فلسطين أون لاين

تقرير الاحتلال يُحوّل الحياة التعليمية في مسافر يطا إلى جحيم لا يطاق

...
التعليم في مسافر يطا - أرشيف
الخليل-غزة/ أدهم الشريف:

عندما يتوجه المعلم أنيس أبو زهرة، إلى عمله في مدارس مسافر يطا، جنوب مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، يحرص على مغادرة بيته قبل ساعات طويلة من موعد بدء الدوام الرسمي، بسبب كثرة عراقيل ومعوقات الاحتلال على حركة الناس هناك.

بات هذا المشهد أحد الطقوس اليومية التي يفعلها أستاذ مادة العلوم أبو زهرة، في مدارس يطا، من الصف الخامس حتى مرحلة الثانوية.

يوجد في يطا 4 مدارس، يدرس فيها أكثر من 200 طالب وطالبة، يتعرضون لانتهاكات يومية يرتكبها جيش الاحتلال ومستوطنوه المنتشرون على الدوام بهدف دفع الأهالي لترك قراهم.

وتضم مسافر يطا 12 قرية وتبلغ مساحتها 30 ألف دونم، بتعداد سكاني يزيد على 3 آلاف نسمة، يتعرضون لجرائم وانتهاكات مستمرة من جيش الاحتلال والمستوطنين.

وقال أبو زهرة: إنّ قطاع المعلمين يعاني معاناة شديدة خلال السنة الدراسية ويتضح ذلك خلال الذهاب والإياب من وإلى المدارس بسبب صعوبة الوصول.

وأضاف أبو زهرة لصحيفة "فلسطين" أنّ الأمر لا يخلو من الانتهاكات المستمرة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحقنا، حيث يتم توقيف المعلمين واحتجازهم.

وبيَّن أنّ جيش الاحتلال في اليوم الأول من العام الدراسي -أول من أمس- صادر مركبة المعلمين وهم في طريقهم إلى المدارس الأربعة، وأجبرهم على السير على أقدامهم وصولًا إلى مكان عملهم عبر الطرق الوعرة تحت أشعة الشمس الحارقة؛ ذهابًا وإيابًا.

وتابع أبو زهرة أنّ انتهاكات الاحتلال وما رافقها من تداعيات نفسية واجتماعية، جعلت الحياة التعليمية في مسافر يطا جحيمًا للمعلمين والطلبة على حدٍ سواء.

وقال: إنّ مصادرة المركبة التي يتوجه بها المعلمون للمدرسة ليست المرة الأولى التي تتعرض لها، ولن تكون الأخيرة ما دام الاحتلال موجودًا.

وأكمل: أنّ الاحتلال يُضيّق الخناق على المواطنين بهدف دفعهم إلى الرحيل عن المسافر، والاستيلاء عليها.

ويقيم جيش الاحتلال منشآت عسكرية تحيط بمسافر يطا، وهي قريبة من المدارس التي يحاول الطلبة الانتظام بها رغم الانتهاكات المستمرة.

ويصف أبو زهرة، حياة طلبة المسافر، بأنها لا تطاق بسبب عمليات إطلاق النيران المستمرة في معسكرات تدريب جيش الاحتلال.

وتقع المسافر على بعد كيلومترات جنوب الخليل وتمتد لتفصل بين الضفة والأراضي الفلسطينية المحتلة منذ نكبة 1948، ويسعى جيش الاحتلال بقوة إلى هدم قراها بالكامل استنادًا لقرار صادر عن محكمة الاحتلال العُليا بحجة أنها منطقة تدريبات عسكرية.

وأفاد علي الجبارين، من سكان مسافر يطا، بأنّ جيش الاحتلال أخطر بهدم 4 تجمعات سكنية في المسافر تضم 4 مدارس، يدرس فيها قرابة 18 طالبًا وطالبة من عائلته وحدها.

واتهم الجبارين خلال حديثه مع "فلسطين"، الاحتلال بالعنصرية، ففي الوقت الذي يُضيّق فيه على الفلسطينيين ويرتكب بحقهم جرائم مختلفة يسمح لجماعات المستوطنين ارتكاب ما يحلو لهم من انتهاكات بحقّ الأرض والإنسان في الأراضي المحتلة.

واستغرب موقف السلطة تجاه الظروف الإنسانية والتداعيات الخطيرة التي تركها الاحتلال على مسافر يطا وسكانها، وحمّلها مسؤولية عدم القيام بدورها ودعم صمود المواطنين في وجه انتهاكات الاحتلال المستمرة.

ويرفض رئيس مجلس قرى مسافر يطا نضال يونس، اعتبار جيش الاحتلال هذه المنطقة مكان تدريب وإطلاق نار، لأنّ ذلك يلقي بظلاله على حياة أصحاب الأرض القاطنين هناك.

وبيَّن يونس لـ"فلسطين"، أنه في اليوم الأول للسنة الدراسية 2022- 2023، تعمّد جيش الاحتلال احتجاز المعلمين لساعات قبل أن يجبرهم على المرور سيرًا على الأقدام دون مركبة.

وأشار إلى أنّ المسافر منطقة محرومة من كل شيء يتعلق بالبُنى التحتية وخاصة الطرق والمواصلات، وهذا يترك تداعيات سلبية على فئة الطلبة على وجه الخصوص، ويدفعهم إلى قطع مسافة تتراوح بين 5- 8 كيلومترات ليصلوا إلى مدارسهم.

وأوضح يونس أنّ مدارس مسافر يطا تضمُّ جميع المراحل الدراسية، ويعمل فيها 44 مدرسًا.