جيد أن يذكر فيليب لازاريني وزراء خارجية الدول العربية في اجتماعهم بالقاهرة أن منظمة الأونروا تعاني من عجز مالي بقيمة (١٠٠) مليون دولار. والأجود أنه ذكرهم بأن دعم الدول العربية انخفض إلى مستوى تاريخي غير مسبوق ووصل إلى ٣٪ من ميزانية ٢٠٢١م. وأن النقص المزمن في تمويل الوكالة محسوس عند كل أسرة فلسطينية. ويسمع اللاجئون عبارات الدعم والتضامن في بياناتكم ، وتحصل الأونروا على دعم ساحق من خلال التصويت على ولايتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولكن لا يغطي الدعم السياسي بموارد مالية مماثلة؟!".
أي إن لازاريني قال بما يقوله الفلسطيني:
أين الدور العربي في دعم الوكالة ماليًّا؟! إن الدور العربي السياسي الإعلامي لا يكفي لكي تؤدي الوكالة رسالتها الإغاثية والإنسانية. ما يود قوله لارازيني: إن البلاد العربية تملك قدرات مالية كبيرة، ويمكنها وحدها معالجة الأزمة المالية للوكالة، ولكن الدول العربية تبخل على الوكالة ببعض زكاة أموالها؟!
في فلسطين احتلال، وحصار، واستيطان، نتج عنهم بطالة وفقر، وتأخر سن الزواج لما فوق الثلاثين، وانخفاض كبير في مستوى دخل الأسر الفلسطينية، ولا تكاد تجد بعض أسر اللاجئين مالا كافيا للتعليم، أو للرعاية الصحية، وهي خدمات سجلت نسبة من التراجع، بسبب الأزمة المالية.
إن تراجع الدعم العربي لأسباب سياسية لا يبرر هذه المعاناة، ولا يبرر أن يقف مالكي المال من العرب موقف المتفرج، أو اللامبالي، وكأن الأمر يخص بلادا لا تؤمن بالإسلام، ولا تنتمي للعروبة، ما أود قوله إن فلسطين عربية، إسلامية، وشعبها عربي مسلم، وإن الشريعة توجب إعانة أهلها من اللاجئين لا سيما إذا توفر المال، وما ينفق إسرافا وبدارا يفوق ما تحتاجه الأونروا؟! لاحظ أننا تحولنا مضطرين من طلب منهم تحرير فلسطين، إلى الطلب منهم إطعام اللاجئ الفلسطيني، الذي لا تجد له الأونروا طعامًا كافيا، والله عيب، وإعراض عن التكاليف.