فلسطين أون لاين

الحرية لخليل العواودة

مئة وستون يومًا مضت على إضراب العواودة عن الطعام احتجاجا على اعتقاله الإداري دون تهمة محددة. العواودة يعيش على الماء فقط. العواودة فقد من وزنه (٤٥) كيلوجرامًا. وزنه الآن هو (٤٠) كيلوجرامًا. آخر التحديثات تقول إنه قد يموت في أي لحظة. الصور المنشورة تكشف عن جسم ضعيف هزيل على شفا الموت. الصورة تؤلم أهله وكل من يشاهدها، ولكنها تبعث السعادة في إدارة السجن.

مجتمع الأسرى في سجون الاحتلال يعتزم الإضراب الشامل في مطلع سبتمبر. الخطوات التمهيدية بدأت بحلّ جميع الأطر التنظيمية القيادية في السجون. لا يوجد شخص يتحمل المسؤولية. الأسرى جميعهم يتحملون المسؤولية بشكل فردي متساوٍ. هذه الخطوة تعتبر في السجون خطوة تصعيدية كبيرة، ولكن ثمة إدارات عنصرية متعنتة، بلغت حدً السادية.

الفصائل في الضفة وغزة أعلنوا تضامنهم مع العواودة، ومع إضراب الأسرى. الفعاليات التضامنية بدأت تغزو وسائل الإعلام والإعلام الجديد لحشد أكبر تجمع شعبي لمساندة الأسرى في مطالبهم العادلة. ما زالت فعاليات التضامن تكتسب زخما يوما بعد يوم. والعنت الصهيوني يزداد يوما بعد يوم!

الطرف المصري يشعر بخيبة أمل من تصرف الطرف (الإسرائيلي). مصر تريد خطوة من (إسرائيل) بالإفراج عن العواودة، ونقله للمستشفى. مصر غير مقتنعة بملف الاعتقال الإداري، والشعب الفلسطيني كله يرفض الاعتقال الإداري جملة وتفصيلا. بل إن العالم كله يرفض الاعتقال الإداري. منظمات حقوق الإنسان ترفض الاعتقال الإداري. الاعتقال الإداري لا يعانيه في العالم غير الفلسطيني، ولا يمارسه غير الصهيوني!

ثمة فرصة أمام سلطات الاحتلال لتجاوز الإضراب بالإفراج عن العواودة، وتلبية مطالب الأسرى، وهي مطالب حياتية عادلة، وليست مطالب سياسية. مع كل إضراب شامل تكون هناك تداعيات مؤلمة، هكذا هي العادة. غزة والضفة قد تدخل إلى الأسوأ إذا استمر الإضراب، أو مات خليل العواودة. الاعتقال الإداري جريمة دولة ضد الإنسانية. والسادية جريمة يرتكبها مجرم عنصري لا عواطف له! من يشتكي من النازي لا يجدر به ممارسة فعله ضد غيره.