قال المختص في الشأن الإسرائيلي، سعيد بشارات، إن اقتحام مجموعة من المستوطنين لباحات المسجد الأقصى من خلال "باب الأسباط" سابقة خطيرة، وتغيير للوضع الراهن.
وأضاف بشارات لـ"فلسطين أون لاين" أن منظمات جبل الهيكل تنتهج خطوات متدرجة فيما يتعلق بمحاولات السيطرة على المسجد الأقصى، لافتاً إلى أن 44 ألف مستوطن أقدم على اقتحام الأقصى منذ بداية العام الجاري.
ولفت إلى أنّ حكومة الاحتلال طوّرت آليات الاقتحام، من خلال أسلوب وممارسات المستوطنين داخل المسجد الأقصى، وأهمها الارتماء على الأرض ضمن طقوس معينة تخصُّ الهيكل المزعوم، والصلاة العلنية بحماية الشرطة الإسرائيلية، وغيرها من الانتهاكات.
وأشار بشارات إلى أنّ اقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصى من خلال "باب الأسباط" يُعتبر ضمن خطة تطوير آليات الاقتحام، ضمن الخطوات المُتدرّجة لعدم لفت انتباه الفلسطينيين والمسلمين للأحداث.
واستدرك أنّ ما يرمي له اليمين الاستيطاني هو "السيطرة على المسجد الأقصى لتهيئة إزالة قبصة الصخرة وبناء الهيكل"، منوهًا إلى أنّ هذا التدرج سيتبعه خُطوات خطيرة ستُفجّر الأوضاع، مستندًا للقضايا والمطالبات أمام المحكمة العليا التي تتعلق بممارسة الطقوس اليهودية في المكان الإسلامي.
وأكد بشارات أنّ اقتحامات المسجد الأقصى لها ارتباط مباشر بالانتخابات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أنّ من يُشرف على تطور الاقتحام إيتمار بن غفير، الذي أصبح رمزًا سياسيًّا يمكن تقليده من قِبل الأحزاب اليمينية.
وأضاف أنّ مدرسة بن غفير، يتم تقليدها من كافة أطراف السياسة الإسرائيلية، معتبرًا ذلك تطور خطير وله تأثير على الانتخابات لإرضاء المستوطنين وكسب الأصوات.
وتطرق بشارات إلى خطوة الأسرى داخل السجون بحلّ الهيئات التنظيمية، التي تعتبر في عُرف السجون "إعلان الفوضى" عندما يصير كل أسير مسؤول عن نفسه.
وأوضح أنّ إدارة السجون لا تُطيق هذا الإعلان من قِبل الأسرى، ما يدفعها لتضييق شروط الأسر والتخفيف من السياسة التعسُّفية تجاه الأسرى.
وبيّن بشارات أنّ الاحتلال يتبع سياسة عبثية فيما يخصُّ ملف الاعتقال الإداري، من خلال رفض الحكومات الإسرائيلية على التوالي لحلّ هذه القضية، لافتًا إلى محاولاتهم القضاء على الحالة التنظيمية في الضفة الغربية.
وختم حديثه بأنّ حكومة الاحتلال اليمينية تتعمّد في التعنُّت بالإفراج عن الأسير خليل عواودة بالرغم من تدهور وضعه الصحي، لأنّ التخفيف عن الأسرى يقودهم لضرر قد يُخفّض الأصوات الانتخابية.