فلسطين أون لاين

معادلة صراع.. والرؤية ضبابية

لا تكاد تعثر على معادلة صراع واضحة في سوريا بين (إسرائيل) وإيران. في سوريا ثمة قوى ساندت النظام السوري في حربه الداخلية مع الثوار السوريين. هذه القوى تشمل: روسيا، وإيران، وحزب الله. ثمة تمايز في مناطق الوجود بين القوات الروسية والقوات الإيرانية. وثمة معادلة ما بين الروس والإسرائيليين تقوم على تفاهمات تمنع الاحتكاك والخطأ، ولا توجد مثل هذه التفاهمات مع إيران أو حزب الله، ولكن يبدو أن القنوات الروسية تقوم ببعض الخدمات فتمرر بعض المعلومات للإيرانيين في سوريا عن قصف إسرائيلي محتمل.

تقول مصادر مختلفة إن الروس في سوريا طلبوا من الإيرانيين إخلاء أماكن قريبة منهم في حلب حتى لا يسقط قتلى بقصف (إسرائيل) الذي حدث قبل يومين. القصف طال مطار حلب، ومطار دمشق الدولي، ولم تقع خسائر في الأرواح. وقيل كان الهدف هو منع طائرة إيرانية تحمل ذخائر ومعدات لحزب الله. الطائرة لم تنجح في مهمتها وعادت لطهران!

سوريا لم ترد على قصف المطارين، وإيران لم ترد، وحزب الله لم يرد! فما هي إذن معادلة الصراع هذه؟! هل للروس شأن في هذه المعادلة؟ أنا لا أعتقد ذلك. هل النظام السوري يمنع الإيرانيين من الرد؟ المنطق يقول ربما، ولكن هل قرار سوريا نهائي عند إيران؟ أشك في ذلك. أي لو أرادت إيران الرد فهي لا تخشى من اعتراض الأسد، وحزب الله لا يخشى أيضا اعتراضه، ولكن يبدو أنه ليس لديهما قدرة الرد، وتحمل تداعياته، أو ليس لديهما خطط تقوم على الردّ!

هذه الحالة الضبابية تلقي بشك ما على جاهزية الفعل الإيراني في مواجهة الهجمات الإسرائيلية في سوريا، بينما (إسرائيل) تعلن إعلانا واضحا أنها تهاجم مواقع إيرانية في سوريا تدعم حزب الله.

 أي المعادلة مفهومة (إسرائيليا)، ولكن شقها الإيراني غير مفهوم، وإن كان مفهوما عند بعضهم فهو غير واضح، وقلة الوضوح تفسر بالضعف أحيانا، وتعبر عنه عبارة:" نحتفظ بالرد المناسب في الوقت المناسب!" فهل ثمة ضعف، أم حكمة تصرف؟ سؤال برسم الإجابة سمعته من الشارع.