي عام 1987 أُقيمت ثاني بطولة دوري للدرجة الممتازة، ولكن لم يكتب لها الاستمرار والوصول إلى خط النهاية، فبعد وصول البطولة إلى مرحلتها السادسة عشرة من مراحلها الـ(26) توقف النشاط الرياضي؛ بسبب اندلاع الانتفاضة الأولى في الثامن من كانون الأول من عام 1987، حيث كان الأهلي يتزعم جدول الترتيب، وكان في طريقه لتحقيق اللقب الثاني، ولكنه لم يصل إلى المنصة بسبب إلغاء البطولة.
فتوقفت الحركة الرياضية خمس سنوات متتالية، حيث عادت الحياة إلى الملاعب في عام 1992 عندما فتحت الأندية أبوابها من جديد بمبادرة من نادي غزة الرياضي، وبدأت رابطة الأندية في تنظيم البطولات وصولاً إلى استمرار الرابطة وعملها بعد قدوم السلطة الوطنية حتى العام 1996.
النُسخة الرابعة 1995-1996
خدمات رفح يُحرز أول لقب
أول بطولة في ظل السلطة الوطنية
وفي عام 1996 وبعد إجراء أول انتخابات للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، أقيمت أول بطولة دوري في عهد السلطة الوطنية، وهي البطولة التي ضمت جميع الفرق التي شاركت في بطولة دوري موسم 1986-1987.
انطلقت البطولة في سبتمبر من عام 1996، وانتهت في إبريل من عام 1997، وأعلن الاتحاد فوز خدمات رفح بلقب البطولة التي كانت البوابة لعهد جديد في عالم كرة القدم الفلسطينية، بقيادة المدرب الراحل نايف عبد الهادي.
النُسخة الخامسة 1998-1999
خدمات رفح يُحرز اللقب الثاني
وفي أواخر العام 1997 انطلقت النُسخة الخامسة لبطولة الدوري الممتاز لتنتهي بعد عام وشهرين، إذ احتفظ خدمات رفح باللقب للمرة الثانية على التوالي بقيادة المدرب الراحل نايف عبد الهادي.
النُسخة السادسة 2005-2006
خدمات رفح اللقب الثالث على التوالي
وانطلقت النسخة السادسة أواخر العام 2000 بنظام الدوري التصنيفي على ضوء مشكلة الهبوط، التي تسبب فيها قرار الرئيس الراحل ياسر عرفات بإلغاء الهبوط، حيث خرج الاتحاد من المأزق بتنظيم بطولة الدوري التصنيفي، حيث انتظمت البطولة حتى جولتها الرابعة بنظام المجموعات، ولكن البطولة لم تكتمل بسبب اندلاع انتفاضة الأقصى في أكتوبر من عام 2000.
وتوقف النشاط الرياضي على مدار أربعة أعوام، قبل أن يُقرر الاتحاد إعادة تنظيم البطولة بنفس النظام (مجموعات)، حيث انطلقت البطولة أواخر العام 2005 واستمرت إلى مايو من العام 2007، وأسفرت البطولة عن تأهل خدمات رفح عن المجموعة الأولى، واتحاد الشجاعية عن المجموعة الثانية، ثم أقيمت بينهما مباراة فاصلة على ملعب الشهيد محمد الدرة، وأسفرت عن فوز خدمات رفح باللقب؛ ليكون اللقب الثالث على التوالي، ويكون الفريق الوحيد الذي يحصل على اللقب ثلاث مرات متتالية بقيادة المدرب محمود المزين.
النُسخة السابعة 2010-2011
شباب خانيونس يُحقق أول لقب
وعلى ضوء الانقسام الداخلي، توقف النشاط الرياضي من العام 2006 إلى العام 2010، حيث أقيمت النُسخة السابعة للبطولة في عام 2010 وانتهت في عام 2011، وحصل فريق شباب خانيونس على اللقب أول مرة في تاريخه، بعدما حصل على لقب الكأس في عام 2000، بقيادة المدرب ناهض الأشقر.
النُسخة الثامنة 2012-2013
شباب رفح يُحرز أول لقب
توقف البطولة موسماً واحداً بفعل الأوضاع الصعبة التي مرت بها غزة بسبب الانقسام، ولكنها سرعان ما عادت في الموسم 2012-2013، حيث تمكن فريق شباب رفح من تحقيق أول لقب له في البطولة التي غابت عن خزائنه بعدما أصبح حامل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز ببطولة الكأس، بقيادة المدرب رأفت خليفة.
النُسخة التاسعة 2013-2014
شباب رفح يُحافظ على اللقب
نجح فريق شباب رفح في الحفاظ على لقبه بطلاً للدوري للمرة الثانية على التوالي بعدما كرر ما فعله في الموسم الماضي عندما أنهى مرحلة الذهاب في المركز السابع، ولكنه انفض في مرحلة الإياب ونجح في إحراز اللقب بقيادة المدرب جمال الحولي.
النُسخة العاشرة 2014-2015
الشجاعية يُحرز أول لقب
وتواصل انتظام البطولة بشكل سنوي، حيث انطلقت النسخة العاشرة للبطولة موسم 2014-2015، وتمكن فريق اتحاد الشجاعية بقيادة المدرب نعيم السويركي من الفوز باللقب الأول في تاريخه، على الرغم من اندلاع الحرب الثالثة على غزة.
النُسخة الحادية عشرة 2015-2016
خدمات رفح ولقب رابع
وفي موسم 2015-2016، نجح فريق خدمات رفح في العودة إلى منصات التتويج من جديد، حيث نجح بحصد اللقب الرابع في تاريخه، ليواصل سطوته على لقبه المفضل بقيادة المدرب محمود المزين.
النُسخة الثانية عشرة 2016-2017
الصداقة بطل جديد
وفي موسم 206/2017، دخل نادي الصداقة التاريخ بفوزه بلقب البطولة لأول مرة في تاريخه، بعدما حصل على لقب الكأس في أول موسم له في الدرجة الممتازة موسم 2013 بقيادة المدرب عماد هاشم.
النُسخة الثالثة عشرة 2017-2018
النشامى يعود مُجدداً للمنصة
وبعد أن بدأ في جني الألقاب بعد توقف لبطولات الدوري بسبب الانقسام، عاد شباب خانيونس إلى منصات التتويج بعد 7 أعوام ليُحرز لقبه الثاني بقيادة المدرب محمد أبو حبيب، ليكون قد أضاف لقباً ثانياً للدوري وسط زحمة المنافسة.
النُسخة الرابعة عشرة 2018-2019
خدمات رفح يُحرز لقبه الخامس
ويوم 8 من شهر سبتمبر 2018 انطلقت النسخة الرابعة عشرة للبطولة، وسط أنباء عن حدوث مصالحة من شأنها إعادة اللحمة بين غزة والضفة، ولكن المصالحة لم تحدث، فيما الذي حدث هو تمكن فريق خدمات رفح من تحقيق اللقب الخامس له على مستوى الدوري الممتاز.
النُسخة الخامسة عشرة 2019-2020
خدمات رفح يحتفظ باللقب من جديد
ومثلما فعل خدمات رفح في التسعينات، عاد وكرر احتفاظه بلقب الدوري للمرة الثانية على التوالي موسم 2019-2020، ورفع رصيده من ألقبا بطولة الدوري الممتاز إلى ستة ألقاب، وهو الرقم القياسي الذي لم يصل إليه منافسيه.
النُسخة السادسة عشرة 2020-2021
شباب رفح يعود من بعيد بلقب ثالث
وبعد غياب سبعة أعوام عن منصة التتويج باللقب الغالي، تمكن شباب رفح من الحصول على لقب الدوري للمرة الثالثة في تاريخه موسم 2020-2021، ليقول للجميع بأنه عاد وسيكون له اسم ومكانه فس تاريخ البطولة مثلما سجل اسمه بالذهب على بطولة الكأس.
النُسخة السابعة عشرة 2021-2022
شباب رفح يحتفظ باللقب
وبعد أن حقق الفوز باللقب مرتين متتاليتين موسمي 2012-2013 و2013-2014، نجح شباب رفح في تكرار ذلك من جديد بعدما فاز بلقب الدوري لموسم 2021-2022، بقيادة الكابتن خالد أبو كويك.
سجل الأبطال
وعلى مدار تاريخ البطولة، حصل فريق خدمات رفح على 6 ألقاب ليكون بذلك صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب ومنها 3 ألقاب متتالية، فيما حصل فريق شباب رفح على 4 ألقاب وشباب خانيونس على لقبين، في وقت حصلت فيه فرق الأهلي والشاطئ والشجاعية والصداقة على لقب واحد لكل منها، فيما لم تنته نُسخة موسم 1986-1987 بسبب اندلاع الانتفاضة الأولى.