فلسطين أون لاين

تقرير اليوم الأول لطفلك في المدرسة.. مخاوف متوقعة فكيف تواجهينها؟

...
مخاوف متوقعة للأطفال في أول يوم لهم في المدرسة
لندن-غزة/ فاطمة الزهراء العويني-وكالات:

تشير بعض الدراسات النفسية إلى أن الطفل في اليوم الأول للدراسة تختلط لديه المشاعر، بين الرغبة في تجربة هذا العالم الجديد عليه، والرهبة من أنه سينفصل عن حضن أمه، ما يصيبه بشعور عدم الأمان.

ويقول جون داسي، العالم النفسي في ليكسينغتون ماساشوستس المشارك في تأليف كتاب "طفلك القلق": "يقلق الأطفال بشأن الأشياء نفسها التي يفعلها الكبار، كل شيء بدءًا من هل سيصبح طالبًا جيدًا إلى هل سيتمكن من العثور على طريقه داخل المدرسة ولن يضيع".

وإذ إن مشاعر القلق طبيعية ومتوقعة عند عودة الأطفال إلى المدارس أو تغيير المدارس أو التحاقهم أول مرة برياض الأطفال؛ يبين داسي أن الخطوة الأولى لمساعدة الطفل على اجتياز هذه المخاوف "هي وضع نفسك مكانه، كيف سيكون شعورك مثلًا إذا اضطررت إلى إجراء حديث بسيط مع شخص غريب؟".

المخاوف الأكثر شيوعًا

الأطفال الصغار الذين بدؤوا الدراسة للتو كل شيء جديد عليهم: المبنى، والمعلم، والروتين، ووقت الاستيقاظ، واليوم الدراسي الأطول، فمن الطبيعي أن يعاني هؤلاء الصغار قلق الانفصال الذي يمكن أن يعبر عنه الطفل بالصراخ والبكاء صباح أول يوم، خصوصًا في حالة الطفل الذي يدخل المدرسة أول مرة.

في هذه الحال لا تستسلم وتدعه يبقى في المنزل إلا إذا كان هناك سبب وجيه، وللتغلب على هذا الأمر رافق طفلك إلى باب المدرسة أو الفصل الدراسي، وزر المدرسة بصحبته للقيام بجولة غير رسمية قبل أيام قليلة من بداية العام الدراسي أو في الأيام الأولى لبدئه، لتعريفه الأماكن التي سيتردد إليها ويألفها، كما يؤكد داسي.

وهناك إستراتيجية أخرى تتمثل في ربط طفل أصغر سنًّا بأصدقائه الأكبر سنًّا، وإذا كان الأخ الأكبر موجودًا فسيكون حلًّا مثاليًّا، إذ سيشعر معه الصغير بالأمان.

كيف تواجه المخاوف؟

  • تحقق من حصول طفلك على قسط كافٍ من النوم وتناول وجبات منتظمة ووجبات خفيفة صحية وممارسة تمارين يومية، فعندما يتغذى عقل طفلك وجسمه؛ يصبح التعامل مع مخاوف المدرسة أسهل.

  • لا تقلل من مشاعر طفلك القلقة، وقل له: "كل شيء سيكون بخير"، لأنه سيفهم ذلك، وخذ الأمر بجدية وتعاطف معه.

  • شجع طفلك على التعبير عما يقلقه بصوت عالٍ، فحينما يسمع الشخص مخاوفه يشعر أنها محض خيال، ويمكنك أن تضرب مثالًا نفسك وتتحدث عن مخاوفك حينما كنت صغيرًا وكيف تغلبت عليها، فالأطفال يحبون سماع تجارب آبائهم حينما كانوا في مثل سنهم.

  • فكر مع طفلك بصوت عالٍ في طريقة العصف الذهني في الحلول الممكنة للتغلب على جميع المخاوف، وحاول ألا تعطي ابنك توجيهات، ولكن الأفضل أن تجدا الحلول معًا.

  • شجع طفلك على إعادة توجيه الانتباه بعيدًا عن المخاوف تجاه الإيجابيات، واسأله: "ما الأشياء الثلاثة الأكثر إثارة لك في أول يوم لك في المدرسة؟".

  • تعبئة حقيبة المدرسة في الليلة السابقة لبدء العام الدراسي، على أن يتضمن ذلك وضع لعبة خاصة للأطفال الذين يشعرون بالقلق من الانفصال، وفي الصباح أعد وجبة الإفطار المفضلة لجعل الصباح أكثر متعة.

  • مكافأة الطفل على السلوك الشجاع في أول يوم دراسة، مثل تحضير وجبة ممتعة في نهاية اليوم، ولا تنسَ تخصيص الوقت الكافي للاستماع إلى تفاصيل يومه بحماس شديد.

الضغوط والتكيف

وفقًا لنتائج دراسة أكاديمية بعنوان "العلاقة بين الضغوط الأكاديمية والتكيف والتحفيز والأداء في الكلية"؛ إن الطلاب الذين يستعدون مقدمًا لتحديات المدرسة لديهم مشاعر أكثر إيجابية تجاه المدرسة وأداء أكاديمي أفضل، لذا على الآباء أن يقوموا ببعض الاستعدادات للمدرسة بمرافقة أبنائهم الأصغر سنًّا.

وتقول الدكتورة تمار تشانسكي، في موقع الصحة النفسية اليوم: "إذا استمرت مخاوف طفلك بعد الشهر الأول، تحقق من الأمر مع المعلم؛ فقد يكون لديه بعض الحلول أو بعض الإرشادات المساعدة، مثل: إشراك الطفل في عمل جماعي ممتع ومفيد، ما يؤدي إلى خلق شعور بالأمان والرغبة في الاستمرارية".