التوقيع على اتفاق أميركي إيراني يصل لدرجة ١٠٠٪ حسب تقديرات إسرائيلية. قيادة دولة الاحتلال تعارض هذا الاتفاق بقوة. وتزعم أن الاتفاق يحقق مصالح إيران ولكن على حساب (إسرائيل). والمنطق يقول إن أميركا وأوروبا حريصون على مصالح (إسرائيل)، والتاريخ والوقائع تثبت ذلك. ومن ثمة لا تعارض حقيقي بين المصالح الأميركية والمصالح الإسرائيلية، ولكن دولة الاحتلال تبني سياستها على الابتزاز.
لقد تمكنت من ابتزاز ألمانيا ماليًّا وعسكريًّا بحجة الهولوكوست. لقد تدفق المال الألماني، والسلاح الألماني على (إسرائيل) دون حساب. وقد ساعد ذلك على تغيير ميزان القوة، بل تمكنت دولة الاحتلال من الدخول إلى التشريعات الألمانية بما يخدم مصالحها، ويستبقي عقدة المحرقة أبدًا!
ما قامت به دولة الابتزاز مع ألمانيا تحاول أن تفعله مع الاتحاد الأوروبي، وأميركا، بآليات أخرى، تقوم على الرفض من ناحية، وعلى تعظيم خطر إيران وقنبلتها التي لم توجد من ناحية أخرى. وللوصول لدرجة الابتزاز العليا تعلن حكومة الاحتلال أنها تعمل لمنع إيران من السلاح النووي بعملية عسكرية مفاجئة، بغض النظر عن موقف أميركا وأوروبا؟!
دولة الاحتلال تملك سلاحًا نوويًّا، وكل دول المنطقة وفيها إيران تطالب بمنطقة شرق أوسط خالية من السلاح النووي. هذا المطلب مطلب منطقي، ومع منطقيته فإن دولة الاحتلال ترفضه، لأنها تريد أن تستبقي نفسها شرطيًّا للمنطقة بقوة سلاحها النووي، وهذا ما ترفضه إيران ودول أخرى. ولو تكاتفت دول المنطقة على نزع السلاح النووي من المنطقة لألقمت دولة الاحتلال الحجر، وجعلتها بلا لسان ابتزاز وتهديد.
المشكلة في نظري ليست في دولة الاحتلال وسياساتها، فهذا معلوم ولا ينكره أحد، ولكن المشكلة الأساس في الوجهة الثانية من القضية حيث لا تتكاتف جهود البلاد العربية والإسلامية معًا في اتجاه إخلاء المنطقة من السلاح النووي.