"يا أحرار العالم إن هذا الجسد المتهالك، الذي لم يبقَ منه إلا العظم والجلد، لا يعكس ضعف وعُري الشعب الفلسطيني، إنما هو مرآة في وجه الاحتلال الحقيقي الذي يدَّعي أنه دولة ديمقراطية"، كلمات ممزوجة بالقهر والمأساة صدحت بها حنجرة الأسير المضرب عن الطعام خليل عواودة ونقلتها زوجته "دلال".
أكثر من 170 يومًا على شروع "خليل" في إضرابه المفتوح عن الطعام لم تكن كافية أمام ذلك المحتل المُجرم بأن تشفع له بإصدار قرارٍ يقضي بالإفراج عنه، حتى بات أشبه بـ"هيكل عظمي" لا يزيد وزنه على 38 كيلوغرامًا كما وصفته زوجته التي التقطت له تلك الصور خلال زيارتها الأخيرة قبل يومين.
يُكمل عواودة (40 عامًا) الذي تعود أصوله إلى مدينة الخليل في رسالته "سنبقى نقف ضد الاعتقال الإداريِّ، حتى لو ذاب اللحم، والجلد، وتلاشى العظم، حتى لو ذهبت الأرواح، كونوا على ثقة بأننا أصحاب حق، وأن قضيتنا عادلة مهما كان الثمن المدفوع عاليًا".
وكانت سلطات الاحتلال بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر سمحت لزوجة الأسير عواودة بزيارته في مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي، بعد تردي وضعه الصحي وإصراره على مواصلة الإضراب عن الطعام بعد تراجع الاحتلال عن اتفاق معه -بعد 111 يومًا من إضراب سابق- يقضي بالإفراج عنه في 26 يونيو/حزيران 2022.
خلال تلك المدّة مرّ "خليل" بجُملة من الممارسات الإسرائيلية العنصرية تنوعت ما بين تمديد الاعتقال الإداري، ونكث الوعود التي تلقاها، وكل ذلك في سبيل الضغط المتواصل عليه لإرغامه على التراجع عن إضرابه عن الطعام، حسبما تقول "دلال" لصحيفة "فلسطين".ات الأولى لاعتقاله في السابع والعشرين من شهر ديسمبر 2021، عقب اقتحام قوّة من جيش الاحتلال لمنزله الواقع في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وزجت به في سجن "عوفر" قرب رام الله.