قائمة الموقع

المقدسي عطا الله يُودع جيرة الأقصى بهدم قسري لمنزله

2022-09-02T09:24:00+03:00

لم يكن من السهل البتة على المقدسي محمد عطا الله أن يشرع في هدم بيته المطل على المسجد الأقصى مباشرة، فجوار الأقصى بالنسبة له ولعائلته أثمن ما يمكن أن يحصل عليه إنسانٌ على وجه الأرض، لكن الاحتلال الإسرائيلي لم يترك أمامه أي خيار.

وأجبرت سلطات الاحتلال في الثالث والعشرين من أغسطس/ آب المنصرم المقدسي محمد عطا الله من حي رأس العامود بالقدس المحتلة على هدم منزله ذاتياً.

وشأن عطا الله شأن أي مقدسي، فعندما عزم على بناء شقة في الطابق الثالث من بيت أهله في منطقة رأس العامود، لجأ لدوائر الترخيص الخاصة بالاحتلال وقدم لها كل الأوراق الثبوتية اللازمة لكن دون جدوى.

بدأ عطا الله بالبناء بالتزامن مع محاولات الحصول على ترخيص، وانتهى من البناء منذ قرابة خمس سنوات. لم تكن الفرحة تسع أفراد أسرته وهم يتنفسون الصعداء أخيراً بأن حصلوا على بيت مستقل بعد أن عاشوا لسنوات طوال في بيت جدتهم ضيق المساحة.

ورغم أن الشقة أيضاً لا تتجاوز مساحتها سبعين متراً فإنها كانت قصراً بالنسبة لعطا الله وزوجته وأبنائه الأربعة، حيث وجدوا فيها مساحتهم الخاصة، لكن الاحتلال لم يمهلهم طويلاً فباغتهم في عام 2018م بقرار هدم.

وكالعادة جال وصال المقدسي عطا الله في أروقة محاكم الاحتلال دون أي فائدة تذكر، فكان قرارها إمهاله حتى الثالث عشر من سبتمبر/ أيلول الجاري لهدم بيته بيده وإلا جاؤوا لهدمه، ما سيكلفه مبالغ طائلة.

بعد أن شعر عطا الله بأنه لا فائدة من المحاولات القضائية المستمرة، وأنه سيضع نفسه في موقف حرج إذا ما استمر في الاحتفاظ بمنزله، شرع منذ عدة أيام في تهيئة الأمور للهدم، وأخرج أثاثه إلى الشارع، ثم شرع في الهدم صباح 23 أغسطس.

يقول: "بالتأكيد لن أطيق دفع تكاليف الهدم الباهظة، القرار في غاية الصعوبة، لكن ليس باليد حيلة، أن أرى "حلم العمر" يُهدم أمامي ومن عمال أحضرتهم بنفسي، إنها قمة الظلم لكن ماذا عسانا نحن المقدسيين أن نفعل؟!".

ويضيف: "كل ما يريده الاحتلال هو التنغيص علينا وطردنا من القدس عبر الهجمة الشرسة التي يشنها علينا، يريدون إفراغ القدس من أهلها وإلا ماذا يضرهم إنْ بنيتُ أنا أو غيري؟ هم يريدون أن نخرج لضواحي القدس أو للضفة الغربية".

وشراء منزل في القدس أمر مستحيل بالنسبة لأي مقدسي حالياً، فأسعار العقارات فلكية تتجاوز المليون شيقل، كما أن الهدم مكلف جداً، خاصة إذا ما قام الاحتلال به، "فلا ندري من أين نتلقى الضربات؟ لكننا لن نهجر القدس".

عود على بدء

والدة محمد المسنة فاطمة عطا الله تشعر بالأسى والحزن وهي تنظر لابنها وهو يهدم "شقاء عمره" بيده، "لقد كلفه مبالغ طائلة، رغم أن راتبه متواضع ولم يسدد ثمن البناء بعد، أتمزق وأنا أرى أثاثه في الشارع وبيته يهدم شيئاً فشيئاً".

وتضيف: "عاد هو وأبناؤه للعيش معي في بيتي الضيق الذي لا يوجد به سوى غرفتين، يحرموننا من أبسط حقوقنا في التوسع في البناء، رغم أن هذه أرضنا أباً عن جد".

ويعاني أطفال عطا الله حالة نفسية صعبة، بعد أن فقدوا فجأة منزلهم قبيل بدء العام الدراسي، "كانوا يستعدون بلهفة لدراستهم، لكنّ هدْم المنزل فجأة وعودتهم للعيش معي قلبا كل موازين حياتهم، أرى الحزن في أعينهم، لكن ماذا بيدي أن أفعل لهم؟!".

وتشعر بالحزن الشديد على ابنها الذي لم يسدد كل ثمن شقته، واضطر لهدمها، "لم يتركوه يهنأ بالسكن فيها، فقد أرهقوا كاهله بالمخالفات والغرامات الباهظة، لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل".

اخبار ذات صلة